بقلم المحامي فيصل البطاينه
الوفاء في مجتمعنا سيبٍقى عنوانا للنشامى وما دعاني للكتابة بهذا الموضوع هو علاقتي مع الدكتور معروف البخيت الذي دلل بصدق على انطباق المثل عليه بأن (الاسم ينزل من السماء) فهو معروف بوفائه لوطنه ومكوناته مستذكرا حادثتين معه جرتا اثناء جلوسه على كرسي الرئاسة بالدوار الرابع.
الحادثة الاولى
حين طلب مني السيد محمد صقر رئيس سلطة اقليم العقبة انذاك ان اسأل له رئيس الحكومة عن سبب عدم مقابلته حيث سألت دولة الدكتور معروف البخيت عن حقيقة هذا الامر فلربما يكون مدير مكتبه لم يوصل طلب الصديق محمد صقر فاجابني دولته بانه لا يريد ان يقابله لان النية تتجه لانهاء خدماته وهم يبحثون عن بديل له فرجوت الرئيس ان يقابله حيث طلب الرئيس من مدير مكتبه ان يستدعوه وقابله ولم يعنيني ان اعرف ماهية الموضوع الى ان فوجئت بأن الشخص قد انهيت خدماته وانه صرح بان السبب بذلك رفضه تعييني مستشارا بسلطة العقبة وهذا الموضوع لا علم لي او لدولة الرئيس بمثل هذا الادعاء الزائف.
اما الحادثة الثانية
فكانت يوم التقيت بقريبي وصديقي الدكتور عبدالرزاق بني هاني الذي اخبرني انه يريد مقابلة رئيس الحكومة من اجل امور هامة والرئيس لم يحدد موعدا للمقابلة ومن باب خدمة الاثنين معا طلبت من دولة الرئيس ان يقابله دون ان اعرف ماذا يريد الدكتور بني هاني من هذه المقابلة واعتقدت انه يحمل من الافكار ما يفيد الوطن لمعرفتي بكفاءة الرجل وقد علمت من الرئيس بعد ايام من المقابلة وردا على سؤالي للرئيس عن الموضوع اجابني الدكتور معروف البخيت بأن الدكتور عبدالرزاق بني هاني غير مرتاح بعمله في هيئة مكافحة الفساد وان دولته عرض عليه اما ان يعمل مستشارا في رئاسة الوزراء لحين وجود العمل المناسب له او ان يبقى في هيئة مكافحة الفساد لحين ايجاد عملا اخر مناسب له واضاف دولة الرئيس ان السيد عبدالرزاق اختار ان يبقى في الهيئة لحين ايجاد عملا مناسب له.
وكم فوجئت حين شاهدت الدكتور عبدالرزاق على احدى الفضائيات يتنكر لي كصديق وقريب ويعلن ان شخصا ساعده بمقابلة الرئيس وانه ندم على معرفة ذلك الشخص مع ان ندمه جاء متأخرا لان علاقتي به قديمة وكنت ولا زلت قبل مقابلته بالرئيس نلتقي على الدوام مع كبار المسؤولين ومع الرؤساء السابقين ونتزاور معهم.
الحادثتان المذكورتان تدلان على امرين لا ثالث لهما؛ الامر الاول هو ان الرئيس معروف وفيّ لكل معارفه واصدقائه ولكن ليس على حساب الوطن والمواطن.
اما الامر الثاني فهو التأكيد على انطباق المثل القائل »من يصنع المعروف مع غير اهله يندم«.
حمى الله الاردن والاردنيين وان غدا لناظره قريب..