خاص لـ أخبار البلد
في الحالة الأردنية الراهنة بما يتعلق بملفات الفساد الرسمي، دأب مسؤولونا الكبار على تفجير قنابلهم التي تكشف حجم الفساد بعد مغادرتهم لموقعهم، وفيما هم داخل المنصب يعايشون حالة مرضية سببها فيروس "الطبطبة" والتواطأ المجاني والمدفوع !!
ولعل أبرز قضايا وملفات الفساد التي شهدها الشارع الاردني مؤخرا تسوقنا للفكرة ذاتها، ففيما يتعلق بقضايا ذات صلة بملفات فساد غسيل الأموال، تلك الملفات ذات الأثر الرجعي بتوقيت حدوثها والتي عاصرها محافظان إثنان للبنك المركزي الأردني أمية طوقان وفارس شرف !
السؤال البديهي أمام هذه الملفات المذكورة يقول بلماذا لم يكشف عنها في حينها، ولماذا مسألة التوقيت هذه بالكشف عنها بعد خروج الرجلين طوقان وشرف من سدة البنك المركزي ؟
أليس الأولى والأجدر لو تم قتح هذه الملفات وهي بقمة طزاجتها بنكهة الفساد ؟؟
وتتضاعف مسؤولية الرجلين إذا أشرنا إلى حقيقة أن منصب محافظ البنك المركزي الذي تعاقب عليه خمسة أشخاص فقط خلال نصف قرن تقريبا، يلقي بمسؤوليات ثقال على عاتق من هو في منصب المحافظ، ليكون له من اسمه الوظيفي نصيب، بأن يكون محافظا لأهم المؤسسات المالية حساسية وخطورة !
وفي هذه الجزئية تقتضي الأمانة الصحافية أن نستذكر ما قام به المحافظ السابق الشريف فارس شرف الذي كشف أحد أهم الملفات التي تصدى لها والمتمثلة بتحويله قضية غسيل أموال اتهم فيها المستثمر الأردني حسن سميك بقيمة مائة مليون دولار، لتعود كرة السؤال إلى ملعب طوقان !
فماذا يقول أمية طوقان على وجه التحديد وهو الذي يشغل الان أهم حقائب الحكومة وزيرا للمالية الاردنية التي لا تتجزأ عن مالية البنك المركزي الأردني ؟؟
أم ننتظر إجابات المسكوت عنه من تسريبات قادمة لموقع ويكيليكس الذي أصبح مرجعية أولى للكشف عن الفساد في الأردن !!