لاحظ رئيس تحرير صحيفة 'العرب اليوم' الكاتب الإسلامي سميح المعايطة أن حكومة الرئيس عون الخصاونة التي تحدثت لأسابيع عن وضع جديد لحركة حماس في الأردن تابعت كالمواطنين تماما وعبر الصحافة فقط ترتيبات زيارة خالد مشعل ووفد حماس القيادي مؤخرا التي تمت بالقصر الملكي.
ولاحظ المعايطة في مقال خاص له أمس الثلاثاء بأن الوزير راكان المجالي لم يصدر عنه أي تعليق على وجود مشعل ورفاقه في عمان بزيارة مهمة تحدث عنها الرجل - أي المجالي - حتى قبل أن يعين رسميا ناطقا بإسم الحكومة، فيما زاد الكاتب في نفس الصحيفة نبيل غيشان ملمحا لإن ترتيبات الزيارة التي تمت من وراء ظهر الحكومة وبدون مشاركة أي طرف فيها قد تشكل درسا للحكومة.
غيشان عاد وتحدث عن جرأة خالد مشعل الذي عاد وطلب من الملك في اللحظات الأخيرة السماح له بالبقاء قليلا في عمان حتى يطمئن على والدته المريضة.
لكن لاحقا وفي نفس الصحيفة وضع الكاتب ناهض حتر حركة حماس التي إمتدحها عام 2009، كما قال في خندق المشروع الأمريكي القطري المعادي للوطنية الأردنية والذي سيمرر في النهاية مشروع التوطين والتجنيس والوطن البديل في الأردن مصرا على الإرتياب بمشعل ورفاقه ما دامت حماس تحتفظ بموقفها القديم من فك الإرتباط بين الضفتين.
ومثل هذه الطروحات هي التي دفعت مشعل لإصدار بيان صحافي يتيم في عمان مع تصريح صحافي مصغر لصحيفة 'الدستور' تحدث فيه عن سيناريو عمل مشترك مع الأردن للتصدي لمؤامرة الوطن البديل.. مشعل قال ذلك رغم إعتراف جميع قادة حماس الذين حضروا لعمان بأن لقاءاتهم مع القصر الملكي لم تناقش الملفات السياسية فالتعامل مع الحركة سيبقى بالقناة الأمنية، كما أفاد المعايطة وقادة حماس حضروا مرافقين للوفد القطري وتجاهل الإعلام الرسمي وجودهم كما أفاد الغيشان.
من جانبها كرت صحيفة 'الدستور' وعلى لسان مشعل ترحيبه الشديد بحفاوة الضيافة الملكية لكن الصحيفة ركزت في تقرير نشرته أمس لثلاثاء على عدم حصول أي لقاء بين مشعل وقادة حماس وبين قادة الحركة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين الأردنية حيث تصادف وجود مشعل ورفاقه في عمان مع وجود نخبة من قادة جبهة العمل الإسلامي في القاهرة.
وفهمت القدس العربي من مصادر مطلعة بان الطرفان في حماس والحركة الأردنية تقصدا الالتزام تماما بمتطلبات الزيارة وعدم التواصل حتى ولو اجتماعيا تكريسا لقرار فك الارتباط التنظيمي الذي اتخذه عمليا مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين قبل أكثر من أسبوعين. وتصادفت زيارة وفد حماس لعمان مع إعلان رئيس شورى الحركة الإخوانية الشيخ عبد اللطيف عربيات قرارا جديدا مثيرا للجدل يرفع بموجبه الإسلاميون الفيتو السابق عن الاتصال والتحاور مع الأمريكيين والبريطانيين والدول الغربية.
وفي التفاصيل كشف عربيات النقاب عن أن الجماعة ألغت قرارها بعدم مقابلة الأمريكيين والغربيين الذي إتخذته إبان الاحتلال الأمريكي للعراق مشيرا الى ان الاستثناء الوحيد بموجب القرار الجديد أصبح الكيان الصهيوني فقط.
وفي غضون ذلك سلطت الصحافة الإلكترونية الأضواء على الهجوم الشرس الذي شنه على مشعل وحماس وزير العدل الاسبق والحليف القوي في عمان للرئيس السوري بشار الاسد المحامي حسين مجلي الذي هاجم حركة حماس واتهم زعيمها خالد مشعل بالتبعية لقطر.
وتحدثت صحيفة 'البوصلة' الالكترونية القريبة من التيار الاسلامي عن ما يشبه ملاسنة حصلت في منزل عزاء في العاصمة عمان بين الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل ووزير العدل الاسبق في الحكومة الاردنية حسين مجلي.
وهاجم مجلي مشعل بقوة بعدما أدلى الاخير بخطاب مجاملة قصير في منزل عزاء المناضل الفلسطيني الراحل بهجت أبو غربية.
وتضمن هجوم مجلي وهو شخصية قومية بارزة قوله لمشعل: انكم تعملون تحت عباءة حمد، ويقصد الوزير الاردني الاسبق الدولة القطرية.
وعلمت 'القدس العربي' بأن قيادات بارزة في الحركة الاسلامية الاردنية اتصلت بمجلي بعد الحادثة مستوضحة عن أسباب هجومه وخلفياته ومعبرة عن استيائها لان كلام مجلي الحاد حصل بصورة علنية ووسط الناس وفي مناسبة اجتماعية وليست سياسية.
وحسب المجريات التي كشفها الاسلاميون فقد ادلى مشعل بخطبة قصيرة امتدح فيها الفقيد الراحل قبل ان ينقض عليه الوزير مجلي بصوت مرتفع ويتهمه ضمنيا بالتخاذل في نصرة سورية وبالتنسيق مع الدولة القطرية، الامر الذي رد عليه مشعل قائلا: سامحك الله يا ابا شجاه وهذه المناسبة ليست مقاما لمثل هذا الكلام.
ويذكر ان مجلي هو الحليف الابرز للنظام السوري في الاردن وسبق له ان زار دمشق واثار موجة من الجدل بانتقاده الشديد لما اسماه بغرف المؤامرة على سورية الممانعة عبر فضائيات عربية من بينها الجزيرة كما اوضح لـ'القدس العربي' في وقت سابق