اخبار البلد_ لم تعد شبهة المؤامرة على سورية مجرد وجهة نظر، بل أصبحت حقيقة واضحة بكل أبعادها وأدواتها، فباتت القضية تتعلق بدور هذا البلد العربي الذي احتل طوال عقود من الزمن الوجهة التي من خلالها تتحدد بوصلة الموقف، ليس فقط من الصراع العربي ـ "الإسرائيلي"، بل أيضاً في كونه يحتل الموقع الأساس في مواجهة المشروع الأميركي القديم ـ الجديد الذي يريد تأبيد الهيمنة لهذا المشروع على كامل المنطقة العربية.
وإذا كانت المؤشرات التي تظهر حقيقة المؤامرة التي تعرضت لها سورية طوال الأشهر الماضية، وتأخذ بين الفترة والأخرى أشكالاً وطرقاً مختلفة فإن أكثر من قضية برزت في الآونة الأخيرة، تشير إلى مدى انغماس بعض العرب وبالأخص كل من السعودية وقطر في جوهر المشروع الأميركي، وحتى السعي الى تحقيق ما عجز عنه الحلف الغربي ـ "الإسرائيلي" طوال عقود من الزمن، ويتمثل في إنهاء القضية الفلسطينية وإخراجها من قاموس التاريخ العربي، وصولاً إلى الدور الذي يعطى للجامعة العربية للتآمر على القضايا القومية. ولذلك تتوقف مصادر دبلوماسية متابعة عند قضيتين أساسيتين برزتا في الأسابيع الأخيرة:
ـ القضية الأولى وتتعلق بإقدام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على اعتقال عدد من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وبينهم رئيس المجلس عزيز الدويك ولكن هذا السلوك الإرهابي للعدو "الإسرائيلي" لم يسمع به عرب أميركا ولا حتى الجامعة العربية فمرت الاعتقالات وكأن شيئاً لم يكن بالنسبة لحكام السعودية وقطر وكل الذين يتنعمون بأموال النفط.
ـ القضية الثانية، وهي الأهم، وتتعلق بما حصل خلال الاجتماعات التي رعاها النظام الأردني بين سلطة محمود عباس وحكومة اليمين المتطرف في كيان العدو، حيث ذهب المفاوض "الإسرائيلي" إلى حدود طرح إقامة "دويلة" فلسطينية على بضع قرى في الضفة الغربية داخل ما يسمى جدار الفصل العنصري، فكان أن جرى القفز فوق هذا الطرح من جانب عرب أميركا. وكأنه مجرد مسألة عابرة ولا يقتضي على الأقل الدعوة الى اجتماع الجامعة العربية، بينما يندفع وزير خارجية قطر ـ لكون بلاده تترأس الدورة الحالية للجامعة ـ ومعه أمينها العام نبيل العربي، إلى دعوة وزراء الخارجية العرب للاجتماع عند أصغر تفصيل يتعلق بالوضع في سورية، وكلما طلب منهم ذلك السيئ الذكر جيفري فيلتمان وإدارته ـ هذا طبعاً مع الإشسارة إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى من عمليات حفر مستمرة باتت تهدد بقاءه.
لذلك، فالسؤال، لماذا هذا الاستعجال من جانب حلفاء أميركا من العرب بدفع الملف السوري نحو التدويل. بعد سقوط الاستخدام السياسي المكشوف للجامعة العربية، وأيضاً سقوط الرهانات على ما تسمى المعارضة هناك.
من الواضح ـ بحسب كل المعلومات والمعطيات التي تبلغتها المصادر الدبلوماسية ـ أن الصراع لم يعد فقط حول ما تمثله سورية من حاضنة للمقاومة ومواجهتها للمشروع الأميركي ـ "الإسرائيلي" بل إن الخطر بدأ يضرب أبواب دول الخليج، على الرغم من كل الدعم الأميركي والغربي لحماية الأنظمة هناك، ولذلك أصبح مصير العائلات الحاكمة وأمراء النفط في خطر إذا ما استطاعت سورية تجاوز الأزمة التي تمر بها بعد انكشاف الدور التآمري لحكام الخليج ضد كل مَن يحمل لواء المواجهة للهيمنة الأميركية، ولذلك اندفع حلفاء واشنطن إلى تجاوز كل المحرمات للتآمر على سورية، فلجأوا الى وضع اليد على الجامعة العربية ودعم المجموعات المسلحة وتمويلها ومن ثم الانقلاب على مهمة المراقبين العرب. وعندما فشلت كل هذه الأوراق استعجلوا الذهاب إلى مجلس الأمن تحت مظلة الجامعة علّهم ليس فقط إسقاط "الفيتو" الروسي، بل في سبيل إصدار قرار من مجلس الأمن يجيز التدخل الأجنبي في سورية بهدف تكرار تجربة ليبيا.
وعلى هذا الأساس، يراهن أمراء النفط على أن إسقاط سورية وما تمثله عربياً وقومياً، سيحول دون توسع حالة الرفض الشعبية داخل هذه الدول، لأنه ـ حسب رهان هؤلاء ـ فإذا ما سقطت سورية سيسود المشروع الأميركي ومعه العصر "الإسرائيلي" على كامل المنطقة العربية، وعندها يصبح من السهل ضرب أي حالة اعتراضية داخل هذه الدول.
وانطلاقاً من ذلك، تعتقد المصادر الدبلوماسية أن ما يدور الآن في سورية وخارجها يمثل الترجمة الفعلية للصراع القائم في المنطقة بين المقاومة والمشروع الشرق أوسطي، وهو ما يعني أن الصراع لن ينتهي في وقت قريب، بل إنه قد يتصاعد عبر أدوات وطرق مختلفة.
وإذا كانت المؤشرات التي تظهر حقيقة المؤامرة التي تعرضت لها سورية طوال الأشهر الماضية، وتأخذ بين الفترة والأخرى أشكالاً وطرقاً مختلفة فإن أكثر من قضية برزت في الآونة الأخيرة، تشير إلى مدى انغماس بعض العرب وبالأخص كل من السعودية وقطر في جوهر المشروع الأميركي، وحتى السعي الى تحقيق ما عجز عنه الحلف الغربي ـ "الإسرائيلي" طوال عقود من الزمن، ويتمثل في إنهاء القضية الفلسطينية وإخراجها من قاموس التاريخ العربي، وصولاً إلى الدور الذي يعطى للجامعة العربية للتآمر على القضايا القومية. ولذلك تتوقف مصادر دبلوماسية متابعة عند قضيتين أساسيتين برزتا في الأسابيع الأخيرة:
ـ القضية الأولى وتتعلق بإقدام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على اعتقال عدد من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وبينهم رئيس المجلس عزيز الدويك ولكن هذا السلوك الإرهابي للعدو "الإسرائيلي" لم يسمع به عرب أميركا ولا حتى الجامعة العربية فمرت الاعتقالات وكأن شيئاً لم يكن بالنسبة لحكام السعودية وقطر وكل الذين يتنعمون بأموال النفط.
ـ القضية الثانية، وهي الأهم، وتتعلق بما حصل خلال الاجتماعات التي رعاها النظام الأردني بين سلطة محمود عباس وحكومة اليمين المتطرف في كيان العدو، حيث ذهب المفاوض "الإسرائيلي" إلى حدود طرح إقامة "دويلة" فلسطينية على بضع قرى في الضفة الغربية داخل ما يسمى جدار الفصل العنصري، فكان أن جرى القفز فوق هذا الطرح من جانب عرب أميركا. وكأنه مجرد مسألة عابرة ولا يقتضي على الأقل الدعوة الى اجتماع الجامعة العربية، بينما يندفع وزير خارجية قطر ـ لكون بلاده تترأس الدورة الحالية للجامعة ـ ومعه أمينها العام نبيل العربي، إلى دعوة وزراء الخارجية العرب للاجتماع عند أصغر تفصيل يتعلق بالوضع في سورية، وكلما طلب منهم ذلك السيئ الذكر جيفري فيلتمان وإدارته ـ هذا طبعاً مع الإشسارة إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى من عمليات حفر مستمرة باتت تهدد بقاءه.
لذلك، فالسؤال، لماذا هذا الاستعجال من جانب حلفاء أميركا من العرب بدفع الملف السوري نحو التدويل. بعد سقوط الاستخدام السياسي المكشوف للجامعة العربية، وأيضاً سقوط الرهانات على ما تسمى المعارضة هناك.
من الواضح ـ بحسب كل المعلومات والمعطيات التي تبلغتها المصادر الدبلوماسية ـ أن الصراع لم يعد فقط حول ما تمثله سورية من حاضنة للمقاومة ومواجهتها للمشروع الأميركي ـ "الإسرائيلي" بل إن الخطر بدأ يضرب أبواب دول الخليج، على الرغم من كل الدعم الأميركي والغربي لحماية الأنظمة هناك، ولذلك أصبح مصير العائلات الحاكمة وأمراء النفط في خطر إذا ما استطاعت سورية تجاوز الأزمة التي تمر بها بعد انكشاف الدور التآمري لحكام الخليج ضد كل مَن يحمل لواء المواجهة للهيمنة الأميركية، ولذلك اندفع حلفاء واشنطن إلى تجاوز كل المحرمات للتآمر على سورية، فلجأوا الى وضع اليد على الجامعة العربية ودعم المجموعات المسلحة وتمويلها ومن ثم الانقلاب على مهمة المراقبين العرب. وعندما فشلت كل هذه الأوراق استعجلوا الذهاب إلى مجلس الأمن تحت مظلة الجامعة علّهم ليس فقط إسقاط "الفيتو" الروسي، بل في سبيل إصدار قرار من مجلس الأمن يجيز التدخل الأجنبي في سورية بهدف تكرار تجربة ليبيا.
وعلى هذا الأساس، يراهن أمراء النفط على أن إسقاط سورية وما تمثله عربياً وقومياً، سيحول دون توسع حالة الرفض الشعبية داخل هذه الدول، لأنه ـ حسب رهان هؤلاء ـ فإذا ما سقطت سورية سيسود المشروع الأميركي ومعه العصر "الإسرائيلي" على كامل المنطقة العربية، وعندها يصبح من السهل ضرب أي حالة اعتراضية داخل هذه الدول.
وانطلاقاً من ذلك، تعتقد المصادر الدبلوماسية أن ما يدور الآن في سورية وخارجها يمثل الترجمة الفعلية للصراع القائم في المنطقة بين المقاومة والمشروع الشرق أوسطي، وهو ما يعني أن الصراع لن ينتهي في وقت قريب، بل إنه قد يتصاعد عبر أدوات وطرق مختلفة.
بقلم حسن سلامة