الشريط الإعلامي

مادبا: شجرة الميلاد بلا مظاهر احتفال حدادا على الشهداء

آخر تحديث: 2022-12-23، 10:34 pm
أخبار البلد-
 
أضيئت شجرة عيد الميلاد التي نصبت في ساحة السلام وسط مدينة مادبا، من دون أي مظاهر احتفال بهذه المناسبة مع الاكتفاء بإقامة الشعائر الدينية بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وذلك تضامنا مع شهداء قوات الأمن العام الذين ارتقوا في سبيل الوطن برصاص الغدر خلال أحداث الحسينية بمحافظة معان الأسبوع الماضي.
جاء ذلك بناء على قرار مجلس رؤساء الكنائس في الأردن للوقوف وقفة إجلال واحترام لأرواح الشهداء الأردنيين، معلنة وقف مظاهر الاحتفال بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.
ووفق القائمين على الاحتفالات العامة التي كانت تقام بأعياد الميلاد المجيدة في محافظة مادبا، فقد تقرر إلغاؤها، تضامنا مع شهداء الوطن، واستنكار الأعمال الإجرامية الهجينة على مجتمعنا، التي حاولت النيل من مكتسبات ومقدرات الوطن الغالي، وتطاولت على أبنائنا من الأجهزة الأمنية، وأسفرت عن استشهاد أفراد من قواتنا الأمنية.
كما أعلنت الكنائس الرسولية في محافظة مادبا عن عدم استقبال التهاني بمناسبة عيد الميلاد لهذا العام، وذلك نظراً للأحداث التي يمر بها الوطن وإكراماً لأرواح شهداء الواجب.
وكانت جمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث في مادبا، أعلنت في وقت سابق، إلغاء فعاليات الاحتفال بإضاءة شجرة العيد المجيد، إكراماً لأرواح شهداء الواجب والظروف التي يمر بها الوطن، وفق ما ذكره رئيس الجمعية سامر الطوال.
وقال الطوال "نسأل الله تعالى أن يرحم شهداء الواجب ويحفظ هذا الوطن ويديم علينا نعمة الأمن والأمان”.
من جانبه، قال رئيس بلدية مادبا الكبرى الكبرى عارف الرواجيح "إن موقف الطوائف المسيحية ليس الأول من نوعه، وليس غريبا على أبنائها الذين يؤكدون في كل مرة، أن الجرح الذي ينزف في أي جزء كان في هذا الوطن يؤلمنا جميعاً”.
كما يأتي ذلك تأكيداً أن جدران مادبا العتيقة تنبع منها المحبة والسلام، مشيراً إلى "أنه على مدى قرون عديدة، يقصد مادبا -مدينة الفسيفساء والتراث العالمية- الوفود والزائرون من مختلف أنحاء العالم، بما تحويه من تنوع ديني أثري وسياحي وطبيعي فريد، ويجدون فيها ما يحبونه من تعدد ثقافي وديموغرافي، يبقى عالقا في ذاكرتهم، لا سيما الاطلاع على مفاهيم العيش بين أبنائها الذين ينظرون إلى الإيمان بالأديان حقا طبيعيا لكل إنسان، الشيء الذي يعزز من حالة الارتباط المليء بالطمأنينة والسلام”.
وقال "إن مادبا مدينة فسيفساء البشر والحجر والتراث، فهي مجمع مسيحي وإسلامي، منذ 1400 سنة، في جو من المحبة والتآخي، الذي انتقل قبل عقود عديدة من حالة الحياة المشتركة إلى حالة الوئام والانصهار، الذي لا ينفك فيها المسجد عن الكنيسة، وسط خليط من الحضارات، التي سكنت مادبا مقر العابرين بين الشرق والغرب والجزيرة العربية وبلاد الشام”.
وأعاد التأكيد أن شهداء الوطن سيبقون في ضمائرنا دافعاً لبذل المزيد من أجل الوطن، في مسيرة مضينا بها في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، ولن نحيد عنها، مقدمين لوطننا العمل المخلص، والنية الصادقة، وبعزائم لا تلين بل تزداد صلابة وقوة.
ومن جانب آخر، شهدت الأسواق في مدينة مادبا ضعفاً بالإقبال على الشراء، خلافاً للأعوام السابقة التي كانت تشهد حركة شرائية تمتاز بقوتها، وبخاصة فيما يتعلق بالملابس والأحذية والحلويات واللحوم ومستلزمات الأعياد الخاصة بـ”زينة شجرة الميلاد”.