بدون مقدمات فان السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وكافة الفصائل من اقصى اليمين الى اقصى اليسار..كلها تمر في مأزق خطير.. وهذا المأزق يتعمق.. ويتعمق وتضيق حلقاته حتى يوشك ان يخنق الجميع، في ضوء التطورات الخطيرة التي تعصف وعصفت بالمجتمع الصهيوني، وسيطرة الصهيونية اليمينية الفاشية، ممثلة بـ ( نتنياهو وابن غفير وسوميرتش).
والسؤال أو التساؤل الذي يطرح نفسه ما الحل !!.
قبل الاجابة عن هذا السؤال المصيري.. لا بد من الاشارة من ان اسود الوطن قد وضعوا يدهم على الجرح.. وبدءوا في الاجابة عن السؤال المطروح.. بدءا من جنين القسام.. ونابلس القلعة الصامدة.. وطولكرم وطوباس والخليل وكافة المخيمات...الخ.
وبسرعة انتشار النار في الهشيم، انتشرت المقاومة الجديدة.. بصيغتها الفدائية.. وصورتها البطولية الاسطورية الجديدة، التي جسدها الفدائيان البطلان الشهيدان التميمي ومحمد صوف وهما يتصديان للعدو وجحافلة والياته ومستوطنيه الاوغاد جهارا نهارا.. يهاجمونه في مخيم شعفاط وباب العامود و ( ارائيل ).. في اوكاره ومراكز قوته.. يهاجمونه بسلاحهم الفردي.. التميمي بمسدس قديم.. والشهيد البطل محمد صوف بسكين المطبخ.. فيفر جمعهم مذعورين كالفئران ويقتل هذا البطل الشهيد ( 18 عاما ) ثلاث صهاينة ويجرح ثلاثة بعد ان خطف سيارتين وترجل منهما ليقتل اكبر عدد ممكن من الخنازير.. وقد تمكن من تحرير المنطقة الصناعية في (ارائيل) لمدة عشرين ساعة.
ونعود من حيث بدأنا.. ونسال.. ما هو المطلوب من قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.. وقيادة الفصائل الفلسطينية والاحزاب السياسية.. ومؤسسات المجتمع المدني، والنخب الفلسطينية.. وجماهير الشعب الفلسطيني ؟؟!!.
المطلوب باختصار شديد هو :
تأييد ثورة الاسود واعدام الجواسيس وتعليقهم في الساحات العامة.
ووقف التنسيق مع العدو، وتشكيل حواضن من كافة ابناء الشعب الفسطيني تحتضن الثورة المجيدة والثوار البواسل.. تحميهم، وتقدم لهم كل مساعدة.. ومحاسبة كل من تسّول نفسه طعن الثورة من الخلف، والتسلل الى اوكار الخنازير.
وقبل ان نختم هذا المقال.. نجزم ان اسود فلسطين دفنوا ( اوسلو ).. ودفنوا التنسيق الامني ومزقوا باحذيتهم ورقة الاعتراف المذلة بالعدو.
ومن هنا، على القيادة الفلسطينية ان تلتقط هذه اللحظة التاريخية وان تخرج من اكذوبة ( السلام ) وان تلتزم بقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وان تعلن لشعبها وامتها انها، مع ثورة الاسود.. وتخرج من مستنقع ( اوسلو ).. ومستنقع المفاوضات.
أسود فلسطين.. لم يرعبوا ويرهبوا العدو الصهيوني فحسب.. بل اسقطوا مشروعه الفاشي، وها هم يرسمون خارطة طريق للسلطة للخروج من المتاهة وحالة الضياع التي وضعت قيادة السلطة نفسها فيها.
انها بداية الفجر.. بداية تباشير النصر.. فجر التحرير وفجر النصر.. الذي يشرق على فلسطين.. كل فلسطين قريبا باذن الله.
انهم يرونه بعيدا.. ونراه قريبا وانا لصادقون..