البورصات الوهمية.. التعزيم.. البيع الآجل، وأخيراً منصات تداول إلكترونية».
هذه عناوين بارزة لقضايا نصب بملايين الدنانير شهدتها البلاد خلال أقل من ٢٠ عاماً والحبل على الجرار كما يقال.
يبدو أن «المؤمن بات يلدغ من ذات الجحر مرات ومرات!»، فقد انفجرت للتو قضية نصب جديدة عنوانها منصات البورصات.
ما حدث كان استجابة للشراهة والرغبة في الحصول على غنيمة بدون مجهود، فأقبل كثيرون على استثمار مدخراتهم عند النصابين الذين وعدوهم بأرباح مضمونة هائلة لا تحدث في البورصات، ولا في أي استثمار آخر.
واستجابة للشراهة باتجاه الربح السريع (الغنيمة) بدون مجهود أقبل كثيرون على التداول عبر منصات الكترونية ولم يسألوا أنفسهم لماذا يقوم اشخاص بمنح ارباح ثابتة ومضمونة دون اعتبار لمعايير الربح والخسارة؟!
كنا عبر هذه الزاوية نبهنا إلى خطورة مثل هذه المنصات وغيرها التي داهمت السوق تحت عناوين التداول في البورصات العالمية وبعضها قام بحملات إعلانات سخية غرضها اجتذاب متعاملين.
هناك شركات مرخصة حسب قانون تنظيم العمل في البورصات والأسواق العالمية، لكن لا بأس إذ حذرنا من بعض المتسللين وهو ما حصل فعلاً.
ما تزال جراح ما عرف بأزمة البورصات العالمية في الأردن ساخنة وقد هدرت فيها مدخرات كثيرة ووقعت بين الاحتيال وبين تعاملات فعلية لكنها تسببت بخسائر فادحة وما تزال هناك قضايا كثيرة عالقة بين المتخاصمين في المحاكم.
يجدر التنبيه إلى أن البورصات العالمية ليست وهمية, بل هي موجودة والتعامل فيها يسير حول العالم وفق آليات معروفة، كثير من الناس ممن يظنون أنهم يتعاملون مع الأسواق عبر البحار لا يعلمون كيف تتم مثل هذه التعاملات لأن عيونهم كانت معلقة فقط بالأرباح التي كانت تنهال عليهم في بداية الأمر من رؤوس أموالهم.
لا تجارة رابحة طوال الوقت, وأول الإيهام في تعاملات الناس مع بعض اللاهثين وراء الثراء السريع هو وعود بتجنيبهم الخسائر. لكن التعامل بالبورصات العالمية ينطوي على مخاطر لا حدود لها فالاستثمار عن طريق الأسهم أو البترول أو المعادن الثمينة او المتاجرة بالعملات الأجنبية بطريقة الهامش يعتبر استثماراً عالي المخاطر وليس بوسع مستثمرين خصوصا الصغار تحمل نتائج المخاطرة.
القضية انحسرت عن مدخرات بملايين الدنانير, لم تجد قنوات محلية لاستثمارها بينما ظلت بورصة عمان وما تزال غافلة عنها وقد احترقت في لهيب حفنة من المحتالين سهل لهم قلة المعرفة قنص هؤلاء الذين دفعتهم حسن نواياهم إلى تحسين أوضاعهم وبادعاء الاحتراف والشطارة واستخدام كل الوسائل بما فيها الدين.
الكيّس من اتعظ بغيره, هذا مثال على أن العظة لم تزل مفهوما مغيبا عن أذهان عدد لا بأس به من المواطنين, الذين يرغبون طوعا في تكرار الوقوع في مصائد المحتالين.
عندما وقعت قضايا البورصات قلنا إنها ليست الأولى وخفنا ألا تكون الأخيرة وهو ما حصل.