أخبار البلد - خاص - على الرغم من الاحتجاجات والانتقادات التي وجهت للحكومة اثر اعلانها عن تثبيت التوقيت الصيفي ليشمل العام كله، الا انها ما تزال متمسكة بالعمل بهذا التوقيت المثير للجدل دون الإلتفات الى مصالح الناس.
ويستغرب طلبة مدارس وذووهم اصرار الحكومة على موقفها، مشددين على ضرورة العمل بالتوقيت الشتوي، كونه يجنب الطلبة معاناة الذهاب إلى المدرسة في الصباح الباكر، لاسيما في فصل الشتاء، إضافة الى معالجة ازمة السير الخانقة التي تشهدها شوارع المملكة لتزامن دوام المدارس مع دوام الموظفين.
البعض اعتبروا أن قرار العمل بالتوقيت الصيفي خلال فصل الشتاء "غير مدروس"، كونه يزيد من استهلاك الطاقة، لافتة الى ان قضية اعتماد التوقيت أو عدمه "لا يفترض أن تكون قرارا شخصيا" يتخذه رئيس الحكومة بمفرده، وإنما بالتشاور مع السلطة التشريعية وكافة الجهات المعنية بهذا القرار".
كما ان الإبقاء على التوقيت الصيفي "حمل الكثير من الأبعاد السلبية على الطالب وأهله، من خلال تجربتها في بعض الاعوام الماضية".
تقول سناء احمد ان "تزامن الدوام المدرسي مع دوام الأهل يسبب مشاكل لكلا الطرفين"، لافتة الى ان تأخير الدوام نصف ساعة العام الماضي لموظفي القطاع العام والحكومة، أربك الأهالي، كونهم صاروا يتأخرون على ابنائهم الصغار الذين ينتظرونهم في المدرسة.
وترى نور سليمان، وهي موظفة في أحد البنوك، ان فكرة الاستيقاظ باكرا قبل شروق الشمس وتجهيز الأولاد للمدرسة هو "أمر مرهق"، مشيرة الى ان الابقاء على التوقيت الصيفي يوتر ويربك جميع الأسر.
وأضافت ان تزامن الدوام المدرسي مع دوام الموظفين يخلق ازمة مرور خانقة في الشوارع، ما يؤخر بعض الموظفين عن دوامهم، موضحة ان المشكلة لم تعد محصورة في الاستيقاظ باكرا، وإنما أيضا في العودة المتأخرة، حيث لا يوجد هناك وقت كاف لدى الطلاب لإكمال دروسهم.
ويبين التاجر احمد عوض انه "لا توجد حكمة من وراء استمرار القرار، الذي تدعي الحكومة أنه يسهم في ترشيد استهلاك الطاقة، رغم أن الكثير من الأسر تنهض مبكرا للذهاب إلى الدوام كما الطلبة إلى المدارس، ما يعني أن الجميع يضطرون إلى تشغيل المدافئ والكهرباء للإنارة في وقت مبكر"، داعيا إلى العودة للعمل بالتوقيت الشتوي، كونه "يعطي المواطن مزيدا من الوقت ويقلص نفقات استخدام الطاقة".
بدوره، يؤكد مدير احدى المدارس الحكومية في عمان ان التوقيت الصيفي يربك المعلمين والطلبة وذويهم، كونهم "مبرمجين على موعد محدد للمغادرة من المدرسة، وهناك الكثير من الاهالي يرتبطون بمواعيد مهمة بعد ساعات العمل".
ولا يقتصر سوء التوقيت على الزمن الحالي، وفقا لمدير المدرسة الذي فضل عدم ذكر اسمه، "وإنما يزداد الأمر سوءا في الشتاء، حيث الصقيع والانزلاقات التي تكثر في ساعات الصباح الباكر"، مشددا على أن الرجوع عن قرار الغاء التوقيت الشتوي هو الحل الأمثل".
فهل يتم اصلاح العطل في ساعة دولة الرئيس للعدول عن القرار قبل وقوع ما لا يحمد عقباه.