لا يحتاج الاحتلال الصهيوني إلى "تسهيلات” أخرى لكي يباشر عدوانا جديدا على قطاع غزة المحاصر منذ ستة عشر عاما، فهو يعيش في "أزهى” أيامه بالقرب من سلطة فلسطينية عاجزة تماما، ونظام عربي ما يزال يظهر الفشل في إدارة شؤونه الخاصة، ناهيك عن التصدي لمخططات الخارج، وعالم داعم لسياساته العنصرية، أو أنه غير مبال على أفضل تقدير.
لكن الأثر الأكبر والدفعة الهائلة التي حصل عليها الاحتلال، على ما يبدو، تأتت من الزيارة "الطاووسية” التي منحها الرئيس الأميركي جو بايدن لمجرمي الاحتلال، وتأكيده الشراكة المطلقة بين واشنطن وتل أبيب، وعزم الولايات المتحدة على الحفاظ على التفوق النوعي للاحتلال، لذلك لم يكن مفاجئا أن يصرح البيت الأبيض خلال الساعات الأولى لبدء العدوان أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها”، حتى بعد أن تم الإعلان عن استشهاد طفلة بعمر خمسة أعوام!
ما نزال نذكر، كيف أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، وقفت برباطة جأش في شباط (فبراير) الماضي، وهي تحاول أن ترتدي جميع ملامح الجدية، لتقرأ بيانا وقعته 50 دولة، يدين استخدام روسيا حق النقض "الفيتو” بمجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. قالت غرينفيلد وقتها بصوت جاد: "من يقفون هنا اليوم ما يزالون مؤمنين بواجب مجلس الأمن الجليل وأسمى أهدافه لمنع الصراع وتجنب ويلات الحرب”.
مثل هذا الالتزام الأخلاقي والإنساني الذي تتحدث عنه السفيرة الأميركية، يغيب على ما يبدو، دائما عن منطقتنا، خصوصا ما يتعلق منه بالدم العربي في فلسطين، والذي يسفك بكل سهولة أمام أنظار العالم على يد نظام الفصل العنصري الصهيوني، بل ان واشنطن تقدم ما هو أكثر من الدعم لسفك هذا الدم، فهي تقف، حتى اليوم، سدا منيعا أمام أي إدانة لهذا النظام العنصري في المحافل الدولية، ولا تخجل أبدا من أن تشهر حق النقض الفيتو الذي تنتقد استخدامه حين يتم التعارض مع مصالحها ومصالح حلفائها الأساسيين.
واشنطن تغض الطرف عن حقيقة أن المذبحة الحالية الجارية في غزة، هي مجرد تمثيلية مأساوية ينفذها الاحتلال، بحثا عن "انتصار” ما، يحسن اشتراطات ساسة النظام العنصري المجرمين خلال التنافس في انتخابات الكنيست القادمة، بينما يريد المجرم لبيد أن يقنع الناخب الصهيوني بقدرته على القتل، وبأحقيته في حكم المستعمرة العنصرية.
اليوم، لا نستطيع إغماض أعيننا عن ولوغ واشنطن الكامل بدمنا، فهي لا تكتفي بالصمت حيال سفك الدم الفلسطيني، بل تصر على المشاركة بهمة عالية في المذبحة، من خلال الدعم غير المشروط لنظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة، بواسطة الدعم العسكري والمالي، وبواسطة الدعم السياسي غير المشروط لهذا النظام الذي أصبح نظاما فوق دولي نتيجة إيمانه بأنه محمول من قبل القوة الأكبر عالميا، وبأن جرائمه، مهما كانت صادمة وغير متوقعة، فستجد لها في واشنطن من يبررها تحت ذرائع مختلفة.
الولايات المتحدة الأميركية تضع نفسها وجها لوحه في مواجهة من يعملون من أجل الحرية وتعميم الديمقراطية في العالم، بصمتها المريب، ومصادقتها على جميع ما يقوم به الاحتلال الذي يستكمل مجزرته بحق الفلسطينيين، تلك المجزرة التي بدأها قبل أكثر من قرن، ويستمر بها حتى اليوم!
كأصحاب قضية راسخة، ورغم مرور مياه كثيرة تحت الجسر، ورغم "مهرجانات” التطبيع المجاني، ما نزال نستذكر جميع الدم الذي تم سفكه دون أن يستنهض العالم حياءه، ويعتبر، ولو لمرة واحدة، أن شلال الدم المسفوك على الأرض الفلسطينية هو دم بشري لا يقل قداسة عن دم الأوروبي والغربي، وأن يعترف، ولو للحظة، أن الظلم على الفلسطيني فاض لدرجة لم نعد قادرين على احتماله.
لكن الأثر الأكبر والدفعة الهائلة التي حصل عليها الاحتلال، على ما يبدو، تأتت من الزيارة "الطاووسية” التي منحها الرئيس الأميركي جو بايدن لمجرمي الاحتلال، وتأكيده الشراكة المطلقة بين واشنطن وتل أبيب، وعزم الولايات المتحدة على الحفاظ على التفوق النوعي للاحتلال، لذلك لم يكن مفاجئا أن يصرح البيت الأبيض خلال الساعات الأولى لبدء العدوان أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها”، حتى بعد أن تم الإعلان عن استشهاد طفلة بعمر خمسة أعوام!
ما نزال نذكر، كيف أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، وقفت برباطة جأش في شباط (فبراير) الماضي، وهي تحاول أن ترتدي جميع ملامح الجدية، لتقرأ بيانا وقعته 50 دولة، يدين استخدام روسيا حق النقض "الفيتو” بمجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. قالت غرينفيلد وقتها بصوت جاد: "من يقفون هنا اليوم ما يزالون مؤمنين بواجب مجلس الأمن الجليل وأسمى أهدافه لمنع الصراع وتجنب ويلات الحرب”.
مثل هذا الالتزام الأخلاقي والإنساني الذي تتحدث عنه السفيرة الأميركية، يغيب على ما يبدو، دائما عن منطقتنا، خصوصا ما يتعلق منه بالدم العربي في فلسطين، والذي يسفك بكل سهولة أمام أنظار العالم على يد نظام الفصل العنصري الصهيوني، بل ان واشنطن تقدم ما هو أكثر من الدعم لسفك هذا الدم، فهي تقف، حتى اليوم، سدا منيعا أمام أي إدانة لهذا النظام العنصري في المحافل الدولية، ولا تخجل أبدا من أن تشهر حق النقض الفيتو الذي تنتقد استخدامه حين يتم التعارض مع مصالحها ومصالح حلفائها الأساسيين.
واشنطن تغض الطرف عن حقيقة أن المذبحة الحالية الجارية في غزة، هي مجرد تمثيلية مأساوية ينفذها الاحتلال، بحثا عن "انتصار” ما، يحسن اشتراطات ساسة النظام العنصري المجرمين خلال التنافس في انتخابات الكنيست القادمة، بينما يريد المجرم لبيد أن يقنع الناخب الصهيوني بقدرته على القتل، وبأحقيته في حكم المستعمرة العنصرية.
اليوم، لا نستطيع إغماض أعيننا عن ولوغ واشنطن الكامل بدمنا، فهي لا تكتفي بالصمت حيال سفك الدم الفلسطيني، بل تصر على المشاركة بهمة عالية في المذبحة، من خلال الدعم غير المشروط لنظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة، بواسطة الدعم العسكري والمالي، وبواسطة الدعم السياسي غير المشروط لهذا النظام الذي أصبح نظاما فوق دولي نتيجة إيمانه بأنه محمول من قبل القوة الأكبر عالميا، وبأن جرائمه، مهما كانت صادمة وغير متوقعة، فستجد لها في واشنطن من يبررها تحت ذرائع مختلفة.
الولايات المتحدة الأميركية تضع نفسها وجها لوحه في مواجهة من يعملون من أجل الحرية وتعميم الديمقراطية في العالم، بصمتها المريب، ومصادقتها على جميع ما يقوم به الاحتلال الذي يستكمل مجزرته بحق الفلسطينيين، تلك المجزرة التي بدأها قبل أكثر من قرن، ويستمر بها حتى اليوم!
كأصحاب قضية راسخة، ورغم مرور مياه كثيرة تحت الجسر، ورغم "مهرجانات” التطبيع المجاني، ما نزال نستذكر جميع الدم الذي تم سفكه دون أن يستنهض العالم حياءه، ويعتبر، ولو لمرة واحدة، أن شلال الدم المسفوك على الأرض الفلسطينية هو دم بشري لا يقل قداسة عن دم الأوروبي والغربي، وأن يعترف، ولو للحظة، أن الظلم على الفلسطيني فاض لدرجة لم نعد قادرين على احتماله.