في غمرة التحضير لاحتفالات الجزائر يوم الثلاثاء المقبل 5 تموز المقبل بمناسبة مرور 60 عام على استقلالها عن فرنسا بعد أكثر من قرن و32 سنة من الاستعمار
خرج النائب الفرنسي خوسيه غونزاليس 79 عام عميد النواب الفرنسيين والعضو البارز في حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف خلال افتتاح أعمال البرلمان الفرنسي الجديد حيث صرح بما وصفه الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي بالعنصري والمستفز والشبيه بالنفخ على جمر الخلافات بقوله ( إن رياح يوليو 1962 وهو تاريخ استقلال الجزائر عن فرنسا ألقت به بعيدا عن بلده الأم وأنه سيبقى حاملا لهذا الجرح إلى الأبد )
كما قال للصحفيين في تصريح اخر بحسب ما نقلته عنه صحيفة ليبيراسيون ( اذهبوا إلى الجزائر وسترون أن الكثير يتمنى لو كانت فرنسا لا تزال هناك ) مثل هذه التصريحات ليست غريبة ولا هي جديدة فقد تكررت وهي تطعن بغدر فاضح بالجزائر في كل مناسبة سعيدة تعيشها
جوهر الحقيقة ان القول بأن هناك من الجزائريين من يحن إلى الاستعمار هو محض كذب يراد من خلاله التستر على ما اقترفته فرنسا الاستعمارية من جرائم بشعة ضد الإنسانية خلال وجودها بالجزائر وان حديث غونزاليس بانه جاء من ( منطلق حبه للجزائر وحنينه لها ) هو ايضا مجرد مطية رخيصة لتمرير رسالته العنصرية الكريهة وصبه لمزيد من الزيت على النار
المتطرف غونزاليس تعمد الحديث عن منطقة مولده ( مدينة وهران ) غرب الجزائر التي تحتضن هذه الأيام دورة الألعاب المتوسطية التي راهن الجزائريون على نجاحها والتي كان حفل افتتاحها مفخرة للكثير منهم والغريب انه بدأ خطابه ( في البرلمان بالبكاء ) لإثارة مشاعر النواب الحاضرين لكن حدث العكس لرجل شارف على الثمانين من عمره ولا زال يهذي خرفا بالجزائر الفرنسية والكل يعلم أن ما قاله جاء ليعكر صفو الاحتفالات على الجزائريين بعيد استقلالهم
ينتمي اليميني غونزاليس لجماعة الأقدام السوداء وهم الأوروبيون المولدون في الجزائر عندما كانت مستعمرة فرنسية ومن أبرز هؤلاء المغني الفرنسي المعروف أنريكو ماسياس الذي تغنى بالجزائر والممثل المعروف روجي حنين الذي أوصى بدفنه بالجزائر وهو ما حدث فعلا بعدما توفي عام 2015 والكثير من عناصر هذه الجماعة جاؤوا إلى الجزائر وزاروا الأحياء التي كانوا يعيشون بها ولم يكن هناك أي إشكال في ذلك من اجل إسكات الأصوات التي تريد زرع الفتنة والتشكيك في تحقق استقلال الجزائر رغم مرور كل هذه السنين
هذا التصريح الشوفيني المقيت في توقيته أثار أيضا حفيظة كثير من الفرنسيين كونه أعاد بحث قضية خلافية تحاول فرنسا تجاوزها لإصلاح علاقاتها مع الجزائر كما انه كان محل إشادة من قبل رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليمينية مارين لوبان التي قالت في حديث لقناة فرانس إنفو إن غونزاليس ألقى خطابا جيدا جد في المقابل انتقد الكثير من النواب الفرنسيين من الذين لم يصفقوا لغونزاليس عند انتهائه من خطابه وانتقدوا ما جاء على لسانه وموقف لوبان منه التي يتهمها أعضاء في حزبها من الذين أسسوا الحزب مع والدها بانتمائها إلى المنظمة العسكرية الخاصة التي سفكت دماء الكثير من الجزائريين ابان الحقبة الاستعمارية الطويلة
النائب الفرنسي المخضرم باستيان لاشو عن حزب الاتحاد الإيكولوجي والاجتماعي للشعب الجديد اعتبر التصريح انزلاق تاريخي خطير في تصاعد خطاب التطرف للحركة الوطنية منذ تأسيس الجبهة الوطنية من قبل الأعضاء السابقين في هذه المنظمة الخاصة التي تشكلت من ميليشيا مسلحة من أعضاء سابقين في الجيش الفرنسي ارتكبوا جرائم فظيعة في الجزائر قبيل استقلالها كما قال وسط التصفيق الحار انه من ( العار ان يبدأ المجلس النيابي الجديد اعماله بخطاب الحنين للجزائر الفرنسية )
وقد ذكر لاشو أعضاء البرلمان بان الجانب الفرنسي وقتها هو الذي رفض الاتفاق مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية والذي كان يقضي بتنظيم استفتاء حول تقرير المصير حيث وقعت الحكومة الفرنسية والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 18 مارس 1962 على اتفاقيات إيفيان ( منطقة في وسط شرق فرنسا ) التي نصت على وقف إطلاق النار في منتصف نهار اليوم التالي بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب وبعد تنظيم استفتاء لتقرير المصير جرى في 1 يوليو 1962 صوت فيه الجزائريون بأغلبية ساحقة على إنهاء الاستعمار والاستقلال رسميا عن فرنسا
منذ تولي الرئيس إيمانويل ماكرون الرئاسة الفرنسية اتخذ سلسلة مبادرات على صلة بالذاكرة ومنها تكليف المؤرخ بنجامان ستورا بإعداد تقرير عن تنقية الذاكرة المتعلقة بالاستعمار والحرب في الجزائر سلّمه الى الرئيس الفرنسي في يناير2021 ولازال البلدان يعملان منذ أشهر على ترميم العلاقات الثنائية بعد أزمة جديدة أثارتها تصريحات للرئيس الفرنسي اتهم فيها النظام السياسي العسكري الجزائري بأعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس ( كراهية فرنسا ) إضافة الى تشكيكه بوجود أمة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي وهو ما اعتبرته الجزائر تدخل سافر في شؤونها الداخلية كان الرد علية قاسيا
يجب على فرنسا أن تفهم بان مستقبلها السياسي والثقافي يتراجع كليا بالجزائر خصوصا بعد القرارات الصارمة التي اتخذها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من حيث منع الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل في إطار ( عملية برخان ) من استخدام الاجواء الجزائرية وقرار استبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية في التعليم الابتدائي وغيرها
غونزاليس ومن وراءه جماعات اليمين الفرنسي المتطرف يحاولون دائما تشويه الواقع الجزائري بربطه بالاحتلال الفرنسي كما يبحثون عن أقصر السبل لتأجيج الخلافات بين الجزائر وأوروبا خاصة بعد الأزمة الطارئة التي تمر بها العلاقات الجزائرية الإسبانية وذلك لإظهار أن الجزائر دولة عدوة لدودة في الماضي والحاضر
الجزائريون مهما حصل لن يتوقفوا عن مطالبة فرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائمها بحق الشعب الجزائري تحت الاستعمار الفرنسي (1830: 1962) وما تخللها من عمليات طمس للهوية ونهب للثروات وتعذيب وقتل للمواطنين واجراء عدة تجارب نووية تحت وفوق الصحراء الجزائرية بين 1960 و1966 والتي تسببت بمقتل 42 ألف جزائري وإحداث عاهات مستدامة؛ بسبب الإشعاعات النووية التي لا تزال تلوث المكان حتى اليوم
سنويا ترتفع وتيرة تلك المطالبات مع حلول ذكرى انطلاق ثورة التحرير حيث يطالب معظم الجزائريون بإحداث قطيعة ثقافية وسياسية مع فرنسا ويحملونها مسؤولية الوضع السياسي والاقتصادي الراهن في الجزائر في ظل رفضها الرسمي المستمر للإقرار بتلك الجرائم وعدم حسم ملفات عديدة عالقة بين البلدين ومن بينها الأرشيف الوطني الجزائري الذي يضم ملايين الوثائق والكنوز والتحف التي نهبتها فرنسا وحملت في خمس سفن فرنسية كاملة الحمولة في الأشهر الأولى للاحتلال حيث ترفض باريس إعادتها للجزائر إضافة الى ضرورة اعتراف فرنسا بجرائم الإبادة الجماعية لسكان الجزائر منذ 1830 وحتى التحرير ومتابعة ملف المفقودين خلال الثورة وعددهم 2200 شخص حسب تقديرات السلطات الجزائرية
يذكر انه منذ احتلال فرنسا للجزائر في 5 تموز 1830عملت على طمس مقومات الهوية الجزائرية وباشرت حربا شرسة على المساجد والمدارس القرآنية وشيدت أول مدرسة للتبشير بالمسيحية عام 1836 كما استخدمت المدنيين كرهائن ودروع بشرية في حربها ضد جيش التحرير الوطني الجزائري ومارست أبشع أنواع التنكيل والتعذيب ضد ضدهم باعتماد أسلوب الصعق الكهربائي واستخدم الآبار المائية كسجون ورمي المعتقلين من المروحيات في الصحراء
كما سنت فرنسا المحتلة العديد من قوانين الفصل العنصري التي وصفت الجزائريين بالأهالي والمسلمين والعرب وسخرتهم كخدم عند المستعمرين بعدما سلبت أراضيهم وأرسلت جماجم قادة ثوراتهم وشهدائهم بعدما أعدمتهم الى متحف الإنسان في العاصمة باريس بين عامي 1880 و1881 ومنذ عام 2011 ولا زالت الجزائر تطالب فرنسا بإعادة الجماجم التي تم التعرف على هويات 31 منها وهو ما ترفضه باريس وهنالك الكثير من الجرائم مما لا يتسع ذكره في هذا المقال
ثورة التحرير الجزائرية اندلعت سنة 1954 وانتهت بالاستقلال عن فرنسا عام 1962 وخلال تلك الفترة قُتل أكثر من مليون ونصف المليون جزائري حتى باتت الجزائر تلقب ببلد المليون شهيد وقد أعلنت الجزائر في 2015 عن الشروع في إحصاء شامل لجرائم الاستعمار وكشفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في تقرير لها عام 2017 أن عدد ضحايا الاستعمار الفرنسي فاق عشرة ملايين شخص
أخيرا التصريح غير المسؤول والبذيء واللا أخلاقي للنائب الفرنسي المتطرف غونزاليس ينم عن انعدام الحياء وسيطرة الاستعلاء الفارغ للماضي الاجرامي المقيت وهو توطئة مشينة للفكر الكولونيالي والاستعماري الذي يسيطر على فكر هؤلاء الأشخاص المجرمين
خرج النائب الفرنسي خوسيه غونزاليس 79 عام عميد النواب الفرنسيين والعضو البارز في حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف خلال افتتاح أعمال البرلمان الفرنسي الجديد حيث صرح بما وصفه الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي بالعنصري والمستفز والشبيه بالنفخ على جمر الخلافات بقوله ( إن رياح يوليو 1962 وهو تاريخ استقلال الجزائر عن فرنسا ألقت به بعيدا عن بلده الأم وأنه سيبقى حاملا لهذا الجرح إلى الأبد )
كما قال للصحفيين في تصريح اخر بحسب ما نقلته عنه صحيفة ليبيراسيون ( اذهبوا إلى الجزائر وسترون أن الكثير يتمنى لو كانت فرنسا لا تزال هناك ) مثل هذه التصريحات ليست غريبة ولا هي جديدة فقد تكررت وهي تطعن بغدر فاضح بالجزائر في كل مناسبة سعيدة تعيشها
جوهر الحقيقة ان القول بأن هناك من الجزائريين من يحن إلى الاستعمار هو محض كذب يراد من خلاله التستر على ما اقترفته فرنسا الاستعمارية من جرائم بشعة ضد الإنسانية خلال وجودها بالجزائر وان حديث غونزاليس بانه جاء من ( منطلق حبه للجزائر وحنينه لها ) هو ايضا مجرد مطية رخيصة لتمرير رسالته العنصرية الكريهة وصبه لمزيد من الزيت على النار
المتطرف غونزاليس تعمد الحديث عن منطقة مولده ( مدينة وهران ) غرب الجزائر التي تحتضن هذه الأيام دورة الألعاب المتوسطية التي راهن الجزائريون على نجاحها والتي كان حفل افتتاحها مفخرة للكثير منهم والغريب انه بدأ خطابه ( في البرلمان بالبكاء ) لإثارة مشاعر النواب الحاضرين لكن حدث العكس لرجل شارف على الثمانين من عمره ولا زال يهذي خرفا بالجزائر الفرنسية والكل يعلم أن ما قاله جاء ليعكر صفو الاحتفالات على الجزائريين بعيد استقلالهم
ينتمي اليميني غونزاليس لجماعة الأقدام السوداء وهم الأوروبيون المولدون في الجزائر عندما كانت مستعمرة فرنسية ومن أبرز هؤلاء المغني الفرنسي المعروف أنريكو ماسياس الذي تغنى بالجزائر والممثل المعروف روجي حنين الذي أوصى بدفنه بالجزائر وهو ما حدث فعلا بعدما توفي عام 2015 والكثير من عناصر هذه الجماعة جاؤوا إلى الجزائر وزاروا الأحياء التي كانوا يعيشون بها ولم يكن هناك أي إشكال في ذلك من اجل إسكات الأصوات التي تريد زرع الفتنة والتشكيك في تحقق استقلال الجزائر رغم مرور كل هذه السنين
هذا التصريح الشوفيني المقيت في توقيته أثار أيضا حفيظة كثير من الفرنسيين كونه أعاد بحث قضية خلافية تحاول فرنسا تجاوزها لإصلاح علاقاتها مع الجزائر كما انه كان محل إشادة من قبل رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليمينية مارين لوبان التي قالت في حديث لقناة فرانس إنفو إن غونزاليس ألقى خطابا جيدا جد في المقابل انتقد الكثير من النواب الفرنسيين من الذين لم يصفقوا لغونزاليس عند انتهائه من خطابه وانتقدوا ما جاء على لسانه وموقف لوبان منه التي يتهمها أعضاء في حزبها من الذين أسسوا الحزب مع والدها بانتمائها إلى المنظمة العسكرية الخاصة التي سفكت دماء الكثير من الجزائريين ابان الحقبة الاستعمارية الطويلة
النائب الفرنسي المخضرم باستيان لاشو عن حزب الاتحاد الإيكولوجي والاجتماعي للشعب الجديد اعتبر التصريح انزلاق تاريخي خطير في تصاعد خطاب التطرف للحركة الوطنية منذ تأسيس الجبهة الوطنية من قبل الأعضاء السابقين في هذه المنظمة الخاصة التي تشكلت من ميليشيا مسلحة من أعضاء سابقين في الجيش الفرنسي ارتكبوا جرائم فظيعة في الجزائر قبيل استقلالها كما قال وسط التصفيق الحار انه من ( العار ان يبدأ المجلس النيابي الجديد اعماله بخطاب الحنين للجزائر الفرنسية )
وقد ذكر لاشو أعضاء البرلمان بان الجانب الفرنسي وقتها هو الذي رفض الاتفاق مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية والذي كان يقضي بتنظيم استفتاء حول تقرير المصير حيث وقعت الحكومة الفرنسية والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 18 مارس 1962 على اتفاقيات إيفيان ( منطقة في وسط شرق فرنسا ) التي نصت على وقف إطلاق النار في منتصف نهار اليوم التالي بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب وبعد تنظيم استفتاء لتقرير المصير جرى في 1 يوليو 1962 صوت فيه الجزائريون بأغلبية ساحقة على إنهاء الاستعمار والاستقلال رسميا عن فرنسا
منذ تولي الرئيس إيمانويل ماكرون الرئاسة الفرنسية اتخذ سلسلة مبادرات على صلة بالذاكرة ومنها تكليف المؤرخ بنجامان ستورا بإعداد تقرير عن تنقية الذاكرة المتعلقة بالاستعمار والحرب في الجزائر سلّمه الى الرئيس الفرنسي في يناير2021 ولازال البلدان يعملان منذ أشهر على ترميم العلاقات الثنائية بعد أزمة جديدة أثارتها تصريحات للرئيس الفرنسي اتهم فيها النظام السياسي العسكري الجزائري بأعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس ( كراهية فرنسا ) إضافة الى تشكيكه بوجود أمة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي وهو ما اعتبرته الجزائر تدخل سافر في شؤونها الداخلية كان الرد علية قاسيا
يجب على فرنسا أن تفهم بان مستقبلها السياسي والثقافي يتراجع كليا بالجزائر خصوصا بعد القرارات الصارمة التي اتخذها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من حيث منع الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل في إطار ( عملية برخان ) من استخدام الاجواء الجزائرية وقرار استبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية في التعليم الابتدائي وغيرها
غونزاليس ومن وراءه جماعات اليمين الفرنسي المتطرف يحاولون دائما تشويه الواقع الجزائري بربطه بالاحتلال الفرنسي كما يبحثون عن أقصر السبل لتأجيج الخلافات بين الجزائر وأوروبا خاصة بعد الأزمة الطارئة التي تمر بها العلاقات الجزائرية الإسبانية وذلك لإظهار أن الجزائر دولة عدوة لدودة في الماضي والحاضر
الجزائريون مهما حصل لن يتوقفوا عن مطالبة فرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائمها بحق الشعب الجزائري تحت الاستعمار الفرنسي (1830: 1962) وما تخللها من عمليات طمس للهوية ونهب للثروات وتعذيب وقتل للمواطنين واجراء عدة تجارب نووية تحت وفوق الصحراء الجزائرية بين 1960 و1966 والتي تسببت بمقتل 42 ألف جزائري وإحداث عاهات مستدامة؛ بسبب الإشعاعات النووية التي لا تزال تلوث المكان حتى اليوم
سنويا ترتفع وتيرة تلك المطالبات مع حلول ذكرى انطلاق ثورة التحرير حيث يطالب معظم الجزائريون بإحداث قطيعة ثقافية وسياسية مع فرنسا ويحملونها مسؤولية الوضع السياسي والاقتصادي الراهن في الجزائر في ظل رفضها الرسمي المستمر للإقرار بتلك الجرائم وعدم حسم ملفات عديدة عالقة بين البلدين ومن بينها الأرشيف الوطني الجزائري الذي يضم ملايين الوثائق والكنوز والتحف التي نهبتها فرنسا وحملت في خمس سفن فرنسية كاملة الحمولة في الأشهر الأولى للاحتلال حيث ترفض باريس إعادتها للجزائر إضافة الى ضرورة اعتراف فرنسا بجرائم الإبادة الجماعية لسكان الجزائر منذ 1830 وحتى التحرير ومتابعة ملف المفقودين خلال الثورة وعددهم 2200 شخص حسب تقديرات السلطات الجزائرية
يذكر انه منذ احتلال فرنسا للجزائر في 5 تموز 1830عملت على طمس مقومات الهوية الجزائرية وباشرت حربا شرسة على المساجد والمدارس القرآنية وشيدت أول مدرسة للتبشير بالمسيحية عام 1836 كما استخدمت المدنيين كرهائن ودروع بشرية في حربها ضد جيش التحرير الوطني الجزائري ومارست أبشع أنواع التنكيل والتعذيب ضد ضدهم باعتماد أسلوب الصعق الكهربائي واستخدم الآبار المائية كسجون ورمي المعتقلين من المروحيات في الصحراء
كما سنت فرنسا المحتلة العديد من قوانين الفصل العنصري التي وصفت الجزائريين بالأهالي والمسلمين والعرب وسخرتهم كخدم عند المستعمرين بعدما سلبت أراضيهم وأرسلت جماجم قادة ثوراتهم وشهدائهم بعدما أعدمتهم الى متحف الإنسان في العاصمة باريس بين عامي 1880 و1881 ومنذ عام 2011 ولا زالت الجزائر تطالب فرنسا بإعادة الجماجم التي تم التعرف على هويات 31 منها وهو ما ترفضه باريس وهنالك الكثير من الجرائم مما لا يتسع ذكره في هذا المقال
ثورة التحرير الجزائرية اندلعت سنة 1954 وانتهت بالاستقلال عن فرنسا عام 1962 وخلال تلك الفترة قُتل أكثر من مليون ونصف المليون جزائري حتى باتت الجزائر تلقب ببلد المليون شهيد وقد أعلنت الجزائر في 2015 عن الشروع في إحصاء شامل لجرائم الاستعمار وكشفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في تقرير لها عام 2017 أن عدد ضحايا الاستعمار الفرنسي فاق عشرة ملايين شخص
أخيرا التصريح غير المسؤول والبذيء واللا أخلاقي للنائب الفرنسي المتطرف غونزاليس ينم عن انعدام الحياء وسيطرة الاستعلاء الفارغ للماضي الاجرامي المقيت وهو توطئة مشينة للفكر الكولونيالي والاستعماري الذي يسيطر على فكر هؤلاء الأشخاص المجرمين