يحتفل الأردنيون بعيد الاستقلال في الخامس والعشرين من شهر أيار من كلِّ عام؛ نظراً لاستقلال الأردن التام عن بريطانيا في أربعينيات القرن الماضي، حيث يتذكَّر الأردنيون في هذا اليوم معركة الأجيال السّابقة في سبيل تحقيق حرية البلاد وحرية الشعب، والدخول في مرحلة التطوير للنهوض والبناء.
عيد الاستقلال جاء ليذكرنا بأن الاستقلال ليس ذكرى نحتفل بها فقط ، بل هو تراكم لإنجازات الدول التي بدأها الهاشميون وتوالت الانجازات على يد ملوك بني هاشم لينعم الأردنيون بالأمن والأمان، لينعكس الإنجاز على متانة المؤسسات وقدرتها على تطويع الصعاب وتحويلها لمنجزات.
الاستقلال هو دولة وقيادة، وأهم أركان رأس المال الوطني للأردن، هو قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، الملك القدوة والملهم والمؤمن بشعبه.
وجاء خطاب جلالته في ذكرى الاستقلال السادس والسبعين اعتزازه بالأردنيين والأردنيات وثقته بعزيمتهم وقدرتهم على تحقيق أعظم الإنجازات، مثمناً دور حماة الوطن والمسيرة من أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية .
ان أهم مضامين الاستقلال التي تعلمتها الدول في تجربتها من الظروف التي تمر بها البلاد هي حكمة القرار واستقلاله الوطني ، نعم فليس هناك نموذج تتضح به حكمة القرار اكثر من النموذج الأردني ، فقد أثبت الأردن رغم صغر مساحته ومحدودية موارده قادر على تخطي الصعاب واتخاذ القرارات التي من شأنها المحافظة على هيبة الوطن وحضوره المشرف بين دول العالم، وهنا لا بد لي ان أشير إلى ضرورة الشراكة بين كافة مؤسسات الوطن الرسمية والمدنية والأكاديمية وذلك من أجل استثمار الحالة الوطنيّة الراهنة لتعزيز قيم الانتماء السلوكي لدى الشباب في الجامعات، لخلق جيل قادم من النخب الشبابية القادرة على قيادة المستقبل وتحويل التحديات إلى فرص.
وأخيرًا أؤكد على أن المرحلة القادمة تتطلب تلاحمًا وطنيًا لنكمل به مشوار الانجازات، وأن منطق الوطن يجب أن يسود بالمرحلة القادمة بعيدًا عن الفردية في القرارات والعمل، وسيبقى الأردن قلعة عز شامخة يحميها الأردنيون بقيادتهم الهاشمية المظفرة، وكل عام والوطن وشعبه ومليكه بألف خير.