مشكلتُنا في عقولِنا...وليست في الواقعِ الذّي نعيشُ

مشكلتُنا في عقولِنا...وليست في الواقعِ الذّي نعيشُ
أخبار البلد -  
مشكلتُنا في عقولِنا...وليست في الواقعِ الذّي نعيشُ أو في (الرّبيعِ العربيِّ) من حولِنا...!

أتحدّى إن كان أو سيكون هناك قريباً قراراً صحيحاً يُتّخذ على جميع مستوياتنا الأردنيّة في معظم ما نعيشه أو في أغلب ما نواجهه ونحن نعيش ونتعايش مع مشكلاتٌ عقليّةٌ انفعاليّة سلوكيّةٌ تحفّنا من كل حدبٍ وصوب على كلّ مستوياتنا، تتكاثر وتتعاظم وتسير جنباً إلى جنب مع شرائح مجتمعنا التي تطالب بما تعتقد أنّه من حقوقها وتراه من مصالحها فتدافع عنه...، مشكلاتٌ عقليّة نجدها تتفاقم وتتضخّم قطعاً وبالتّأكيد لدى الفئات السّياسيّة وتنغمس بها (الحكومة، الأحزاب، التّيّارات السيّاسيّة والاجتماعيّة، والأعلام...)، إنّها أصابتنا وتصيبنا الآن بما لم نُصَب به في جميع مراحل أردنّنا التي مرّ بها انتقاليّة كانت أم حراكيّة أم غير ذلك على مدار تاريخه الطّويل... !

أكاد أجزم بأنّ المصاب فينا بعقله لا يُقتصر على فئة أو ثقافة معيّنة، فكلنا مصابون بنفس المرض ولا فرق بيننا جميعاً بحدوثه أو وجوده، فالفرق بيننا فقط بشدّة تلك المرض ودرجته، ومدى تكراره، و (طبوغرافيّته)، ونوعه، فهي لا بدّ وأنْ تختلف من واحدٍ لآخر رغم أنّ المرضَ لو شُخّص فإنّه سيكون لدينا واحد.... .

أُنظر معي يا رعاك الله إلى تعليمنا على جميع المستويات العالي والغالي (الأساسي والإلزامي)؛ وكيف أضحى عبارة عن حفظِ ملخّصاتٍ لا منهج، وأسئلة وأجوبةٍ نموذجيّة لا حفظ ولا تحليل ولا تركيب أو تقييم، وللأسف الشّديد؛ يمارس طالبنا فيه الآن ما يُغني عنها جميعاً بالوقت والجهد وهو ما يُسمّى: (حفظ نماذج الامتحانات السّابقة)...، فلم يعد طالبنا يُشغل عقله لا بالتّفاصيل أو الأسباب، ولا يعلم إن كان هناك صورة عامّة أو سمع بأُصول المعلومة وجذورها، فتحدّد عقله، وانكمش تفكيره، وزادت مجاميعه في (التّوجيهيّة)، وتقديراته في الجامعة، وبقي عقله عبارة عن مخزنٍ للواردات والشّاردات، والإجابات الجاهزة... !

وفي جانبٍ آخر...؛ تجد نُخبنا السّياسيّة، ورموزنا الوطنيّة، ونوّابنا وشيوخنا، أطفالنا وشبابنا، ذكورنا وإناثنا، مثقّفونا وأميّونا، فقراؤنا وأغنياؤنا...؛ جميعهم لا يبذلون جهداً أو وقتاً أو مالاً في تحصيل المعلومات أو البيانات أو الوقائع والأحداث في فهم ما يجري على ساحتهم أو على أقلّ تقدير فهم ما يجري لفئاتهم التي ينتمون لها أو المهن التي يعملون فيها، علاوة على عدم فهم الحياة السّياسيّة والوضع الاجتماعي السّائد أو الظّرف الاقتصاديّ (المنيّل بنيله)...، فقط يعتمدون فيما سبق على السّماع والشّفويّة السّطحيّة السّاذجة (سمعت، بيقولوا، أظنّ، أتوقّع... ألخ)، فلا هم يقرؤون ولا يطالعون ولا يمحصّون ما هم فيه...، فقط الجميع يلغو، يثرثر، يلغط، دون أن يملك أحدٌ منهم معلوماتٍ يقينيّةٍ وأساسيّة يَعتمد عليها في (ببغائيّته) أو ترديده، فالجميع يتحدّث بآلامه ومواجعه وعاطفته وغضبه، وانتقاميّته، ودوافعه لا بوعيه أو بما يمتلك من أدلّة دامغة وحجج قاطعة يُعتمد عليها أو يُستند إليها عند الإجراء والعمل على الواقع.. !

تعال معي ولنلتفت إلى حوارنا كيف يفقد كلّ لحظة أهميّته ونتائجه، فنتحدّث في عدّة مواضيعٍ في وقتٍ واحد، ويس منّا من يناقش قضيّة محدّدة، فتجدنا نعاني هنا من مشكلة عقليّةٍ في التّركيز، فلا ننتبه، ولا نُدرك، فنسرق كلمة أو كلمتين من هنا وهناك، ونسمع إجاباتٍ عن أسئلة كثيرة لا نسمعها بالواقع لأنّنا لا نركّز فيها ولا نتأمّلها...، فطبيعيٌّ جدّاً أن نزيد ونُعيد في الحديث والكلام جميعنا، بدايةً من المُتحمّس، ومروراً بالحاذق المتفذلك (المُتفلسف)، وانتهاءً بالمُتظاهر من أجل منافعه وراتبه ووظيفته، وكذلك النّاشط السّياسي الموالي والآخر الذي يُطالب بجدولٍ زمنيٍّ للإصلاح والقضاء على الفساد، وإلى المطلوب منه أخيراً الحكومة...، فإذا كان الانتباه هو تركيز الشّعور في الشيء؛ فإنّ الإدراك هو فهم ذلك الشيء...، وللأسف لا ننتبه لكي ندرك فقط همّنا هو أن نتحدّث ...فنحن إذن في مشكلة عقليّة أُخرى....!

أضف لذلك بأنّنا أصبحنا لا نفرّق بين الغثِّ والسّمين، ولا نفرز بين الصّواب والخطأ، ولا نفهم المعلومة من الرّأي، ولا نميّز بين من معنا ومن ضدّنا، ونجهل الفرق بين المحترم والسّفيه، نوازن بين الطّيّب والخبيث، نجمع الأصل والفرع، نساوي الثانويُّ بالرئيسي، نحتار بين الضّروريّ والاضطراريّ، نقع بين المُحلّلات والمحرّمات، نعادي المعرفة، نمارس العصبيّة والتّعصّب، مشوّشون، مشتّتون، فلا تحصيل لدى النّاس، ولا فرزٌ أو إفراز، ولا تركيز أو انتباه أو إدراك...، فكلّ ما نكرهه فهو لا محالة خطأ أو أنّه سيقول أو يقول خطأ، وكلّ ما نحبّه صحيحاً حتّى لو قال أو سيقول أو فعلَ أو سيفعل خطأ...! مشكلتنا هنا في الفرز العقلي والإفراز العاطفي الانفعالي... .

وكنتيجةٍ للمشكلات العقليّة السّابقة؛ فإنه لا بدّ وأن يتبعها مشكلة أعمق فيما يُسمّى ببناء رأينا (بناء الرّأي) والذي حسب ما يتوفّر الآن؛ فإنّنا قد نجده لا يمتّ بصلة إلى قواعدٍ سليمة أو بياناتٍ صحيحة، أو اختياراتٍ متنوّعة ثابتة، فالسّؤال الواجب طرحه هنا: كيف سنتّخذ قرارنا على غرار ذلك الرّأي في حال كنّا في بنائه لا نعرف عدوّنا من صديقنا، أو مصلحتنا من ضررها، ويجهل جميعنا ماذا نريد؟ وحتّى لو خبرنا افتراضاً أو حصرنا ما نريد؛ فإنّنا مُطلقاً وللأسف لن نتّفق أو نتوافق على أقلِّ تقديرٍ على ماذا نريد...، وبذلك...؛ سنبقى جميعاً نعاني من مشكلةٍ عقليّة نلاحظها كسلوكٍ غير سويٍّ ومضطرب اضطراباً شديداً، ولا يتمثّل إلّا في ضعف اتخاذ القرار والعجز فيه كنشاطٍ يختصّ به العقل المريض دون السّليم... .

وقبل أن تسألني أخي القارئ مالعمل ومالحل؛ فإنني أعلم وتعلم بأنّ الاعتراف بالمرض هو نصف العلاج...، لذا نعترف ونقتنع جميعاً بأنّ لدينا مشكلة عقليّة في التّعليم والتّعلّم والتّحصيل والفرز والإفراز والتّركيز والانتباه والإدراك والحوار وبناء الرّأي، واتخاذ القرار...، أو ما يُسمّى: (ضعف العقليّة النّقديّة الشّاملة)، وهي مشكلة تحتاج إلى وقت طويل يُبذل في معالجتها كونها قديمة ومزمنة، ولكن ذلك لا يمنعنا الآن أن نقوم ببعض الإجراءات العلاجيّة حتّى لو كانت مراهم بسيطة لتسكينها والحد من آثارها، ولعل الله سبحانه وتعالى يعيننا جميعاً ويمنحنا لها العلاج الشّافي في قريبٍ مُشرقٍ عاجل... .

shahimhamada@yahoo.com
د. صالح سالم الخوالدة
شريط الأخبار التهتموني تبحث تعزيز التعاون لتنظيم قطاع الشحن البحري وتطوير الخدمات اللوجستية هذا هو موعد بدء العمل بالمستشفى الافتراضي الاتحاد الأردني للتأمين يُعتمد كمركز تدريبي دولي بتوقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأمن يوضح حول حقيقة وجود كاميرات على طريق الـ 100 لاستيفاء رسوم البطاينة يوجه رسالة بشأن استقالته من حزب إرادة "المياه": مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع بدء تنفيذه منتصف 2025 "الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الملك يؤكد للرئيس القبرصي حرص الأردن على تعزيز التعاون بين البلدين منحة بقيمة 15 مليون دولار لتنفيذ 18 مشروعا في البترا هل نحن على أبواب أزمة مالية جديدة؟ حسّان يوجه بضرورة التوسع في برامج التدريب المهني لمضاعفة فرص التشغيل مباجثات اردنية سورية حول ملف حوض اليرموك "النقل البري": السماح بتسجيل مركبات الهايبرد للعمل على نقل الركاب بواسطة السفريات الخارجية حسان يؤكد تقديم الحكومة تسهيلات لتطوير الاستثمارات وتوفير فرص تشغيل والوصول لأسواق خارجية تقرير للبنك الدولي يهز أمانة عمان ويكشف بأنها تغرق بالديون.. أرقام وتفاصيل عامر السرطاوي.. "استراحة محارب" وزير الداخلية يوعز للحكام الإداريين بالإفراج عن 486 موقوفاً إدارياً الإعتصام الـ (93) لمتقاعدي الفوسفات .. من يستجيب لمطالبهم في التأمين الصحي؟! .. شاهد الفيديو تعميم حكومي على جميع الوزارات والمؤسسات