ـ حصاد الحراك الشعبي الاردني 2011 ـ
لم يكن الحراك الاردني رد فعل و لا بدعة و لا تقليد للآخرين بل جاء متزامنا مع الربيع العربي من باب التوقيت و ان تأثر به ، حيث ان الاردنيين سبقوا اشقاءهم العرب في التظاهرات و المطالبات الشعبية للحكومات بتغيير نهجها . و من حق كل اردني ان يفخر بالحراك الشعبي الذي رفع العلم الاردني عاليا ووقف في وجه الظلم و الفساد و اعطى الاردنيين متنفسا للحرية و التطلع لمستقبل زاهر باذن الله .ـ
فعلى مدار 50 جمعة أو 50 اسبوعا استطاع الحراك ان يجعل المواطن الاردني قادرا على انتقاد الحكومة و انتقاد النظام و كسر معظم او كل الخطوط الحمراء التي كانت تقف امام المواطن الاردني . كما كشف الحراك مدى الفساد المستشري بالبلاد و كشف قضايا فساد كبيرة ما كانت لتكشف لولا ارتفاع صوت الشعب عن طريق الحراك . و اجبر النظام على تغيير حكومتين في اقل من عام واحد ليكون لعام 2011 ثلاث حكومات مختلفة في دليل على التخبط و عدم القدرة على ادارة الدولة بشكل صحيح ، و نبه الحراك الشعب الاردني ان الخلل يكمن في تدخل الاجهزة الامنية و المخابرات في العملية السياسية و استغلالهم لصلاحياتهم في الحصول على مكاسب اقتصادية و سياسية ، كما نبه الى ان الديوان الملكي تجاوز كل صلاحياته و اخذ يمارس دورا غير دستوري في حياة الاردنيين ، و اطاح برؤوس بعض الفاسدين و ابعدهم قليلا عن المشهد السياسي و استطاع ان يحافظ على عدم ارتفاع الاسعار للمواد الضرورية للبيت الاردني و عدم ارتفاع اسعار المحروقات التي تأتي اصلا للحكومة باسعار تفضيلية . كما استطاع الحراك ان يجبر النظام على تعديل الدستور ( و ان كان تعديلا محدودا لا يلبي الطموح ) على يد الذين كانوا يقولون ان الدستور خط احمر لا يمكن اجراء اي تعديل عليه ( رغم انه تم اجراء عشرات التعديلات عليه منذ عام 1952 ) ، كما استطاع الحراك ان ينبه المواطن الى ان الشعب هو مصدر السلطات و الى ان ما يحصل عليه من الحكومة و النظام انما هو حق له و ليس مكرمة من احد كما كان بعض الناس يعتقد . ان انجازات الحراك المعنوية اكثر بكثير من الانجازات المادية التي يمكن تقديرها و قياسها .ـ
و يقدر الاردنيون لشباب ذيبان اطلاقهم للحراك بتاريخ 7/1/2011 كما يقدرون لهم اقامتهم احتفال بمناسبة مرور عام في ساحة النخيل يوم 6/1/2012 ، و بين هذين التاريخين مر الحراك بمراحل مختلفة فمن تظاهرات و مسيرات و اعتصامات للحراكات و اضرابات لمختلف المهن من مهندسين و اطباء و ممرضين و معلمين و .... اصبح عدد الفعاليات اكثر من اربع آلاف فعالية . و لم ينقطع الحراك الشعبي عن اقامة فعالياته طوال الاسابيع الخمسين تقريبا من عمر الحراك . و مرت اسابيع من التظاهرات و الفعاليات بعد انطلاق الحراك لتتوج باعتصام على دوار الداخلية يوم الخميس 24 اذار 2011 و هو اليوم الاخير في الدوام للاسبوع الذي فيه يوم الاثنين 21 اذار حيث ذكرى انتصار الاردنيين على الجيش الاسرائيلي في معركة الكرامة و قد نظمه شباب 24 اذار الذين اصبحوا رمزا للحراك فيما بعد و تم فض الاعتصام بالقوة من قبل البلطجية و قوات الامن يوم 25 اذار و استشهد به خيري جميل مع احتمال استشهاد شخص آخر تم ذكره بالصحافة دون معرفة اسمه و جرح اكثر من 150 من المتظاهرين . و بدأ الاستعداد ليوم 15 نيسان حيث برزت حركة 15 نيسان و تم تنظيم تظاهرات لم ترق للمستوى المطلوب منها و اتجه جزء من الحراك مع قوى شبابية اخرى لفعالية 15 ايار حيث ذكرى نكبة فلسطين للحشد على حدود فلسطين و تم الحشد الذي فض بالقوة و تم الاعتداء على المتظاهرين و على سياراتهم و نتج عنه اصابات بعضها بالغة . ثم اتجه الحراك و شباب 24 اذار بالتعاون مع قوى شبابية اخرى الى التحضير ليوم 15 تموز حيث اتجه آلاف المتظاهرين من المسجد الحسيني الى ساحة النخيل بعد تهديدات و تجهيزات امنية كثيفة لافشال الاعتصام الذي كان يعتقد انه سيستمر او يتجه الى اعتصام مفتوح الا ان قوات الامن و الدرك هاجمت المتظاهرين عند بوابة ساحة النخيل و هاجمت الصحفيين على مرأى من كاميرات التلفزة العالمية و تمكن عشرات من المتظاهرين من دخول الساحة حيث تم انهاء الاعتصام عند العصر حقنا للدماء . و بعد ذلك شعر الاردنيون في المدن و المناطق المختلفة بمدى خطورة انهاء الحراك حيث بدأوا بتكوين حراكات مناطقية و عشائرية و بدأ الحراك يمتد بشكل افقي في المدن و القرى و البوادي الاردنية . و قبل ذلك كان هناك مدن اردنية رفعت راية الحراك الاردني منذ البداية فبعد ذيبان ظهرت مدينة الطفيلة بحراك قوي كسر كل الخطوط الحمراء التي كانت موضوعة امام الناس و بدأ الحراك بمخاطبة رأس النظام ، و بقي حراك معان و الكرك و اربد محافظا على مسيرته بخطوات ثابتة ثم امتد الحراك الى معظم المدن و المناطق الاردنية ، و بدأ الحراك برفع سقفه تباعا و تفاعل مع محاولات احتوائه بالتعديلات الدستورية التي اعتبرها شكلية و لا تلبي الطموح كما انه لم يقتنع بتغيير حكومة البخيت و استبدالها بحكومة الخصاونة حيث رفع صوته عاليا بانه يريد استعادة الشعب لسلطاته و يريد حكومة منتخبة و بقي الحراك سائرا في الطريق الى ان احتفل بعامه الاول يوم 6/1/2012 و ارسل رسائله التي توضح انه لا تراجع الا بتلبية كامل طلباته و انه سيفتدي الاردن بكل ما يملك .ـ
و تعرض الحراك للاعتداء عليه في اكثر من مكان حيث تم التعرض للحراك في وسط البلد في عمان و دوار الداخلية و ساحة النخيل و منطقة قميم و سلحوب و جرش المفرق و الطفيلة و الكرك و اربد بالاضافة الى تعرضه للتهديد و التخويف و الحملات الاعلامية الظالمة عليه .ـ
و مر الحراك بأزمات و انقسامات الا انه بقي متماسكا قويا فالهدف واحد و المطالب متقاربة . لقد نتج عن الثورة السورية انسحاب جزء من اعضاء الاحزاب القومية و اليسارية المؤيدة للنظام السوري من الحراك مما شكل مدخلا للذين يريدون انهاء الحراك . فانسحب البعض و حاول البعض المشاركة بشكل منفصل عن الحراك الا ان الحراك اثبت انه اقوى من هذه العواصف حيث وقف مع الثورات العربية التي بقيت ملهمة له و اصبح هو امتدادا لها في ربيع عربي قلب موازين المنطقة العربية و ازاح بعض الطغاة في مشهد يشبه الروايات الاسطورية ليعود المجد للمواطن العربي بعد ان كان مهانا من قبل انظمة عربية فاسدة . و بقي الحراك الاردني يهتف للثورات العربية التونسية و المصرية و اليمنية و السورية و باقي الثورات و الحراكات العربية منذ انطلاقتها و توج ذلك بهتاف للشعب السوري و دعوة الاسد للرحيل يوم 6/1/2012 في ساحة النخيل حيث اجتمعت كل قوى الحراك .ـ
أما المدن و المناطق الاردنية المشاركة في الحراك نرتبها من الشمال الى الجنوب : الرمثا ، اربد ، قميم ،المفرق،الزرقاء ، جرش ،عجلون ، كفرنجة ، السلط، عمان ، حي الطفايلة ، سحاب ، مادبا ، ذيبان ، الكرك ، الطفيلة ، بصيرا ، الشوبك ، معان ، العقبة . بالاضافة الى حراكات عشائرية مثل حراك بني حسن و بني صخر و الدعجة و الحجايا و العياصرة . و كانت هناك حركات سياسية : مثل حركة الملكية الدستورية و حركة دستور 1952 . و حركات شبابية مثل : حركة 24 اذار و حركة 15 نيسان و الحراك الشبابي الاردني و حركة ابناء العشائر الاردنية و حركة جايين . ـ
تحديات تواجه الحراك الشعبي :ـ
1. عدم وجود قيادة واحدة او عدم وجود واجهة اعلامية للحراك .ـ
2. قلة الاعداد المشاركة نسبيا بالرغم من التأييد الكبير للحراك من الطبقة الصامتة .ـ
3. محاولات الاحتواء و المماطلة من النظام و الحكومة .ـ
4. التخويف و التهديد للمشاركين بالمسيرات من الاجهزة الامنية المختلفة .ـ
5. استخدام البلطجية و اثارة الناس على الحراك من قبل الفاسدين و اصحاب المصالح و المتنفذين .ـ
6. محاولة اللعب بالوحدة الوطنية كورقة من قبل المناوئين للحراك .ـ
7. عدم وضوح الرؤية من الطبقة السياسية الفاعلة في الحراك و عدم حسمهم للقضايا الشائكة التي تواجة الاصلاح في الاردن مثل مسائل الجنسية و فك الارتباط و طبيعة النظام بعد الاصلاح .ـ
8. الصمت الذي يخيم على الطبقة السياسية في المعارضة الاردنية بحيث لا يعرف الشباب ما هي الخطوة القادمة نتيجة عدم وضوح رؤية السياسيين للاصلاح في الاردن .ـ
9. عدم التوافق على التسميات مثل تسمية المجموعات و تسمية ايام الجمع حيث بدا ذلك واضحا في الاسابيع الاخيرة . والتسميات مهمة من الناحية الاعلامية و الدعائية و المعنوية .ـ
10. استخدام فزاعة الاخوان المسلمين و استغلال ذلك من المناوئين لهم .ـ
11. محاولة المناوئين للحراك تقسيم ابناء الحراك و تحريض بعضهم على بعض لتقويض الحراك و انهائه .ـ
12. عدم وجود ثقة كاملة بين ابناء الاحزاب و الاتجاهات الفكرية المختلفة داخل الحراك نتيجة لعدم فتح حوار صريح بينهم .ـ
13. عدم التركيز الكامل على المطالب الوطنية لبعض الحراكات التي تطالب بمطالب خاصة بمناطقها .ـ
اقتراحات و حلول للمستقبل :ـ
1. انشاء مجلس مؤقت منتخب من كل الحراكات .ـ
2. تحديد متحدثين اعلاميين عن كل حراك و تحديد متحدث واحد او اثنين عن كل الحراكات .ـ
3. توحيد المطالب و توحيد التسميات و توحيد الشعارات .ـ
4. التركيز على المطالب الوطنية الجامعة التي تلبي طموح الشعب الاردني بمختلف اطيافه .ـ
5. رفع مطالب محددة بعدد قليل ذات تأثير كبير على الاصلاح .ـ
6. اقامة المحاضرات و الفعاليات الشعبية و اللقاءات التلفزيونية للتعريف بمطالب الحراك .ـ
المطالب الوطنية و الشعبية التي يجمع عليها الحراك : ـ
1. الشعب مصدر السلطات .ـ
2. حكومة انقاذ وطني تقود عملية الاصلاح في البلاد .ـ
3. تعديلات دستورية تعيد للشعب سلطاته و حقوقه .ـ
4. قانون انتخاب عادل و انتخابات نزيهة دون تدخل الاجهزة الامنية فيها .ـ
5. رفع القبضة الامنية عن الحياة السياسية في البلاد .ـ
6. حكومة برلمانية منتخبة يكون لها الولاية العامة .ـ
7. محاربة الفساد و محاسبة جميع الفاسدين مهما علا شأنهم .ـ
8. استرجاع الاموال و الاملاك و المقدرات الوطنية المنهوبة .ـ
9. مواطنون لا رعايا .... حقوق لا مكارم
و يبقى الحراك الشعبي الاردني رافعا علم الاردن عاليا و مطالبا باسترجاع حق الشعب الاردني بالعيش بكرامة و تخليص الاردن و الشعب الاردني من الفساد و الفاسدين و بناء مستقبل ابناء الاردن و انقاذ البلاد من الديون المتراكمة قبل فوات الاوان . عاش الحراك الاردني و حفظ الله الاردن .ــ
عبدالله اللواما
7/1/2012
لم يكن الحراك الاردني رد فعل و لا بدعة و لا تقليد للآخرين بل جاء متزامنا مع الربيع العربي من باب التوقيت و ان تأثر به ، حيث ان الاردنيين سبقوا اشقاءهم العرب في التظاهرات و المطالبات الشعبية للحكومات بتغيير نهجها . و من حق كل اردني ان يفخر بالحراك الشعبي الذي رفع العلم الاردني عاليا ووقف في وجه الظلم و الفساد و اعطى الاردنيين متنفسا للحرية و التطلع لمستقبل زاهر باذن الله .ـ
فعلى مدار 50 جمعة أو 50 اسبوعا استطاع الحراك ان يجعل المواطن الاردني قادرا على انتقاد الحكومة و انتقاد النظام و كسر معظم او كل الخطوط الحمراء التي كانت تقف امام المواطن الاردني . كما كشف الحراك مدى الفساد المستشري بالبلاد و كشف قضايا فساد كبيرة ما كانت لتكشف لولا ارتفاع صوت الشعب عن طريق الحراك . و اجبر النظام على تغيير حكومتين في اقل من عام واحد ليكون لعام 2011 ثلاث حكومات مختلفة في دليل على التخبط و عدم القدرة على ادارة الدولة بشكل صحيح ، و نبه الحراك الشعب الاردني ان الخلل يكمن في تدخل الاجهزة الامنية و المخابرات في العملية السياسية و استغلالهم لصلاحياتهم في الحصول على مكاسب اقتصادية و سياسية ، كما نبه الى ان الديوان الملكي تجاوز كل صلاحياته و اخذ يمارس دورا غير دستوري في حياة الاردنيين ، و اطاح برؤوس بعض الفاسدين و ابعدهم قليلا عن المشهد السياسي و استطاع ان يحافظ على عدم ارتفاع الاسعار للمواد الضرورية للبيت الاردني و عدم ارتفاع اسعار المحروقات التي تأتي اصلا للحكومة باسعار تفضيلية . كما استطاع الحراك ان يجبر النظام على تعديل الدستور ( و ان كان تعديلا محدودا لا يلبي الطموح ) على يد الذين كانوا يقولون ان الدستور خط احمر لا يمكن اجراء اي تعديل عليه ( رغم انه تم اجراء عشرات التعديلات عليه منذ عام 1952 ) ، كما استطاع الحراك ان ينبه المواطن الى ان الشعب هو مصدر السلطات و الى ان ما يحصل عليه من الحكومة و النظام انما هو حق له و ليس مكرمة من احد كما كان بعض الناس يعتقد . ان انجازات الحراك المعنوية اكثر بكثير من الانجازات المادية التي يمكن تقديرها و قياسها .ـ
و يقدر الاردنيون لشباب ذيبان اطلاقهم للحراك بتاريخ 7/1/2011 كما يقدرون لهم اقامتهم احتفال بمناسبة مرور عام في ساحة النخيل يوم 6/1/2012 ، و بين هذين التاريخين مر الحراك بمراحل مختلفة فمن تظاهرات و مسيرات و اعتصامات للحراكات و اضرابات لمختلف المهن من مهندسين و اطباء و ممرضين و معلمين و .... اصبح عدد الفعاليات اكثر من اربع آلاف فعالية . و لم ينقطع الحراك الشعبي عن اقامة فعالياته طوال الاسابيع الخمسين تقريبا من عمر الحراك . و مرت اسابيع من التظاهرات و الفعاليات بعد انطلاق الحراك لتتوج باعتصام على دوار الداخلية يوم الخميس 24 اذار 2011 و هو اليوم الاخير في الدوام للاسبوع الذي فيه يوم الاثنين 21 اذار حيث ذكرى انتصار الاردنيين على الجيش الاسرائيلي في معركة الكرامة و قد نظمه شباب 24 اذار الذين اصبحوا رمزا للحراك فيما بعد و تم فض الاعتصام بالقوة من قبل البلطجية و قوات الامن يوم 25 اذار و استشهد به خيري جميل مع احتمال استشهاد شخص آخر تم ذكره بالصحافة دون معرفة اسمه و جرح اكثر من 150 من المتظاهرين . و بدأ الاستعداد ليوم 15 نيسان حيث برزت حركة 15 نيسان و تم تنظيم تظاهرات لم ترق للمستوى المطلوب منها و اتجه جزء من الحراك مع قوى شبابية اخرى لفعالية 15 ايار حيث ذكرى نكبة فلسطين للحشد على حدود فلسطين و تم الحشد الذي فض بالقوة و تم الاعتداء على المتظاهرين و على سياراتهم و نتج عنه اصابات بعضها بالغة . ثم اتجه الحراك و شباب 24 اذار بالتعاون مع قوى شبابية اخرى الى التحضير ليوم 15 تموز حيث اتجه آلاف المتظاهرين من المسجد الحسيني الى ساحة النخيل بعد تهديدات و تجهيزات امنية كثيفة لافشال الاعتصام الذي كان يعتقد انه سيستمر او يتجه الى اعتصام مفتوح الا ان قوات الامن و الدرك هاجمت المتظاهرين عند بوابة ساحة النخيل و هاجمت الصحفيين على مرأى من كاميرات التلفزة العالمية و تمكن عشرات من المتظاهرين من دخول الساحة حيث تم انهاء الاعتصام عند العصر حقنا للدماء . و بعد ذلك شعر الاردنيون في المدن و المناطق المختلفة بمدى خطورة انهاء الحراك حيث بدأوا بتكوين حراكات مناطقية و عشائرية و بدأ الحراك يمتد بشكل افقي في المدن و القرى و البوادي الاردنية . و قبل ذلك كان هناك مدن اردنية رفعت راية الحراك الاردني منذ البداية فبعد ذيبان ظهرت مدينة الطفيلة بحراك قوي كسر كل الخطوط الحمراء التي كانت موضوعة امام الناس و بدأ الحراك بمخاطبة رأس النظام ، و بقي حراك معان و الكرك و اربد محافظا على مسيرته بخطوات ثابتة ثم امتد الحراك الى معظم المدن و المناطق الاردنية ، و بدأ الحراك برفع سقفه تباعا و تفاعل مع محاولات احتوائه بالتعديلات الدستورية التي اعتبرها شكلية و لا تلبي الطموح كما انه لم يقتنع بتغيير حكومة البخيت و استبدالها بحكومة الخصاونة حيث رفع صوته عاليا بانه يريد استعادة الشعب لسلطاته و يريد حكومة منتخبة و بقي الحراك سائرا في الطريق الى ان احتفل بعامه الاول يوم 6/1/2012 و ارسل رسائله التي توضح انه لا تراجع الا بتلبية كامل طلباته و انه سيفتدي الاردن بكل ما يملك .ـ
و تعرض الحراك للاعتداء عليه في اكثر من مكان حيث تم التعرض للحراك في وسط البلد في عمان و دوار الداخلية و ساحة النخيل و منطقة قميم و سلحوب و جرش المفرق و الطفيلة و الكرك و اربد بالاضافة الى تعرضه للتهديد و التخويف و الحملات الاعلامية الظالمة عليه .ـ
و مر الحراك بأزمات و انقسامات الا انه بقي متماسكا قويا فالهدف واحد و المطالب متقاربة . لقد نتج عن الثورة السورية انسحاب جزء من اعضاء الاحزاب القومية و اليسارية المؤيدة للنظام السوري من الحراك مما شكل مدخلا للذين يريدون انهاء الحراك . فانسحب البعض و حاول البعض المشاركة بشكل منفصل عن الحراك الا ان الحراك اثبت انه اقوى من هذه العواصف حيث وقف مع الثورات العربية التي بقيت ملهمة له و اصبح هو امتدادا لها في ربيع عربي قلب موازين المنطقة العربية و ازاح بعض الطغاة في مشهد يشبه الروايات الاسطورية ليعود المجد للمواطن العربي بعد ان كان مهانا من قبل انظمة عربية فاسدة . و بقي الحراك الاردني يهتف للثورات العربية التونسية و المصرية و اليمنية و السورية و باقي الثورات و الحراكات العربية منذ انطلاقتها و توج ذلك بهتاف للشعب السوري و دعوة الاسد للرحيل يوم 6/1/2012 في ساحة النخيل حيث اجتمعت كل قوى الحراك .ـ
أما المدن و المناطق الاردنية المشاركة في الحراك نرتبها من الشمال الى الجنوب : الرمثا ، اربد ، قميم ،المفرق،الزرقاء ، جرش ،عجلون ، كفرنجة ، السلط، عمان ، حي الطفايلة ، سحاب ، مادبا ، ذيبان ، الكرك ، الطفيلة ، بصيرا ، الشوبك ، معان ، العقبة . بالاضافة الى حراكات عشائرية مثل حراك بني حسن و بني صخر و الدعجة و الحجايا و العياصرة . و كانت هناك حركات سياسية : مثل حركة الملكية الدستورية و حركة دستور 1952 . و حركات شبابية مثل : حركة 24 اذار و حركة 15 نيسان و الحراك الشبابي الاردني و حركة ابناء العشائر الاردنية و حركة جايين . ـ
تحديات تواجه الحراك الشعبي :ـ
1. عدم وجود قيادة واحدة او عدم وجود واجهة اعلامية للحراك .ـ
2. قلة الاعداد المشاركة نسبيا بالرغم من التأييد الكبير للحراك من الطبقة الصامتة .ـ
3. محاولات الاحتواء و المماطلة من النظام و الحكومة .ـ
4. التخويف و التهديد للمشاركين بالمسيرات من الاجهزة الامنية المختلفة .ـ
5. استخدام البلطجية و اثارة الناس على الحراك من قبل الفاسدين و اصحاب المصالح و المتنفذين .ـ
6. محاولة اللعب بالوحدة الوطنية كورقة من قبل المناوئين للحراك .ـ
7. عدم وضوح الرؤية من الطبقة السياسية الفاعلة في الحراك و عدم حسمهم للقضايا الشائكة التي تواجة الاصلاح في الاردن مثل مسائل الجنسية و فك الارتباط و طبيعة النظام بعد الاصلاح .ـ
8. الصمت الذي يخيم على الطبقة السياسية في المعارضة الاردنية بحيث لا يعرف الشباب ما هي الخطوة القادمة نتيجة عدم وضوح رؤية السياسيين للاصلاح في الاردن .ـ
9. عدم التوافق على التسميات مثل تسمية المجموعات و تسمية ايام الجمع حيث بدا ذلك واضحا في الاسابيع الاخيرة . والتسميات مهمة من الناحية الاعلامية و الدعائية و المعنوية .ـ
10. استخدام فزاعة الاخوان المسلمين و استغلال ذلك من المناوئين لهم .ـ
11. محاولة المناوئين للحراك تقسيم ابناء الحراك و تحريض بعضهم على بعض لتقويض الحراك و انهائه .ـ
12. عدم وجود ثقة كاملة بين ابناء الاحزاب و الاتجاهات الفكرية المختلفة داخل الحراك نتيجة لعدم فتح حوار صريح بينهم .ـ
13. عدم التركيز الكامل على المطالب الوطنية لبعض الحراكات التي تطالب بمطالب خاصة بمناطقها .ـ
اقتراحات و حلول للمستقبل :ـ
1. انشاء مجلس مؤقت منتخب من كل الحراكات .ـ
2. تحديد متحدثين اعلاميين عن كل حراك و تحديد متحدث واحد او اثنين عن كل الحراكات .ـ
3. توحيد المطالب و توحيد التسميات و توحيد الشعارات .ـ
4. التركيز على المطالب الوطنية الجامعة التي تلبي طموح الشعب الاردني بمختلف اطيافه .ـ
5. رفع مطالب محددة بعدد قليل ذات تأثير كبير على الاصلاح .ـ
6. اقامة المحاضرات و الفعاليات الشعبية و اللقاءات التلفزيونية للتعريف بمطالب الحراك .ـ
المطالب الوطنية و الشعبية التي يجمع عليها الحراك : ـ
1. الشعب مصدر السلطات .ـ
2. حكومة انقاذ وطني تقود عملية الاصلاح في البلاد .ـ
3. تعديلات دستورية تعيد للشعب سلطاته و حقوقه .ـ
4. قانون انتخاب عادل و انتخابات نزيهة دون تدخل الاجهزة الامنية فيها .ـ
5. رفع القبضة الامنية عن الحياة السياسية في البلاد .ـ
6. حكومة برلمانية منتخبة يكون لها الولاية العامة .ـ
7. محاربة الفساد و محاسبة جميع الفاسدين مهما علا شأنهم .ـ
8. استرجاع الاموال و الاملاك و المقدرات الوطنية المنهوبة .ـ
9. مواطنون لا رعايا .... حقوق لا مكارم
و يبقى الحراك الشعبي الاردني رافعا علم الاردن عاليا و مطالبا باسترجاع حق الشعب الاردني بالعيش بكرامة و تخليص الاردن و الشعب الاردني من الفساد و الفاسدين و بناء مستقبل ابناء الاردن و انقاذ البلاد من الديون المتراكمة قبل فوات الاوان . عاش الحراك الاردني و حفظ الله الاردن .ــ
عبدالله اللواما
7/1/2012