أبكيكما شوقاً ...

أبكيكما شوقاً ...
أخبار البلد -  
جلست أفكر في ما يكون فاتحة مقالاتي للعام 2012م، فكرت ونظرت حولي كثيراً، لأجد البراكين السياسية تموج وتتفجر هنا وهناك، ترى هل أبدأ بما يجري في بلادنا من شد وجذب بين القوى المختلفة، أم مطالبات الحراك الوطني الذي إنقضى عامه الأول، أم بتصريحات دولة الدكتور عون الخصاونة، بعدم وجود أي تزوير في الإنتخابات القادمة، سألت نفسي، أم أكتب عن ما يجري من أنهار الدم في الشقيقة سوريا، وغيرها من بعض البلدان العربية، أو عن ذلك الشاب السعودي الذي إخترق الشبكات الإسرائيلية، ونشر الرعب في إسرائيل بسرقة البطاقات الإئتمانية، أم أكتب عن وفد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الذي حضر إحتفالية الأقباط المسيحين بعيد الميلاد المجيد، داخل الكنيسة الكاتدرائية لأول مرة هذا العام، أو عن ذلك الرجل الباكستاني الذي صدر بحقه حكم بالسجن، بعد ثبوت محاولته تهريب معدات نووية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد كل هذا التفكير، آثرت أن أفتتح مقالاتي لهذا العام بشكل مختلف، حيث خطر ببالي أن أبدأها برسالة إلى الأحبة، تحوي الأسطر التالية:
تمضي الأيام سريعة حاملة معها الآمال والآلام، وتموج بداخلنا المشاعر كما تموج المياه بباطن البحار والمحيطات، أعوام إنقضت، والألم حاضر بين جنباتنا، ومازلنا نغذي الأمل، ونعمل على تقويته، وتجديده، نغمض العينان، لعلنا ننسى صعوبة تلك اللحظات، لعلنا ننسى دموعنا التي كانت العنوان لتلك الساعات، ولم نجد سبيلاً لإخفائها إلا دهيم الليل، وحلكة الظلمات.
واليوم، بعد أن غرقنا في حزين الذكريات، نفتح أعيننا، مواجهين، الواقع الذي بقي لنا، بعد أن غادره من ترجلوا عن جوادهم راحلين، من تركوا كل شئ، ورحلوا عن كل شئ، إلا شئ واحد فقط، لم ولن يرحلوا عنه أبداً، تركوا كل شئ، ولم يأخذوا معهم أي شئ، إلا شئ واحد فقط، سيأخذونه معهم دائماً بإذن الله، رحلوا عن كل شئ، إلا ذكري لهم بكل خير، ومحبتي، ووفائي لهم، فلن يرحلوا عنه أبداً ما حييت بإذن الله، تركوا كل شئ، ولم يأخذوا معهم شئ، إلا دعائي لهم، الذي لن ينقطع ما دام هذا اللسان قادراً على نطق الأحرف والكلمات بإذن الله.
أمّاه، ما يقرب من الأعوام السبعة إنقضت على فراقنا، ولكنني أعود وأطمئنك من جديد، أن شوقي إلى لقياك لن ينقطع، وسيبقى يتجدد ويتدفق إلى الأبد.
أبتاه، يا من مر على فراقك ما يقرب من السبعة شهور، مازلت حاضراً معي، وكأنني أجلس بجانبك على تلك الأريكة، تلك الخمرية اللون، أتذكرها يا والدي؟ وها أنا أحاول سرقة قبلة على جبهتك الغالية بدون أن تشعر.
لن ينقطع شوقي إليكما ما حييت، وستبقيان الجوهرتان اللتان تضيئان لي الدنيا عندما يغطيها سواد الظلام، والزهرتان اللتان تملآن الدنيا بأجمل عطور الأزهار،عندما أشتاق إلى روائح الصدق، ووفاء الأبرار، ستبقيان حقيقة الألم، وحقيقة الأمل، والدافع نحو كل نجاح، وتميز، ومستقبل.
أجدد إعتذاري لكم عن أي تقصير في حقكم، وأعدكم بأنه لن يثقل رأسي حمل ذكراكم ما بقي لي في هذه الدنيا من أيام، يا من لم يثقلهم حملي أنا وهمومي، فوق أيديهم ورؤوسهم في ما قضيناه معاً من ليالي وأيام.
قال الله عز وجل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَإخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا) سورة الإسراء، الآيات 23-25.
وقد أخرج إبن أبي شيبة، والبيهقي، عن إبن عباس رضي الله عنهما، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أصبح مطيعا لله في والديه، أصبح له بابان مفتوحان من الجنة، وإن كان واحداً فواحداً، ومن أمسى عاصيا لله في والديه، أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحداً فواحداً‏"‏، فقال رجل‏:‏ وإن ظلماه‏ يا رسول الله؟‏ قال‏: ‏وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه‏‏‏).
رسالة مع بداية العام الميلادي الجديد، نرسلها لمن لا يزال يحظى بفرصة البر بوالديه في حياتهم.
لا تكونوا ممن لا يعرفون قيمة الزهور الجميلة، والروائح الزكية، إلا بعد فقدانها، فعندها فقط، ستعلمون كم كانت رائحة والديكم طيبة، وجميلة، وصادقة، ودافئة، وتتمنون عودتها، ولو لحظة واحدة.
أما من فارقه والديه، وفقد فرصة برهما في هذه الحياة، فالأمل أن تبقي ذكراهم حية في الأذهان، الأقوال، والأفعال، بالدعاء الدائم، والذكر الطيب، وكل ما يرفع قدرهم بين من يعيشون على هذه الأرض، أو عندما يقوم الأشهاد للحساب.
أمي الحبيبة، سألتني أصغر شقيقاتي قبل أيام، عن معنى إسمك، ولم تعلم بأنه رمز النصر عند القدماء، وما تتزين به بلاد الشام من أشجار، تفوح منها أطيب العبير والعطور.
أما أنت يا والدي الحبيب، فيكفيك أن إسمك جاء على إسم خير البشر، محمد صلى الله عليه وسلم، ومضافاً إليه أنك وليداً، وليد الرجال، ووالد الرجال، وزينة الرجال.
ونختم بالقول: أمّاه وأبتاه، أبكيكما وسأبكيكما شوقاً بدموع العين والقلب ما حييت، رحمكم الله يا قرة العينان، ونسأل الله أن يكون اللقاء في الجنان، والعهد أن لا ينقطع ذكركم بقية عمري من أيام، وستبقيان العطر الذي أعطر به كتاباتي، سكناتي، ضحكاتي، وآهاتي، كلما حلق طير بين السماوات والأرض وطار، أو فتح ناظريه للدنيا مولود كتب الله له، أن يكون بوالديه بار.
شريط الأخبار التهتموني تبحث تعزيز التعاون لتنظيم قطاع الشحن البحري وتطوير الخدمات اللوجستية هذا هو موعد بدء العمل بالمستشفى الافتراضي الاتحاد الأردني للتأمين يُعتمد كمركز تدريبي دولي بتوقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأمن يوضح حول حقيقة وجود كاميرات على طريق الـ 100 لاستيفاء رسوم البطاينة يوجه رسالة بشأن استقالته من حزب إرادة "المياه": مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع بدء تنفيذه منتصف 2025 "الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الملك يؤكد للرئيس القبرصي حرص الأردن على تعزيز التعاون بين البلدين منحة بقيمة 15 مليون دولار لتنفيذ 18 مشروعا في البترا هل نحن على أبواب أزمة مالية جديدة؟ حسّان يوجه بضرورة التوسع في برامج التدريب المهني لمضاعفة فرص التشغيل مباجثات اردنية سورية حول ملف حوض اليرموك "النقل البري": السماح بتسجيل مركبات الهايبرد للعمل على نقل الركاب بواسطة السفريات الخارجية حسان يؤكد تقديم الحكومة تسهيلات لتطوير الاستثمارات وتوفير فرص تشغيل والوصول لأسواق خارجية تقرير للبنك الدولي يهز أمانة عمان ويكشف بأنها تغرق بالديون.. أرقام وتفاصيل عامر السرطاوي.. "استراحة محارب" وزير الداخلية يوعز للحكام الإداريين بالإفراج عن 486 موقوفاً إدارياً الإعتصام الـ (93) لمتقاعدي الفوسفات .. من يستجيب لمطالبهم في التأمين الصحي؟! .. شاهد الفيديو تعميم حكومي على جميع الوزارات والمؤسسات