وبحسب تقارير غربية، فإن الأسلحة والمساعدات العسكرية تتدفق إلى جبهات القتال في أوكرانيا عبر فرق سرية ومتطوعين أوكرانيين وأجانب.
ومثلت هذه الإمدادات الهائلة من الأسلحة المتطورة والفتاكة، بخلاف إمدادات الوقود ومعدات الحماية والخوذات والإسعافات الأولية، سر صمود الجيش الأوكراني حتى الآن ضد الهجوم الروسي.
فرق سرية
وتعمل فرق متطوعة في عمليات نقل المساعدات إلى جبهات الجيش الأوكراني، حيث تضم شبكات سرية مواطنين أوكرانيين من كل القطاعات، بدءا من الجنود حتى الأشخاص العاملين في التصوير السينمائي ومنسقي الأغاني ومصممي الديكور وغيرهم، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وضمن هذه المجموعات هناك فريق يديره المصور السينمائي فلاديسلاف سالوف في كييف، حيث ينقل فريقه المعدات والأسلحة التي تتدفق عبر قنوات غير رسمية وسرية لدعم الجيش الأوكراني.
ويقول سالوف إنه "تلقى إمدادات وأدوات قتال متطورة بأكثر من مليون دولار لنقلها للجيش الأوكراني"، حسب الصحيفة.
وتنطلق شاحنات المساعدات الغربية بشكل يومي من الحدود البولندية إلى مستودع سري في مدينة لفيف غربي أوكرانيا، ومنه إلى مدن أخرى مثل كييف وسومي وخاركيف.
وعقب وصول الشاحنات عبر مسارات غير ممهدة، يفرغ المتطوعون الإمدادات التي تتنوع ما بين وجبات الطعام، ومناظير الرؤية الليلية، وأجهزة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، إلى جانب الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية الأخرى.
وبعد التوقف في لفيف لتغيير المركبات، تستمر الرحلة عبر كييف ثم توزع الأسلحة والمعدات على مواقع قتال في الشمال والشرق والجنوب الشرقي لأوكرانيا.
ومن بين هذه الفرق أيضا، هناك مجموعة أخرى تضم موظفين من البنوك والملاهي وطلاب الجامعات، شكلوا في الأيام الأولى للحرب فريقا يطلق عليه "قوات تكنولوجيا المعلومات".
ونشرت هذه المجموعة التي تضم أكثر من 200 شخص، إعلانات رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا، وافقت عليها القوات المسلحة الأوكرانية، تدعو المتطوعين للانضمام إلى الفيلق الأجنبي التابع للجيش.
كما ساعد هذا الفريق في تسليم خوذات ودروع للوحدات العسكرية، فيما بدأ الجنود في طلب الأسلحة التي كان الحصول عليها أكثر صعوبة، مثل بنادق القناصة.
وحصل الفريق على خوذات عسكرية من إسرائيل، وطائرات مسيرة من إنجلترا، ونظارات واقية للرؤية الحرارية من فرنسا، ومكتشفات مدى الليزر من كندا، وصواريخ "ستارلينكس" من هولندا، وطابعات ثلاثية الأبعاد وسترات واقية من بولندا، ووجبات من الولايات المتحدة، حسب "واشنطن بوست".
وتمكنت هذه الفرقة من الحصول على 10 طائرات مسيرة بقيمة 80 ألف دولار، لنقلها إلى وحدات الخطوط الأمامية لجبهات القتال الأوكرانية.
ومن بين المتطوعين كان منتج سينمائي أوكراني مقيم في لندن، ساهم في نقل طائرات من دون طيار إلى شمال إنجلترا، ثم نقلتها شبكة من أصدقائه بالعبّارة إلى هولندا، ثم عبر ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك إلى بولندا، وأخيرا لأوكرانيا.
ويقول الباحث في الأمن الأوروبي إد أرنولد، إن "كل المساعدات تعتمد بشكل أساسي على الحدود البولندية، لأن سلوفاكيا على سبيل المثال، الطريق منها لأوكرانيا ليس سهلا بسبب سلاسل الجبال".
ويردف: "لذلك هناك طريقان: أحدهما قريب من الحدود البيلاروسية، وآخر جنوبي، تدخل منهما المساعدات".
مساعدات غير مسبوقة
وقدم الغرب مساعدات عسكرية ومالية غير مسبوقة لأوكرانيا، شملت أنظمة صواريخ دفاعية ودبابات وصواريخ دقيقة ومتقدمة إلى حد بعيد.
وفيما خصص الاتحاد الأوروبي 450 مليون يورو لشراء وتوصيل الأسلحة إلى أوكرانيا، قدمت الولايات المتحدة صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، وصواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات، وأسلحة صغيرة وذخيرة.
ودأبت كييف على مطالبة الغرب بالمساعدات المالية والإنسانية، والأسلحة الدفاعية المتقدمة، كما طالبت أيضا بطائرات قتالية، إلا أن هذا المطلب لم يُستجب له من قبل الغرب خوفا من توسع الصراع، بما لا تحمد عقباه.
ووسط مخاوف بشأن اللوجيستيات، يتم تسليم المساعدات العسكرية الغربية عن طريق البر أو الجو، حسب نوع السلاح، وفقا لشبكة "دويتش فيله" الإخبارية الألمانية.
ويقول الخبير العسكري في أوروبا غوستاف غريسيل، إن "للجيش الأميركي تاريخا طويلا في إرسال القوات والمعدات عبر بولندا، لكن إذا عرف الروس الطرق فيمكنهم مراقبتها".
ويضيف غريسيل لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "بولندا تشترك في حدود بطول 535 كيلومترا مع أوكرانيا، وعبء تسليم المساعدات يتزايد عليها بعد رفض المجر السماح للأسلحة الفتاكة بعبور أراضيها".
تدريبات أميركية ودعم نيوزيلندي
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، الانتهاء من تدريب جنود أوكرانيين على استخدام طائرات من دون طيار من طراز "سويتش بلايد"، تزود واشنطن كييف بها.
وقالت الوزارة في بيان: "بعد انتهاء المجموعة تدريبها في واشنطن، زودت بتدريب إضافي على أنظمة الأسلحة والتكتيكات المتقدمة".
أما نيوزيلندا، فأعلنت الاثنين أيضا عزمها إرسال طائرة نقل عسكرية، وفريق دعم مكون من 50 شخصا إلى أوروبا، كما ستعطي أموالا إلى بريطانيا لشراء أسلحة لكييف.
وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، إن الطائرة "سي 130 هيركوليس" ستجوب أنحاء أوروبا لنقل معدات وإمدادات إلى مراكز التوزيع الرئيسية.
وأوضحت أن الطائرة لن تتجه إلى أوكرانيا مباشرة، حيث تنقل معظم المعدات العسكرية إلى البلاد عن طريق البر.
وأضافت أن حكومتها ستنفق "ملايين دولار إضافية على الدعم العسكري وحقوق الإنسان، ومن بينها 7.5 مليون دولار ستذهب لبريطانيا لشراء أسلحة وذخيرة لدعم كييف، ليرتفع إجمالي مساهمتها لصالح أوكرانيا إلى 20 مليون دولار".