وناقشت الندوة، التي عقدت في مبنى المركز الجغرافي، تحديد رؤية الهلال بناء على الأسس والمعايير والآراء الفقهية والفلكية، ومن خلال معايير واضحة ومبتكرة وضعها علماء الشريعة الإسلامية، وخبراء في علوم الفلك والفضاء.
وقال الخصاونة، في كلمته، إن شهر رمضان هو شهر العبادة والطاعة، ومن الأشهر العظيمة التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتحري ثبوتها، وأمرنا الله تعالى بصيامه ضمن ميقات زماني محدد، يتم تحديده بمطلع هلال الشهر، لذلك فقد اعتنى المسلمون بضرورة مراقبة الهلال بالوسائل العلمية، وتكاتف جهود علماء الشرع مع علماء الفلك، لإصدار الحكم الشرعي الصحيح المبني على الأسس العلمية الصحيحة والمعرفة الدقيقة التي تخدم المسلمين.
وأكد أن الوسائل التكنولوجية الحديثة كالتلسكوب وأجهزة الرصد الحديثة التي تحسب حركة الأجرام السماوية، وبدايات الشهور والأيام هي من الوسائل المشروعة في الوصول إلى حكم دقيق وتحرٍ صحيح لرؤية الهلال، فضلا على أنها تأخذ أحكام المقاصد في جواز استخدامها، وهو ما يحثنا عليه دين الإسلام المبني على العلم والمعرفة.
من جهته، قال مدير عام المركز الجغرافي، العقيد المهندس معمر كامل حدادين، إن موضوع تحديد أوائل الأشهر القمرية وما يتبعها من مناسبات دينية إسلامية في غاية الأهمية في العالم الإسلامي، بسبب ارتباطها بكثير من العبادات والشعائر الدينية.
وعرض حدادين لعمل قسم الفلك والمواقيت بالمركز الجغرافي، ومتابعة الظواهر الفلكية والمشاركة في رصدها وتوثيقها والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لتنظيم مثل هذه الندوات والمحاضرات، لاسيما أن المركز عضو في لجنة الأهلّة والمواقيت، والتي تعمل نحو المواءمة العلمية بين الحساب الفلكي والرؤية بالعين لتحديد بدايات الأشهر القمرية، لافتا إلى التشاركية بين المركز والمؤسسات ذات العلاقة بالمملكة، إلى جانب عضويته في المنظمات العربية والدولية التي تعنى بالفضاء والفلك.
وتناول أمين عام دائرة الإفتاء، الدكتور أحمد الحسنات، في محاضرة له الحكم الشرعي في اعتماد رؤية الهلال من خلال استخدام أجهزة رصد الهلال الحديثة كالمنظار والتلسكوب وجهاز CCD.
وقدم رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، الدكتور عمار السكجي، محاضرة بعنوان: "الحسابات الفلكية في الاقتران المركزي حسب توقيت مدينة عمان وضواحيها، وحسابات إمكانية الرؤيا في المنطقة العربية الإسلامية”، كما تحدثت الدكتورة آلاء العزام من الجامعة الأردنية – قسم الفيزياء بمحاضرة عن كيفية رصد الهلال، فيما قدم رئيس قسم الفلك والمواقيت بالمركز الجغرافي، النقيب المهندس سامر النسور ورقة بعنوان "أطوار القمر”.
وفي ختام الندوة، دار نقاش موسع أجاب فيه المحاضرون على الاستفسارات والتساؤلات الخاصة بالعلوم الشرعية والفلكية التي طرحها المشاركون.
وتأتي هذه الندوة ضمن الأنشطة العلمية والثقافية التي ينظمها المركز الجغرافي، الهادفة إلى نشر العلوم بين شرائح المجتمع.