ووجد العلماء الذين تابعوا ما يقرب 30 ألف شخص لمدة تصل إلى 50 عاما أن أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي توفوا عن عمر 82.3 في المتوسط، أما الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة، والتي تم تعريفها على أنها تحتوي على مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكثر من 40 عاشوا 77.7 فقط.
وتابع باحثون من جامعة نورث وسترن في شيكاغو النتائج، حيث خلصت الدراسة أنه بعيدا عن الأسباب الرئيسة للموت الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ظهرت لديهم أمراض مرافقة للسمنة كانت سببا رئيسيا للموت.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة يميلون إلى العيش سنوات أطول في صحة أقل من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
وجمع الفريق في شيكاغو بيانات التأمين الطبي من 29621 شخصا فوق سن 65 عاما في عام 2015 وكان توظيف المشاركين في الأصل لدراسة صحية طويلة الأمد في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وتوفي حوالي 13000 من المشاركين في عام 2015، ليتم تقسيم حالات الوفاة إلى عدة مجموعات بناء على مؤشر كتلة الجسم ليجد الباحثون أنه كلما كان الشخص أكثر بدانة، كان متوسط عمره المتوقع أقصر.
ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في مجلة "غاما نيتورك أوبن"، ووجد الباحثون أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والوزن الزائد لديهم عدد أكبر من سنوات الإصابة بالأمراض، وهي السنوات التي عاشوها في حالة صحية سيئة.
ووجد البحث أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يعيشون أكثر من 10 سنوات في حالة صحية سيئة، مقارنة بالذين يعانون من زيادة الوزن، حيث يعيشون 7 سنوات في حالة مرضية، بينما يعاني بعض الأشخاص الذين لديهم وزن صحي من المرض لمدة 6 سنوات، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة، يدفعون مصروفا سنويا أعلى بكثير ممن لديهم وزن صحي.
وقالت كبيرة الباحثين سعدية خان إن "النتائج أظهرت تأثير السمنة على صحة الأفراد وحياتهم، وكذلك التكلفة التراكمية لوباء السمنة على المجتمع".
وأضافت خان: "هناك حاجة ماسة إلى الموارد والاستراتيجيات على مستوى الأفراد والسكان لمواجهة التحدي المتزايد للصحة العامة المتمثل في زيادة الوزن في سياق شيخوخة السكان".
وأشارت الدراسة إلى أن مؤشر كتلة الجسم لا يستخدم لتشخيص السمنة، لأن الأشخاص ذوي العضلات الشديدة يمكن أن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم مرتفعا دون أن يكونوا بدينين.