تطور النظام السياسي الأردني من الاماره إلى المملكة بعد انتهاء عصر الاستعمار المباشر والقيام بإنشاء دوله الكيان الصهيوني بفلسطين الذي استطاع انتزاع القسم الأكبر من فلسطين وعلى أثره تداعى المعارضين لزعامة أل الحسيني لعقد مؤتمر في عمان ردا على مؤتمر غزه بتاريخ 23/9/1948 الذي أعلن فيه قيام حكومة عموم فلسطين برئاسة احمد حلمي عبد الباقي..............
ترأس المؤتمر سليمان التاجي احد أغنياء فلسطين وعضو حزب الدفاع الوطني ونائب له سعد الدين العلمي بالاضافه إلى عجاج نويهض ونور الدين الغصين وتم عقد مؤتمر أريحا برئاسة محمد علي الجعبري رئيس بلديه الخليل وحضور ما يقارب 500 شخصيه فلسطينيه من أل النشا شيبي والد جاني وطوقان اصدرا وثيقة الانضمام للأردن قام على أثرها الملك عبد الله بعرضها على (الياهو ساسون) بتاريخ11/12/1948 وجاء رده بتاريخ 13/12/1948 ويتضمن تقبل إسرائيل وبريطانيا مطالب الموتمرين شرط إعلان هدنه بين إسرائيل والأردن وسحب القوات المصريةالمتواجده بنواحي القدس والخليل وسحب القوات العراقية المتواجدة بجنين وضواحيها حيث بادر الملك عبد الله لتعيين عزمي النشا شيبي نائبا للحاكم العسكري للضفة الغربية وعين حسام الجار الله مفتيا للقدس بدلا من الحاج أمين الحسيني ولا حقا انظم إليهم مجموعه كبيره من حكومة عموم فلسطين أمثال احمد حلمي باشا وعوني عبد الهادي وأنور نسيبه وآخرين.........
هذه كانت البداية لهيمنه العائلات ألفلسطينيه على الحياة السياسية الاردنيه والاقتصادية –أل طوقان –أل الدجاني – النمر- الجيوسي- الخطيب- النمر –ألبرغوثي ..........................
بتاريخ 26/4/1949 تغير الاسم الرسمي للأردن وصار المملكة الاردنيه الهاشمية وبتاريخ 24/4/1950 أعلن الملك عبد الله ضم فلسطين للأردن وانتقل مركز العمل الفلسطيني للأردن من القدس إلى عمان .
في انتخابات 1950 سيطر أبناء العائلات التقليدية على حصة فلسطين في البرلمان الأردني مثل تحسين عبد الهادي ورشاد الخطيب وعبد الرحيم جرار وأنور نسيبه وقدري طوقان وهاشم الجيوسي وعمر صالح ألبرغوثي وتولى احمد طوقان رئاسة الحكومة الاردنيه عام 1970- وعين العديد منهم بالمناصب ألدبلوماسيه مثل – يوسف هيكل سفيرا بواشنطن وكان رئيس لبلديه يافا وحازم نسيبه بالأمم المتحدة وعوني عبد الهادي بالقاهرة وجمال طوقان ببيروت و عبد الله صلاح بباريس وأنور الخطيب بالقاهرة .
وعلى الساحه الاردنيه تلقت بعض القبائل الاردنيه الدعم والتسهيلات عبر أشراك أبنائها بالحكومات ووصول بعض أبنائها لمراكز صنع القرار الجيش والوزارات ألمدنيه الأخرى مما افرز عددا من الذين حصلوا على امتيازات وثروات لم يحصلوا عليها من قبل أضافه إلى النفوذ الذي تمتعوا به و يضاهي نفوذ العائلات ألفلسطينيه وشكلوا طبقه برجوازيه سيطرت على مقاليد الحكم و هيمنت على مقدرات ألدوله الاردنيه عبر تشريع قوانين تتلاءم ومصالحها دون الانتباه لمصالح الطبقات الأخرى وخصوصا البرلمانية منها التي أفرزت نوابا اغلبهم غير قادرين على عكس الواقع ألمعاشي لمناطقهم ولا التعبير عن التفكير الجمعي لمناطقهم الانتخابية وتركز جل اهتمامهم على أمورهم الشخصية مما عمل على تلاشي الطبقة الوسطى واتساع جيوب الفقر بالخصوص بالأطراف والمحافظات النائية .
المناخ السياسي الإقليمي والدولي ساعد على كسر استمرار هذه الحالة ودفع لرفع الأصوات عاليا للمطالبة بالتغير وأزاله هذا الواقع المرير الذي تكون عبر السنين الماضية تمثل بالاحتجاجات ألمطلبيه والاعتصامات والتظاهر المستمر منذ ما لايقل عن ألسنه ولكن دون تقدم لوجود ثقافتان متناقضتان بالساحة الاردنيه هما:-
1- ثقافة تمثل الحرس القديم وأصحاب الهيمنة والنفوذ السياسي والاقتصادي وأصحاب رأس المال الذين حصلوا عليه بطرقهم و غير قادرين على التخلي عن الامتيازات التي حصلوا عليها ويجندون مليشيات وزعران وقطاع طرق للدفاع عنهم وتوظيف وسائل إعلاميه لهذا الغرض .
2- ثقافة جديدة برزت مع الثورات العربية في الإقليم تطالب بالحقوق والرقابة على أداء الحكومات ومحاربه الفساد وأعاده الأموال المنهوبة ولا تلتفت للإرث التاريخي للشخص ولنفوذه المالي أو السياسي وتعتمد على السلمية ونبذ العنف.
المناخ الإقليمي والدولي يعملان لصالح نجاح ثقافة التغيير ومحاربه الفساد وكسر حاله الجمود التي تعيشها ألمنطقه للانتقال إلى مجاراة باقي دول الإقليم بالتطور والحرية.