يقول راوي القصةالدكتور رائد شكمان الذي برر سرده قصة مناقب الطيب الفايز بضرورة معرفة الناس به ومن هوعميدالخدمات الطبية الملكية للقوات المسلحة الأردنية الإنسان فعلا لا اسما.
ويضيف متسائلا:ماذا يفعل الأطباء عندما لا يستطيع المريض دفع ثمن الجراحة المنقذة للحياة؟ هل يسمح الجراح للمريض بالوفاة ، أو إجراء الجراحة على نفقته الخاصة؟
ويضيف مرة واحدة بينما كنت في الخدمة في غرفة الطوارئ خلال إقامتي على مدار 24 ساعة لاحظت شيئا.
كان هناك طفلا، يبلغ من العمر حوالي 10 سنوات، لاحظه يتجول في جميع أنحاء غرفة الطوارئ طوال اليوم قبل إداركه لضرورة الاستفسار حولهويقررمعرفة لماذا هو بمفرده طوال الوقت.
ويتابع عندما اقتربت منه وسألته إذا كان بإمكاني تقديم أي مساعدة، لاحظت أنه كان قلقاً حقاً بعد محاولة منه تجنب الأسئلةوإصرار الأول على معرفة سبب تواجده.
وقال شكمان أخذته إلى أحد المكاتب ورفع قميصه وأظهر له ندبة على صدره كانت من الواضح أنها كانت نتيجة لجراحة قلبية سابقة، واعترف بأنه كان يبحث عن الطبيب الذي أجرى تلك الجراحة عليه عندما كان رضيعاً سائلا إياه أين يمكنه أن يجده؟
وتابع "من الواضح أنني كنت أعرف الجراح الذي أجرى الجراحة على ذلك الطفل. أصررت على معرفة لماذا كان يجلس في غرفة الطوارئ طوال اليوم يبحث عن الجراح".
وتبين لشكمان أن الجراح المعني وهو الراحل الفايز لم يعمل فقط على هذا الفتى مجاناً، بل دفع أيضًا كل تكاليف الجراحة (لأنه لم يكن لديه أي نوع من التأمين) ، وعلاوةً على ذلك كان يزور منزله كل شهرين بعد الجراحة لدفع إيجار أسرته، بل وكان يحمل لهم الطعام والملابس على مدار سنوات.
ويكمل لم يكنيعلم أن هذا الجراح توفي قبل عام ونصف، وانهار فقط بالبكاء عندما أخبرته بذلك.
واتضح لشكمان بعد إخباره لزملائةفي قسم الجراحة القلبية ما حدث. أنه على مدى العام ونصف العام الماضي منذ أن توفي الفايز جاء الكثير من الناس إلى المستشفى على أساس منتظم يسأل أين كان مفسرين ذلك بأنه لم يدفع ثمن العمليات الجراحية التي أجراها فقط (بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الدفع)، لكنه جعل مهمتهأيضا مساعدة الأسرة بأكملها بأي طريقة ممكنة. وليس حتى زوجته وأولاده يعلمون أنه فعل ذلك.
ويعلق في ختام منشور الذي سرد فيه مناقب الطبيب الإنسان الراحل الذي كان مستشارا لجراحة القلب ورئيسا لقسم جراحة القلب قبل وفاته عن عمر يناهز ٥٢ عامًا بسبب نوبة قلبية."هذا الإلهام لا يصدق، الرجل كان يبدأ يومه في الساعة ٨ صباحا وينتهي في الساعة ١١ مساء. كان شخصًا رائعا ومخلصا ومتواضعا ومؤدبا يحب العمل وراء الكواليس، ولا يسعى إلى الشهرة إنه انسان حقيقي".