شرحت الواعظة بوزارة الأوقاف المصرية نيفين مختار قوله تعالى "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلً" بأسلوب سهل يمكن فهمه من الجميع.
وقالت الواعظة بوزارة الأوقاف نيفين مختار، إن الأمور الثلاثة المذكورة في الآية مرتبة بواو العطف وبالتالي يجب على الزوج أن يبدأ بالنصح أولا ثم الهجر في المضجع ثم الضرب.
المرأة في الإسلام
وشرحت وزارة الأوقاف معنى الهجر، وضرب الزوجة في القرآن، منوهة إلى أن الزوج له أن يهجر زوجته في الفراش في نفس الغرفة ولا يخرج منها حتى لا تكبر وتتفاقم الأمور بينهما بتدخل الأهل وما شابه.
وأضافت أن الزوجة إذا لم ترتدع، فالحكم المقصود في كلمة الضرب ليس كما يفهمه الكثير، منوهة إلى أن الله تعالى قال في ألفاظ كلمة الضرب في القرآن "فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا" وقوله تعالى "فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ"، والمعنى في كلمة الضرب هو الفصل والإعراض، وهذا لا يعني الضرب المعروف بيننا.
وتابعت: "كل فعل له معنى في الدين واللغة، فمثلا ضرب الوجه يسمى "لطم" وضرب القفا يسمى "صفع" وضرب اليد يسمى "وكز" وضرب الرجل يسمى "ركل"، وقد نهينا عن ضرب البطن وعن كسر العظم وعن تقبيح الوجه".
وأكدت أنه لا يوجد دليل في القرآن أو السنة أن الضرب المذكور هو التعدي على المرأة أو الزوجة بالعصا وإيلامها.
حكم ضرب الزوجة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن إهانة الزوج لزوجته واعتداؤه عليها -سواء كان بالضَّرْب أو بالسب- أمر محرم شرعًا، وفاعل ذلك آثمٌ، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف.
وأضافت «الإفتاء» عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة؛ قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» [الروم: 21].
وتابعت: "إن الشرع الشريف أمر الزوجَ بإحسان عِشْرة زوجته، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» (رواه الترمذي)”.
وأكملت: "حَثَّ الشرعُ على الرِّفْق في التعامل بين الزوج والزوجة، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» (رواه مسلم)”.
رأي المفتي في ضرب الزوجة
تحدث الدكتور المصري شوقى علام عن قضية ضرب الزوج لزوجته قائلا: القرآن الكريم يرشدنا من خلال مراحل وعظية ومراحل تأديبية، ويبين لنا طريق الصواب في التعامل مع الخلافات الأسرية.
وتابع المفتى أنهيجب أن نفهم الأمر وَفقًا للمسلك والنموذج النبوي الشريف في تعامل النبي مع زوجاته، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا من نسائه قط، ولا ضرب خادمًا قط".
ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن حل المشكلات الزوجية بالضرب وإبراز السلبيات هو مسلك الضعفاء وغير المنصفين الذين لا يديرون الأسرة إدارة حسنة، بل يتعارض مع الميثاق الغليظ، فضلًا عن أنه من غير المحبب استعمال الضرب حتى ولو كان يسيرًا.
وأكد المفتي أن العنف الأسرى يتعارض كذلك مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها، التي مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة، ومن ثَمَّ يؤذن بتحولها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية.
وتابع: فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء، وتغليب ثقافة الحوار بين الزوجين.