أخبار البلد ــ باغتني الثلج.. باغت الروح وعتبة البيت وأوراق الدالية وشباك الجارة وشعر أمي والمدى و.. الذكريات.
حمل فرشاته مبكراً، وبشقاوة صبي نزق، لوّن الدنيا دونما استئذان.
ردني الثلج إلى أزمنة بعيدة، مشيت فيها عليه، لأبلغ ماذا؟ : لا شيء. تاركاً خلفي.. آثار خطاي.
ردني إلى أصدقاء الطفولة وأغاني فيروز: "يا رايحين وثلج ما عاد بدكن ترجعوا" و "أنا وشادي.. لعبنا على الثلج" و "ثلج.. ثلج عم بتشتي الدني ثلج".. وزقزقة عصافير الشتاء.
ردني إلى الصباحات البيضاء.. ومساء خلعت فيه معطفي لأدفئ امرأة غامرت معي بالسير على الثلج.
ردني إلى تماثيل الثلج التي كنت أضربها بكرات الثلج.
..لا أدري لماذا تذكرت (…) وخطر لي أن أهاتفها لأقول: كيف أنت؟ فقط.. كيف أنت؟ ثم أخلع سماعة الهاتف من مكانها وألقي بها إلى.. الثلج.
***
هذا الصباح.. كان ثمة أطفال خارج النافذة فرغوا لتوهم من صنع تمثال ثلجي وشرعوا بضربه بكرات الثلج. كدت أصرخ فيهم: اضربوه.. اضربوا كل تماثيل الثلج.