سماؤنا كريمة معطاءة تجود بإذن الله ببحور من ماء المطر حلالًا زلالًا ومجانًا (ببلاش!!).
بلا كاش موني بلا ورق أخضر بلا فوائد.. لا ديون كالجبال على أعناقنا، على مجاري الماء والهواء في حناجرنا.. بلا اتفاقيات تقيدنا وتأتي بوجع الرأس وسمّة البدن.. دعونا نحسب ونضرب.. نعم.. (نضرب)!!.
حسب إحصائيات السادة الأحصائيون, فأنّ حجم الهطول المطري السنوي يبلغ حوالي ٨٤ مليار متر مكعب, (مليار) أيها السادة.
هي بحار من ماء أيها السادة.. مقلوبة، تجود بها السماء ونشكو القلّة بالقرطلّة. إذا ما قسمنا هذه الكمية الهائلة التي تزخّ ترخّ على رؤوسنا؛ على عدد سكان الأردن حاليا, حوالي عشرة ملايين نسمة؛ فإن حصّة النفر منهم من هذا الخير تبلغ ٨٤٠٠ متر مكعب (سنويًا).. مقارنة ب١٧٠ مترًا هي معدل استهلاك الفرد سنويًا..!!.
إذا ما عرفنا أن جزءًا كبيرًا من مساحة الأرض الأردنية بادية تشكّل ما مساحته حوالي ٨٥٪ من مساحة أرضنا البالغة ٨٩٣٤٢ كم٢، أي ما مساحته ٧٥٩٤٠ كم٢، حيث يقلّ هطول الأمطار عليها، خاصة في الشرق منها، كذا شح الأمطار التي تهطل في طرف جنوبنا العزيز أحيانًا؛ لرأينا أن السّواد الأعظم من الهطول المطري ينحصر في بقع مساحتها حوالي ١٤٤٠٠ كم٢, جلّها في غرب البلاد وشمالها وجزء كبير من الوسط.. بالتالي فإنّ مساحة استقبال الأرض للأمطار محصورة محدودة ومعروفة بشكل عام.. بل ويمكن حصرها للأستفادة منها, مع الأخذ بالإعتبار أمزجة الريا? في هبوبها حين تغيّر رأيها أحيانًا عندما تصل حدودنا فتغيّر اتجاهها.. منها من يفضل تغيير خط سيره... هكذا.. ومنها ما يكون كثير السّواد كثير الحركة... قليل البَرَكة كما البعض؛ لا يفيد ولا يستفيد!!.
على كلّ حال!!. مهما اختلفت المواسم؛ فلن يخرج حصادها وبغض النظر عن التغييير المناخي بيد الإنسان الظالم نفسه (المتطوّر)!!، عمّا نعرفه وعرفناه من أجدادنا، بدليل تلك الإحصائيات التي تعجّ بها جداول دفاترنا من زمااان من باب شوفينية المعرفة وفقط. لا من باب الإفادة والإستفادة ممّا نبعثره من رزق يوجب الحجر علينا..!! فالحجر واجب لمن يبعثر رزقه هكذا, وهو ومن يعيلهم محتاجون.
ما علينا..!!. هذه الخيرات التي يبعثها لنا المولى؛ لماذا؟... لماذا لا نستفيد إلا بالنذر العسير العسير منها وليس اليسير!!. لماذا نبدّد ثرواتنا هكذًا؟!. لماذا غيرنا من الأمم يحلبون كلّ قطرة ماء ويستعملونها في التنقيط في حلوق بشرهم وأنعامهم وأشجارهم بل في إروائها تمامًا ليصبحوا منتجين، في إدارة عجلات مصانعهم.. نِعمَ أيها السادة فالمياه التي تهطل على سطح أرضنا هي التي تدير المصانع، سوية مع ما يجود به باطنها من وقود سائل، بل بخار ماءها ومائها هو الذي كان يسيّر البواخر والقاطرات والجمال والبغال والحمير... سويّة م? البشر.
لماذا لا نحصد مياه الأمطار في سدود وسدود؟!. نستعمل مياهها لإرواء عطشنا وعطش أرضنا.. مزيدًا من السدود أيها السادة. رحم الله أجدادنا وسدّ مأرب قبل آلاف السنين، هل كانوا أكثر ذكاءًا وفطنة، بدلًا من الكلام أكثر! لماذا لا نحفر في الأرض لتجميع مياه المطر والسيول مثلما فعل أجدادنا هنا..حيث طمرنا تاريخنا.. تاريخهم. بل نستعمل ما نفذ بريشه منّا.. منها و ما زال باقيا..! بل قد يكون من بين ظهرانينا, خارج أطار الميري من قد يفيد أكثر, يحمل أفكارا خلّاقة.. أكثر, أين أنتم؟!. لم لا نفسح المجال لهم؟!. علمًا خِبرة بل واستثمار?ا سهلًا هيّنًا.. بل إن العديدين منهم لا يبغي سوى الوطن.. وفقط.
لو وقف كلّ فرد منّا رجالًا نساءًا وأطفالا على شوارعنا حقولنا رؤوس جبالنا وأسطح بيوتنا؛ كلّ يوم ساعة بل ثلاث ساعات: كلّ يحمل (طشت) جدّته من النحاس أو فخّار الأرض فوق رأسه...تحت المطر؛ لجمعنا أكثر بكثير من هذه المائة وسبعين مترًا مكعبًا التي يتحفوننا بها (علماء) المياه والإحصاءات.. فلندعُ المولى, نسبّح بحمده نشكره ونشكر السّماء، نجمع ماء السّماء نودّعه في جرارنا وآبار الجمع في بيوتنا لنحصد أضعاف ما يجودون به علينا على الورق ولا (إجميلة)... ولا سرقة من لصوص الماء.. من المطر حصص للأرض والشّجر وحصة للأنعام وللب?ر: كلها لخدمة البشر... يا بشر!.