في العالم الافتراضي كانت هناك لجنة لتحديث المنظومة السياسية ولوضع قانوني أحزاب ونواب جديدين وتمكين الشباب والمرأة. وفي العالم الواقعي حين رفع الشباب صوتهم ضد اتفاقية مع العدو، وليس ضد النظام، ألقي القبض عليهم وضربوا وأهينوا وناموا ثلاثة أيام على أرضية السجن الرطبة وسط المجرمين. صدقوا ما قيل لهم في العالم الافتراضي، فوقعوا في الفخ.
في العالم الافتراضي فإن الأحزاب ستسعى للوصول إلى الحكومة من أجل تحقيق برامجها، وفي الواقع ستبقى هي نفس الأحزاب التي يَستأجر معظمها شقة في شرق عمان تأكلها الرطوبة والعثة من قلة الرواد والبيانات، وستبقى واجهة لتلميع الممول الرئيسي، أو أذكاهم، وفي جميع الأحوال سيعود نصف النواب الحاليين حتى لو كان القانون مستمدا من كتاب سري كتبه سقراط خلسة (لم يترك سقراط كتابات).
وسيقال في العالم الافتراضي بأن القانون هو سيد الأحكام، بينما في العالم الواقعي بإمكان موظف كبير في "الداخلية" رمي أي مواطن في السجن دون توجيه تهمة، ودون محاكمة، وإهانته، وإرغامه على التوقيع على كفالة بمبلغ يوازي سعر شقة في غرب عمان.
في العالم الافتراضي فإن الحكومة مسؤولة أمام مجلس النواب، وفي العالم الواقعي مجلس النواب هو الذي يركض وراء الحكومة التي تعامله كأنه موظف غير مصنف.
وفي العالم الافتراضي تسعى الحكومة إلى محاصرة "كورونا"، وفي العالم الواقعي تمارس وظيفة متعهد حفلات غنائية وتتراخى في وضع سياسة واقعية للتطعيم ضد" كوفيد19".
وأيضا في العالم الافتراضي، هناك جهود حثيثة لجذب المستثمرين وتشجيع التعليم المهني والتقني وفتح فرص عمل جديدة أمام الشباب، وفي العالم الواقعي الاستثمار يتراجع، ومؤشر البطالة اخترق طبقة الأوزون.
في العالم الافتراضي هناك دعم للصحافة الورقية واعتزاز بدور المؤسسات الصحافية والإعلامية الوطني، وفي الواقع وصل التنفيذ القضائي إلى الحجز على المباني والمطابع والأثاث وحتى أقلام الرصاص.
هناك شفافية في العالم الافتراضي، وغياب وتناقض رسمي في الروايات حول كل ما يجري داخليا وخارجيا، فذهبنا في العالم الواقعي إلى إعلام العدو.
هذا المقال أيضا جزء من العالم الافتراضي، لأن المقال في العالم الواقعي كان سيكون عن بنطلون جينز محمد عبده وتقليده مايكل جاكسون على المسرح، وعن تحريض أليسا على مواطن لبناني في السعودية، وصحة طلاق شيرين عبد الوهاب، وحفلة عاصي الحلاني وجورج وسوف القادمة!!!!!!!!