وجاء في المقال: أفادت وسائل إعلام وشبكات اجتماعية سورية، ليلة 15 أكتوبر، بأن طائرات تركية مسيرة ألقت منشورات فوق بلدة تل رفعت السورية، الواقعة شمال غربي سوريا، حذرت فيها السكان من التطهير الوشيك للبلدة من المسلحين الأكراد.
فيما سبق كان هناك توازن مختلف تماما للقوى، وربما اعتبرت موسكو حينها أن إدخال أنقرة لقواتها إلى شمال سوريا إجراء يحقق الاستقرار. على الأرجح، حاولت روسيا وتركيا بذلك تحديد مناطق النفوذ في البلاد التي أنهكتها الحرب الأهلية. ومن غير المستبعد أن يكون أردوغان قد وعد بوتين بوقف إراقة الدماء في إدلب وحلب.
الآن، في ظل الواقع الجديد الذي يسيطر فيه الأسد، الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية، على 90٪ من أراضي البلاد، فإن وجود الأتراك هنا يتناقض مع خطط دمشق وموسكو لوقف إراقة الدماء.
وتفيد التقارير أيضا بأن تركيا ستشن عملية إذا فشلت جهود أنقرة الدبلوماسية، كما يقولون، في إجبار القوات الكردية على الانسحاب 30 كيلومترا أخرى من خط المواجهة الحالي. وترى وكالة "رويترز" أن أردوغان، قبل الهجوم على تل رفعت، سيخابر بوتين وبايدن مع إشارات واضحة على إنذار، من نمط "أخرجوا شبابكم وإلا فسيقضى عليهم".
والآن يجري، في منطقة المعركة المرتقبة، حشد مزيد من قوات الجيش السوري، التي تستعد مع وحدات حماية الشعب لصد هجوم القوات التركية.
ويكمل كاتب المقال :"قبل ذلك، تمكن الأتراك، خلال عمليتي (غصن الزيتون) و(درع الفرات)، من التقدم في عمق سوريا، وسحق الأكراد واستهداف جنود الجيش العربي السوري، لكن يبدو أن إعلان أنقرة الحالي عن نية السيطرة على حلب سيقابل بمقاومة شديدة، بما في ذلك من روسيا والولايات المتحدة . ليس هناك شك في أن بوتين وبايدن لن يقبلا في حال من الأحوال إنذار أردوغان، الذي، على ما يبدو، فقد رشده".