أعلن مدير عام المستشفى التخصصي الدكتور فوزي الحموري، عن نجاح أول عملية جراحية في الأردن لفصل توأم سيامي ملتصق، وذلك ضمن عملية نادرة ومعقدة أجريت على يد فريق ضم خمسة وعشرين من الأطباء الاستشاريين والفنيين.
وقال الحموري، خلال مؤتمر صحفي في المستشفى، اليوم الأحد، إن الطفلين كانا ولدا في دولة عربية شقيقة في ظاهرة طبية نادرة، حيث أنهما متلاصقان في منطقتي الصدر والبطن ويتشاركان بالكبد والقفص الصدري والحجاب الحاجز وغشاء القلب، وكان فصل الطفلين ضرورةً طبية ملحة.
وأوضح أن نجاح هذه العملية تطلب سلسلة من التحضيرات اللوجستية لتسهيل وصول التوأم الى الأردن عبر عملية إخلاء طبي معقدة، حيث جرى وضع خطة متكاملة للإعداد المسبق للعملية الجراحية من حيث إجراء الفحوصات المخبرية والصور الشعاعية الدقيقة لتقييم وضعهما الصحي وتحديد الأعضاء المشتركة بينهما ووضع تصور عن الطريقة المثلى لفصل هذه الأعضاء مع الحفاظ على حياة كلا الطفلين. وأشار الحموري أن التوأم خضعا للعملية في الثالث من تموز الماضي، حيث جرى توزيع الفريق الطبي إلى مجموعتين بعد عملية الفصل وقد استغرقت العملية 8 ساعات. وحول تفاصيل عملية الفصل الجراحي، بين الحموري ورئيس الفريق الطبي استشاري طب الأطفال، أن المراحلَ الخطرةِ أثناءَ الفصل جرت بأفضلِ ما يكون، حيثُ جرى استخدامُ التقنيات الحديثةِ والأجهزةِ المتطورة أثناء العملية، سواءً بإجراءات الفصل أو القطع أو الزراعة، الأمر الذي عملَ على تجنبِ نزفِ دماء كثيرة، وأسهمَ في تسريعِ عمليةِ التئامِ الجروح وبناءِ الجلد، بالإضافةِ إلى الإغلاقِ التجميلي عالي الدقة، مشيرا إلى أن نجاح العملية يعود بلا شك إلى الجهود المضنية التي بذلها الفريق الطبي وتكلّلت بالنجاح. وأوضح أنه جرت العناية بالتوأم بعد العملية في قسم العناية الحثيثة التي استمرت لمدة ثلاثة أشهر، مؤكدا أن الطفلين يتمتعان الآن بصحة جيدة ويجري التجهيز لعودتهما سالمين إلى بلدهما. وثمن الحموري جهود الفريق الطبي وكل من ساهم في إنقاذ حياة الطفلين، معرباً عن سعادته بهذا الإنجاز الذي يسجّل للقطاع الصحي في المملكة بشكل عام ممثلاً بوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية وللمستشفيات الخاصة، بما ينسجم مع توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني للحفاظ على تميز الخدمات الطبية المقدمة في المملكة والسمعة الطيبة التي اكتسبها الأردن ليبقى الوجهة الأولى للسياحة العلاجية في الإقليم.