كثيراً ما نسمع عندما يكون الحديث عن البطالة بين الشباب والأرقام المخيفة وما قد يكون لها من أثر سيء ومخيف على مجتمع فتيّ مثل المجتمع الأردني ,نسمع اتهامات للشباب مثل شباب لا يريد أن يتعب يريد كل شيء جاهزاً , لا يرغب بالعمل الميداني , شباب يبحث عن العمل في مكاتب مكيّفة ,لا يُقبلون على بعض الوظائف التي يعمل بها إخواننا من الوافدين ,وثقافة العيب وكيف نتغلب عليها وغيره من الكلام ,لتعتقد أن الفرص متوفرة وكثيرة ولكن شبابنا راغبٌ عنها ويريد كما يقال لقمة جاهزة .
في الأسبوع الماضي جلست مع أكثر من مجموعة من الشباب من مختلف الأعمار (من21-35عام) لأتفاجأ بمجموعة شباب مبدع ,شباب عنده الإستعداد كما يقال أن ينحت في الصخر ,شباب طموح متعلم بأفكار مبتكرة وإبداعية ,يبحث عن مشاريع ويضع الأهداف ومن ثم الدراسات والخطط لتحقيقها ,تشعر أنك لا تسمعهم بعقلك فقط بل بقلبك وكل حواسك , أعمار صغيرة و طموح كبير , لكن للأسف خيبات ومعيقات أكبر, والتي رغماً عنها تجدهم متفائلين مصممين ومصرين على المحاولة مراتٍ ومرات لتحقيق الهدف.
مشروع لشباب أردني واعد ومبدع قوبل على مدى عامين بحائط صد ,مبادرة وطنية غير ربحية لإعادة تدوير المخلفات الصلبة والعضوية والتي تهدف إلى حماية البيئة وتوفير ثلاثة آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كافة المحافظات على مدى الخمس سنوات الأولى وذلك حسب دراسة وليست توقعات ,تم تجهيز موقع حسب الشروط والمتطلبات وتم الحصول على الموافقات المطلوبة واذن تشغيل من الوزارة المعنية وتم مخاطبة كل الجهات المسؤولة والمعنية بكتب رسمية (تسع جهات رسمية) وتمت المتابعة وحضرت اللجان وتم أمامها عمليات إتلاف لعينات ,ثم أخذ الموافقات, وبناء على تلك الموافقات تم أخذ قروض تصل إلى تسعين ألف دينار تحمّلها هؤلاء الشباب على كاهلهم الغض لتحقيق الحلم , ليقابل كل هذا الجهد والعمل والدراسة والتخطيط والتنفيذ بحائط صد ,رغم تعهد هؤلاء الشباب بدفع ما نسبته 25% من صافي الأرباح لدعم صناديق حكومية تعنى بالبيئة , تبقى الأسباب مجهولة لماذا وحسب الإتفاق مع كل هذه الجهات ما زال هؤلاء الشباب لم يتلقوا أي اجابة عن سبب عدم الحصول على المواد المراد اتلافها – نفايات - وإعادة تدويرها والتي ستوفر على الدولة آلاف الدنانير, ويعرف المطلعون في هذا المجال كم يباع الطن من هذه المواد المعادة التدوير بالأرقام وبالدينار بالسوق المحلي والسوق العالمي,طن النحاس يباع من 2500-5000 دينار,الالمنيوم 700 دينار ,البلاستيك من 100-200 دينار,الورق والكرتون 80 دينار إلى الكوشوك والخشب والحديد,وبورد الالكترونيات بحوالي 3000 دينار للطن, مبادرة بمثابة ثورة بيضاء في مجال التخلص من المخلفات التي تُطمر تحت التربة في المكبّات الرسمية , لماذا تصل المعاملات عند بعض الموظفين وتوضع بالأدراج ؟ سؤال قد يفتح الباب على أمور كثيرة وربما قضايا كبيرة ؟ والغريب أن الجميع يردد أنهم ملتزمون بتوجيهات جلالة الملك وسمو ولي العهد بالاهتمام بالشباب ودعمهم !! أسئلة برسم الإجابة لكل المعنيين وكل من كان هذا المشروع على مكاتبهم الفارهة والمكيفة .
و لكل شاب طموح منتمٍ مبدعٍ في وطني ألف ألف تحية.