كشفت دراسة حديثة، نشرتها منظمة الحفاظ على الحدائق النباتية حول العالم (BGCI) ومقرها المملكة المتحدة، أنّ نوعاً واحداً من ثلاثة أنواع من الأشجار حول العالم مُعرّض لخطر الانقراض، بما في ذلك أشجار الماغنوليا، البلوط، والقيقب.
ووفق الدراسة، فإن 142 نوعاً من الأشجار حول العالم قد انقرضت بالفعل. وعزت المنظمة ذلك إلى النشاط البشري بالدرجة الأولى، إذ لاتزال عمليات قطع الأخشاب منتشرة بشكل كبير، إضافة إلى التغييرات المناخية، والحرائق والفيضانات.
وبحسب معدي الدراسة، فقد بدأت فكرة إعداد تقييم عالمي لأنواع الأشجار في العام 2015، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أي إحصاءات حول أعداد الأشجار وأماكن انتشارها حول العالم. فكانت المهمة الأولى إعداد قائمة بجميع أنواع الأشجار المعروفة حول العالم، ومن ثم دراسة خصائص نموها، وتحديد الأنواع المهددة بالانقراض.
ونظراً للعدد الهائل من الأنواع، كانت هذه مهمة أكبر بكثير من أي تقييم للحفظ تم إجراؤه سابقًا. ولذا تم إنشاء شبكة عالمية تضم أكثر من 500 خبير لتقييم الأنواع المتعارف عليها، وبعد سنوات من البحث تبين أن عدد أنواع الأشجار المهددة على مستوى العالم تضاعف بشكل لافت مقارنة مع االثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف المهددة مجتمعة.
أضف إلى ذلك، فإن فقدان الأشجار قد يؤدي مستقبلاً إلى حدوث أزمة غذائية، إذ يستخدم أكثر من خمس أنواع الأشجار كمصدر للغذاء أو الوقود أو الخشب أو الدواء.
ماهي الأشجار المهددة بشكل أكبر؟
هناك 5 أنواع من الأشجار المهددة بالانقراض بشكل أكبر من غيرها، والتي لها تأثير مباشر على حياة البشرية، وهي:
1-Dipterocarps
تعد شجرة Dipterocarps، والتي تنتمي إلى عائلة كبيرة من أشجار الأخشاب، واحدة من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، وتضم 680 نوعاً مختلفاً يتواجد معظمها في الغابات الاستوائية في جنوب آسيا.
وتمتلك هذه الأشجار أخشاباً عالية الجودة تبلغ قيمتها حوالي 170 دولارا أميركياً للمتر المكعب. يتم تصدير ما قيمته أكثر من 3.5 مليارات دولار أميركي من هذه الأخشاب كل عام من بعض الجزر التي تنتمي إليها، ومنها جزيرة بورنيو في آسيا. يعتمد عليها الكثير من الناس في البناء والتدفئة.
2-العود
تعد شجرة العود المعطر واحدة من أكثر الأشجار المهددة بالانقراض، وتنتج مادة صمغية ذات قيمة عالية تستخدم في العطور والبخور. إنها واحدة من أكثر المواد الخام قيمة في العالم، إذ تصل قيمتها إلى 100.000 دولار أميركي للكيلوغرام، وتبلغ قيمة التجارة العالمية 32 مليار دولار أميركي.
3-الكرز الأفريقي
يحتوي PrunusAfricana، أو كما يسمى الكرز الأفريقي، على مجموعة من المركبات التي يمكن أن تقلل الالتهابات، ويتم استخدامها في الكثير من صناعات الأدوية التي توصف في علاج الملاريا وأمراض الكلى واضطرابات البروستاتا. تبلغ قيمة التجارة الدولية نحو 200 مليون دولار أميركي.
4-الماهوجني
أحد أكثر الأخشاب الصلبة الاستوائية، ذات قيمة مادية، ويتم استخدامه في صناعة الأثاث والآلات الموسيقية مثل القيثار، ويمكن أن تصل قيمة الشجرة الواحدة إلى عدة آلاف من الدولارات. موطنها الغابات الاستوائية في القارة الأميركية، كانت شجرة الماهوجني من أوائل الأشجار التي تم إدراجها كأنواع مهددة بالانقراض، بسبب انتشار قطع الأشجار غير القانوني على نطاق واسع.
5-تاكسوس المحيط الهادئ
تعد تاكسوس بريفيفوليا، وهي مصدر عقار باكليتاكسيل المضاد للسرطان، واحدة من أهم الأشجار على الإطلاق، والتي تبلغ قيمتها التجارية العالمية أكثر من 100 مليون دولار أميركي. موطنها شمال غرب المحيط الهادئ لأميركا الشمالية، باتت اليوم قريبة من الانقراض، كما أن أنواع التاكسوس الأخرى، والتي تعد أيضاً مصدراً لهذا الدواء، مهددة بشكل أكبر، مثل Taxuscontorta في جبال الهيمالايا.
نمت بعض النباتات بعد القضاء على الحرائق (مظفر كاغليانير/ الأناضول)
بيئة
تركيا: تشجير الغابات المحترقة
أهمية الغابات
في حين أن الأشجار الفردية مهمة لكل من البشر والحياة البرية، فإن القيمة الجماعية للنظم الإيكولوجية للغابات أعلى بكثير. تغطي الغابات ما يقرب من 31 في المائة من مساحة اليابسة في العالم، وقدرت قيمتها الاقتصادية الإجمالية بحوالي 150 ترليون دولار أميركي.
وتحتوي الغابات على حوالي 50 في المائة من الكربون الأرضي في العالم، وتساعد في توفير 75 في المائة من المياه العذبة التي يمكن الوصول إليها.
بالإضافة إلى دعم الحياة البرية والناس، يمكن أن يساعد تنوع الأشجار الغابات في التغلب على الاضطرابات. على سبيل المثال، فإن وجود مجموعة متنوعة من أنواع الأشجار في الغابة يقلل من الضرر الذي يمكن أن تسببه الحشرات الآكلة للنبات، ويجعل النظام البيئي أكثر مرونة في مواجهة الجفاف.
مع انقراض أنواع الأشجار، تتعرض النظم الإيكولوجية للغابات لخطر الانهيار. ويمكن للحفاظ على الغابات وأنواع الأشجار مكافحة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي. ويدعو الخبراء، قادة العالم لحماية الأشجار المهددة بشكل عاجل، واستعادة الغابات المتدهورة ، وضمان استدامة حصاد أنواع الأشجار المفيدة.