آلمني ما قرأته قبل يومين في إحدى الصحف عن امرأة وأولادها في منطقة دير علا / الملاحات يأكلون أحشاء الدجاج حيث يجمعونها من نتافات الدجاج ويأكلونها من الفاقة والفقر ، أقول لقد آلمني ما قرأت بل لقد شككت في هذا الخبر فهل يعقل أن يحصل هذا في الأردن وأشدد في الأردن ولكني تأكدت أنه في الأردن بعد أن قرأت الخبر في أكثر من صحيفة وموقع .
أقول هذا وقلبي مليء بالألم والحسرة والبغض وأقصد البغض بعينه لكل شخص يعرف هذه السيدة وأولادها وما آلت إليهم حالهم ولم يهب لنجدتهم سواء كان جارا أم قريبا لها ، كما أنني أتساءل أين حملات مسح جيوب الفقر التي تتحفنا بها وزارة التنمية الاجتماعية كل عام ألم تسمع بهذه السيدة ؟ ألم تصل للملاحات في دير علا أم ينتظرون حتى تأتي عفيفة النفس إليهم لتستجدي قوت أولادها ؟ ألا يأخذون مكافآت على عملية المسح حتى يصلوا لمثل هذه الحالات أم هل تتم عملية المسح من وراء المكاتب ؟
أين المسؤولون في بلدنا عن هذه الحالة وعن أمثالها لأنني متأكد من أنه إن وجدت مثل هذه الحالة فهناك المئات ولا يدري بهم أحد . كيف ينام مسؤولونا ومواطنوننا يأكلون أحشاء الدجاج أم أنهم لا يعرفون أحشاء الدجاج فلربما يعتبرونها مثل الكافيار ؟؟
لقد بت أشك بأنه سيلحقنا الدور ونأكل مثلها ومثل أولادها بل ربما ستصل بنا الحال إلى دفع ثمن أحشاء الدجاج لنحصل عليها ونتلذذ بأكلها لأننا صامتون على وجود مثل تلك الحالات في بلدنا سواء كنا مواطنين أو مسؤولين .
ماذا ينتظر المسؤولون ؟هل ينتظرون أن يهب جلالة الملك المفدى لنجدتها أقول وأنا متأكد أنه إذا وصلت حالتها له فهو أهل لها ولن يتوانى عن تقديم العون الفوري لها فهذا طبع الهواشم , الكرم والشهامة ديدنهم .
ولكن يا مسؤولين ويا مدراء هل تريدون تحويل الديوان الملكي إلى وزارة تنمية اجتماعية أنا متأكد من الدور الذي يقوم به جلالة الملك المفدى والديوان الملكي العامر في إعانة وخدمة المواطنين ولكن هذا الدور أليس من الأولى أن يقوم به من كلفوا للعمل به من وزراء ومسؤولين فمليكنا المفدى عنده من الأعباء ما تنوء به الجبال كان الله في عونه لإعلاء راية الأردن والإسلام .
أتمنى من الله العلي القدير أن تصل أخبار هذه الحالة إلى المسؤولين ليقوموا بدورهم وإلا فأدعو الله أن يتذوق المسؤولين طعم أحشاء الدجاج حتى تتغير حالة هذه المواطنة وأمثالها .
ماجد عبد العزيز عبد اللطيف عثمان
majeduothman@yahoo.com