يقرض معظم الأشخاص المال لأقاربهم على الرغم من أن ذلك قد يكون محرجا بشكل كبير نفسيا، سواء كان الأمر يتعلق بكتابة "شيك" لأحد أفراد الأسرة، الذي تأخر في دفع الإيجار أو لتدهور الوضع المالي لصديق مقرب.
وتزداد حالة الإحراج، حسب ما نشرت شبكة الـ"بي بي سي" بهذا الخصوص، عندما يعتمد الشخص على الدائن لدفع الإيجار مثلا لأشهر متتالية أو تجاهله تسديد الدين بعد إنقاذه من المأزق المالي، الذي كان يمر فيه.
ويقوم العديد من الأشخاص على الرغم مما سبق بقصد الأصدقاء والعائلة لاستدانة أموال إضافية، خاصة في الأوقات الحرجة، فقد أظهر استطلاع أجراه المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في عام 2019 أنه عند مواجهة الأفراد لمصاريف افتراضية قدرها 400 دولار على سبيل المثال، حيث لم يتمكنوا من تغطيتها على الفور، فإن الطريقة الأكثر شيوعًا لحل هذه الضائقة كانت الاقتراض من صديق أو أحد أفراد الأسرة، وأثناء حالات خارقة كالوباء أو الكساد، قد يتجه الناس بشكل خاص إلى المقربين الموثوق بهم للحصول على يد العون.
ويقحم العديد من الناس الجانب المادي في العلاقات الشخصية، سواء كانت عاطفية أو مهنية أوعائلية أو ما شابه، وبالتالي، قد تتكون مجموعة مشاعر معقدة مشتركة من الطرفين، كالعار أو الإحراج أو حتى الغضب، وقد يكون التحكم بهذا النوع من المواقف صعبا.
وقالت ماغي بيكر، عالمة النفس والمعالجة المالية في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة: "أعتقد أن المال لا يزال موضوعًا حساساً للغاية بالنسبة للكثير من الناس للحديث عنه بشكل أساسي، قد يتحدث الناس كثيرًا عن المال، لكننا لا نسأل بعضنا البعض عن أوضاعنا المالية".
وأضافت: "هناك حاجز حول الحديث عن موضوع المال بأكمله، والمبلغ الذي تملكه، والمقدار الذي لا تملكه ويعني إقراض المال لشخص ما أيضًا أن النمط الكامل للعلاقة يتغير".
تابعت: "إذا أقرضت شخصًا ما مالًا، فسيكون مدينا لك سواء أدرك ذلك أم لا، وبعد ذلك فجأة، تصبح الجانب الأقوى ويغير ذلك بشكل حاسم دورك في العلاقة".
من جانبه، قال براد كلونتز، عالم النفس المالي: "لست مجرد صديق أو فرد من العائلة، فجأة، أصبحت مسؤول قروض".
ونصح الخبراء بالتواصل الواضح وتحديد سقف التوقعات بالسداد، حيث يمكن تجنب الكثير من عدم الارتياح، الذي يصاحب مساعدة المقربين للخروج من مشاكلهم المالية.