«أي شخص يعرفني يدرك مدى تركيزي على عملي، كلام أقل وعمل أكثر. كان هذا شعاري منذ بداية مسيرتي المهنية. ومع ذلك، في ضوء كل ما قيل وكتب مؤخرا لا بد لي من تحديد موقفي، أكثر من عدم الاحترام لي كرجل ولاعب، فإن الطريقة التافهة التي يتم بها تغطية مستقبلي في وسائل الإعلام فهي عدم احترام لجميع الأندية المتواجدة في هذه الاشاعات ولاعبيها والطاقم الخاص، لقد كتبت قصتي في ريال مدريد. تم تسجيلها بالكلمات والأرقام، في الجوائز والألقاب، في السجلات والعناوين. إنه في المتحف في ملعب بيرنابيو وهو أيضا في أذهان كل مشجع للنادي»، بهذا الاقتباس من البيان الناري الطويل، أراد الأسطورة كريستيانو رونالدو، الدفاع عن نفسه وكبريائه، بعد استهانة الإعلام بملف مستقبله، بإظهاره بصورة النجم الطاعن في العمر، الذي تتهرب منه الأندية العظمى، رغم وجود فرصة ذهبية للتوقيع معه، بدخوله الموسم الأخير في عقده مع ناديه يوفنتوس
الغيرة والغضب
بإلقاء النظر على الأسباب التي دفعت صاروخ ماديرا للخروج بهذا البيان غير المعتاد والمرفق بصورته وهو يضع إصبعه على فمه (إشارة السكوت)، سنجد منها حالة الغضب، التي سيطرت عليه بعد منشور مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، الذي نفى فيه ما تردد في وسائل الإعلام، عن رغبته في إعادة الهداف التاريخي إلى قلعة «سانتياغو بيرنابيو»، بخلاف غضبه المضاعف من التقارير المحدثة على رأس الساعة، التي تجمع على أنه لم يعد مرغوبا لدى أندية الصف الأول، بما في ذلك فريقه السابق مانشستر يونايتد، رغم حاجة أولي غونار سولشاير الماسة لخدمات مهاجم «سوبر» بجانب إدينسون كافاني والمنتظر عودته ماركوس راشفورد، حتى الاشاعات الوحيدة التي تضعه في جملة مفيدة مع أحد الكبار، تصنفه كخيار بديل للمدرب بيب غوارديولا، في حال فشلت المحاولة الأخيرة للتوقيع مع الهدف الرئيسي هاري كاين. وقبل هذا وذاك، الغيرة من الهالة الإعلامية على الغريم التقليدي ليونيل ميسي وعلى أخباره، التي تنبض بالتفاؤل والإشراق، بعد إتمام عملية انتقاله إلى باريس سان جيرمان، وسط بروباغندا عالمية على الصفقة برمتها والتأثير والاستفادة المتبادلة بين البرغوث والعملاق الباريسي في المرحلة المقبلة، على عكس الدون، الذي يطارده الغموض من كل الاتجاهات، في ظل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها النادي، وعدم القدرة على رفع جودة المشروع، بالطريقة التي رسمها كريستيانو في مخيلته عندما قرر ترك ريال مدريد، ليخوض مغامرة السيدة العجوز في العام 2018
كابوس وأحلام
بالإضافة إلى الشكوك حول قوة وقدرة مشروع اليوفي على تحقيق الهدف المنشود، بإنهاء عقدة كأس دوري أبطال أوروبا وبدرجة أقل استعادة اللقب المفضل «السيريا آه»، فهناك ما يثير قلق كريستيانو من داخل الكيان، والحديث عن المدرب ماسيمو أليغري، المعروف عنه علاقته «الباردة» بصاحب الكرات الذهبية الخمس، منذ مشاكل موسمه الأخيرة، والتي كانت سببا في إقالته بالتراضي، نزولا عند رغبة النجم الكبير، لعدم اقتناعه بأفكار المدرب الذي قاد الفريق للفوز بالكالتشيو 5 مرات على التوالي، بالإضافة إلى الوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، كما رصدته الكاميرات وهو ينتقد المدرب وأسلوبه في ليلة السقوط أمام أياكس أمستردام في إياب ربع نهائي ذات الأذنين. لكن مع عودة ميستر ماكس، قد يدفع أيقونة البرتغال فاتورة باهظة الثمن، وذلك بالجلوس على مقاعد البدلاء، أكثر من أي وقت مضى في مشواره الاحترافي عموما ومع اليوفي خصوصا، استنادا إلى التسريبات التي تحدثت عن نية المدرب في منحه راحة بما يتناسب مع عمره الآن، أبسطها صعوبة الاعتماد عليه بشكل أساسي مرتين في الأسبوع. بينما بالنظر إلى ليونيل ميسي، فالعالم ما زال ينتظر ظهوره الأول بالقميص الباريسي، لرؤية بصمته في فريق الأحلام، ولأن الدوري الفرنسي أقل حدة وتنافسية من نظيره الإيطالي، ستكون فرص قائد الأرجنتين أفضل من حيث المشاركة في عطلة نهاية الأسبوع المحلية واللعب أيضا في منتصف الموسم. كيف لا وليو لن يحتاج لبذل ذاك المجهود الضخم، لفك طلاسم دفاعات الفرق الفرنسية والخصوم الأوروبيين في مراحل خروج المغلوب، وهو محاط بفريق الأحلام، بينما الآخر، فلا بديل أمامه سوى القتال وبذل كل قطرة عرق في كل مباراة محلية، لتقارب التنافس في البطولة المحلية، إلى جانب الفارق في الجودة عموما في كل المراكز بين أصدقاء رونالدو وبين رفاق ميسي في الوقت الراهن
بداية النهاية
يعرف كريستيانو أكثر من الأعداء والشامتين، أن وقت تفوقه على ميسي في هوس الأرقام القياسية وتسجيل الأهداف، قد ولى ولن يعود، على الأقل في الموسم الجديد، كيف لا والهدف في دوري أسياد الدفاع لا يأتي بهذه السهولة، حتى أنه لم ينس بعد معاناته في بداية رحلته مع يوفنتوس في جنة كرة القدم، وقد استغرق بعض الوقت إلى أن تكيف مع أجواء ونسق جنة كرة القدم، أما صاحبنا الأرجنتيني، فمن ناحية المنطق والعقل، فلن تكون مفاجأة إذا حقق الهاتريك مرتين على الأقل كل شهر حتى نهاية الموسم، وأمر كهذا كفيل بتحطيم معنويات هداف الريال التاريخي، منها سيهدد عرشه، كأكثر لاعب تسجيلا للأهداف في كل العصور، وأخطر من ذلك، ستتضاعف فرصه في تعزيز سجله للكرات الذهبية، بتوسيع الفارق بينهما لأكثر من جائزتين، إذا سارت الأمور كما خطط لها ناصر الخليفي، بعد تدعيم المدرب ماوريسيو بوتشيتينو، بهذا الكم الخيالي من الخبرات والجودة، متمثلة في قائد ريال مدريد التاريخي سيرخيو راموس، وأفضل حارس مرمى في اليورو جيجي دوناروما، وأفضل ظهير أيمن في العالم أشرف حكيمي، وقلب ليفربول النابض جورجينيو فينالدوم، مع الإبقاء على الأسلحة الثقيلة القديمة نيمار جونيور وأنخيل دي ماريا وكيليان مبابي، رغم مماطلة الأخير في مفاوضات تجديد عقده حتى هذه اللحظة
طوق النجاة
على الورق وبلغة العقل والمنطق، يمكن تصنيف باريس سان جيرمان، على أنه المرشح الأوفر حظا للفوز بدوري الأبطال في النسخة الجديدة، وبالنسبة لليوفي، يبقى واحدا من الخمسة والستة المرشحين حتى بعد وصوله إلى قاع الحضيض في عهد الأنيق أندريا بيرلو، وذلك لقيمته ومكانته العالمية، كواحد من النخبة المعدودين على أصابع اليد الواحدة، ولولا سوء طالعه مع لعنة نهائي أمجد كؤوس القارة العجوز، لكان على مسافة قريبة من الأكثر تتويجا بذات الأذنين ريال مدريد، وكسر هذا النحس، يمثل «طوق النجاة» لرونالدو، ليبقي على «شعرة معاوية» في صراعه مع ميسي على اللقب الشرفي «الأفضل في التاريخ»، قبل أن ينتظر المجهول بعد انتهاء عقده مع البيانكونيري في نهاية الموسم، إما بالعثور على مشروع يستحق المغامرة، والأهم بأن يساعده على مواصلة تحقيق أهدافه الشخصية، وأهمها المعادلة الصعبة بالاستمرار في منافسة ميسي والفوز بالألقاب الجماعية، أو تصدق توقعات الصحافة، وفي النهاية يضطر لقبول تنازلات لمواصلة اللعب في أعلى مستوى تنافسي في أوروبا، أو يختم مسيرته في الدوري الأمريكي، وسيكون ذلك في الوقت الذي لم ينته فيه حلم الغريم الأزلي، الأصغر سنا بعامين، في جنة «حديقة الأمراء» المرصعة بجواهر وأساطير لا تقدر بثمن، فهل يفعلها الدون ويواصل الصمود في معركته الخاصة مع ليو؟ أم يرفع الراية البيضاء أمام منافسه الذي اختار الطريق الأسهل لقتل الجدال في مسألة الأفضل في كل العصور؟ هذا ما سيجيب عنه رونالدو ورفاقه المهاجمين ألفارو موراتا وباولو ديبالا وفيديريكو كييزا، الذين يعول عليهم أكثر من غيرهم لمساعدته على إشباع نهمه في هز الشباك ودفع الفريق إلى الأمام في قتاله على الألقاب المحلية والأبطال.
الغيرة والغضب
بإلقاء النظر على الأسباب التي دفعت صاروخ ماديرا للخروج بهذا البيان غير المعتاد والمرفق بصورته وهو يضع إصبعه على فمه (إشارة السكوت)، سنجد منها حالة الغضب، التي سيطرت عليه بعد منشور مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، الذي نفى فيه ما تردد في وسائل الإعلام، عن رغبته في إعادة الهداف التاريخي إلى قلعة «سانتياغو بيرنابيو»، بخلاف غضبه المضاعف من التقارير المحدثة على رأس الساعة، التي تجمع على أنه لم يعد مرغوبا لدى أندية الصف الأول، بما في ذلك فريقه السابق مانشستر يونايتد، رغم حاجة أولي غونار سولشاير الماسة لخدمات مهاجم «سوبر» بجانب إدينسون كافاني والمنتظر عودته ماركوس راشفورد، حتى الاشاعات الوحيدة التي تضعه في جملة مفيدة مع أحد الكبار، تصنفه كخيار بديل للمدرب بيب غوارديولا، في حال فشلت المحاولة الأخيرة للتوقيع مع الهدف الرئيسي هاري كاين. وقبل هذا وذاك، الغيرة من الهالة الإعلامية على الغريم التقليدي ليونيل ميسي وعلى أخباره، التي تنبض بالتفاؤل والإشراق، بعد إتمام عملية انتقاله إلى باريس سان جيرمان، وسط بروباغندا عالمية على الصفقة برمتها والتأثير والاستفادة المتبادلة بين البرغوث والعملاق الباريسي في المرحلة المقبلة، على عكس الدون، الذي يطارده الغموض من كل الاتجاهات، في ظل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها النادي، وعدم القدرة على رفع جودة المشروع، بالطريقة التي رسمها كريستيانو في مخيلته عندما قرر ترك ريال مدريد، ليخوض مغامرة السيدة العجوز في العام 2018
كابوس وأحلام
بالإضافة إلى الشكوك حول قوة وقدرة مشروع اليوفي على تحقيق الهدف المنشود، بإنهاء عقدة كأس دوري أبطال أوروبا وبدرجة أقل استعادة اللقب المفضل «السيريا آه»، فهناك ما يثير قلق كريستيانو من داخل الكيان، والحديث عن المدرب ماسيمو أليغري، المعروف عنه علاقته «الباردة» بصاحب الكرات الذهبية الخمس، منذ مشاكل موسمه الأخيرة، والتي كانت سببا في إقالته بالتراضي، نزولا عند رغبة النجم الكبير، لعدم اقتناعه بأفكار المدرب الذي قاد الفريق للفوز بالكالتشيو 5 مرات على التوالي، بالإضافة إلى الوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، كما رصدته الكاميرات وهو ينتقد المدرب وأسلوبه في ليلة السقوط أمام أياكس أمستردام في إياب ربع نهائي ذات الأذنين. لكن مع عودة ميستر ماكس، قد يدفع أيقونة البرتغال فاتورة باهظة الثمن، وذلك بالجلوس على مقاعد البدلاء، أكثر من أي وقت مضى في مشواره الاحترافي عموما ومع اليوفي خصوصا، استنادا إلى التسريبات التي تحدثت عن نية المدرب في منحه راحة بما يتناسب مع عمره الآن، أبسطها صعوبة الاعتماد عليه بشكل أساسي مرتين في الأسبوع. بينما بالنظر إلى ليونيل ميسي، فالعالم ما زال ينتظر ظهوره الأول بالقميص الباريسي، لرؤية بصمته في فريق الأحلام، ولأن الدوري الفرنسي أقل حدة وتنافسية من نظيره الإيطالي، ستكون فرص قائد الأرجنتين أفضل من حيث المشاركة في عطلة نهاية الأسبوع المحلية واللعب أيضا في منتصف الموسم. كيف لا وليو لن يحتاج لبذل ذاك المجهود الضخم، لفك طلاسم دفاعات الفرق الفرنسية والخصوم الأوروبيين في مراحل خروج المغلوب، وهو محاط بفريق الأحلام، بينما الآخر، فلا بديل أمامه سوى القتال وبذل كل قطرة عرق في كل مباراة محلية، لتقارب التنافس في البطولة المحلية، إلى جانب الفارق في الجودة عموما في كل المراكز بين أصدقاء رونالدو وبين رفاق ميسي في الوقت الراهن
بداية النهاية
يعرف كريستيانو أكثر من الأعداء والشامتين، أن وقت تفوقه على ميسي في هوس الأرقام القياسية وتسجيل الأهداف، قد ولى ولن يعود، على الأقل في الموسم الجديد، كيف لا والهدف في دوري أسياد الدفاع لا يأتي بهذه السهولة، حتى أنه لم ينس بعد معاناته في بداية رحلته مع يوفنتوس في جنة كرة القدم، وقد استغرق بعض الوقت إلى أن تكيف مع أجواء ونسق جنة كرة القدم، أما صاحبنا الأرجنتيني، فمن ناحية المنطق والعقل، فلن تكون مفاجأة إذا حقق الهاتريك مرتين على الأقل كل شهر حتى نهاية الموسم، وأمر كهذا كفيل بتحطيم معنويات هداف الريال التاريخي، منها سيهدد عرشه، كأكثر لاعب تسجيلا للأهداف في كل العصور، وأخطر من ذلك، ستتضاعف فرصه في تعزيز سجله للكرات الذهبية، بتوسيع الفارق بينهما لأكثر من جائزتين، إذا سارت الأمور كما خطط لها ناصر الخليفي، بعد تدعيم المدرب ماوريسيو بوتشيتينو، بهذا الكم الخيالي من الخبرات والجودة، متمثلة في قائد ريال مدريد التاريخي سيرخيو راموس، وأفضل حارس مرمى في اليورو جيجي دوناروما، وأفضل ظهير أيمن في العالم أشرف حكيمي، وقلب ليفربول النابض جورجينيو فينالدوم، مع الإبقاء على الأسلحة الثقيلة القديمة نيمار جونيور وأنخيل دي ماريا وكيليان مبابي، رغم مماطلة الأخير في مفاوضات تجديد عقده حتى هذه اللحظة
طوق النجاة
على الورق وبلغة العقل والمنطق، يمكن تصنيف باريس سان جيرمان، على أنه المرشح الأوفر حظا للفوز بدوري الأبطال في النسخة الجديدة، وبالنسبة لليوفي، يبقى واحدا من الخمسة والستة المرشحين حتى بعد وصوله إلى قاع الحضيض في عهد الأنيق أندريا بيرلو، وذلك لقيمته ومكانته العالمية، كواحد من النخبة المعدودين على أصابع اليد الواحدة، ولولا سوء طالعه مع لعنة نهائي أمجد كؤوس القارة العجوز، لكان على مسافة قريبة من الأكثر تتويجا بذات الأذنين ريال مدريد، وكسر هذا النحس، يمثل «طوق النجاة» لرونالدو، ليبقي على «شعرة معاوية» في صراعه مع ميسي على اللقب الشرفي «الأفضل في التاريخ»، قبل أن ينتظر المجهول بعد انتهاء عقده مع البيانكونيري في نهاية الموسم، إما بالعثور على مشروع يستحق المغامرة، والأهم بأن يساعده على مواصلة تحقيق أهدافه الشخصية، وأهمها المعادلة الصعبة بالاستمرار في منافسة ميسي والفوز بالألقاب الجماعية، أو تصدق توقعات الصحافة، وفي النهاية يضطر لقبول تنازلات لمواصلة اللعب في أعلى مستوى تنافسي في أوروبا، أو يختم مسيرته في الدوري الأمريكي، وسيكون ذلك في الوقت الذي لم ينته فيه حلم الغريم الأزلي، الأصغر سنا بعامين، في جنة «حديقة الأمراء» المرصعة بجواهر وأساطير لا تقدر بثمن، فهل يفعلها الدون ويواصل الصمود في معركته الخاصة مع ليو؟ أم يرفع الراية البيضاء أمام منافسه الذي اختار الطريق الأسهل لقتل الجدال في مسألة الأفضل في كل العصور؟ هذا ما سيجيب عنه رونالدو ورفاقه المهاجمين ألفارو موراتا وباولو ديبالا وفيديريكو كييزا، الذين يعول عليهم أكثر من غيرهم لمساعدته على إشباع نهمه في هز الشباك ودفع الفريق إلى الأمام في قتاله على الألقاب المحلية والأبطال.