لم يعد خافيا حجم الصراعات التي تعصف بحركة فتح والتي زادت حدتها في الفترة الأخيرة وتعد امتدادا لملف خلافة الرئيس محمود عباس متركزة بين أعضاء المركزية بمراكز قواهم المختلفة
وبحسب مصادر لـ"صفا" فإنه ومنذ إلغاء الرئيس عباس الانتخابات التشريعية الأخيرة بات جبريل الرجوب مستهدفا من قبل خصومه الذي يحاولون إنهاءه سياسيا كما جرى مع كثيرين في معركة خلافة الرئيس
تقول المصادر لـ"صفا" إن الرجوب الرجل القوي في فتح قال أمام الرئيس بحضور حسين الشيخ وماجد فرج "أنا لست فلان وفلان حتى يتم اللعب معي بهذه الطريقة"، وكان ذلك تهديدا مبطنا لهما لأنهما من يقف خلف قرار عباس إلغاء الانتخابات والتي شكلت ضربة للرجوب
وتؤكد المصادر أن الحرب الخفية والعلنية بين هذه الأطراف اشتدت بشكل كبير مؤخرًا، وكان واضحا أن وفد الرئيس عباس إلى تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حمل معه خصوم الرجوب، وهذه ضربة كبيرة
ونوهت المصادر إلى أن زيارة هامة كهذه يرافق الرئيس فيها حسين الشيخ وماجد فرج فإن ذلك يعني تقديمهما أكثر وأكثر على الآخرين
وتشير المصادر إلى أن الرجوب الذي حاول منذ أحداث القدس والحرب الأخيرة على غزة النأي بنفسه عن أخطاء الرئاسة وفتح وخرج بتصريح يخالف تصريحات الحركة وحيا المقاومة وصواريخها
ثم انخرط في ملف الإفراج عن المعتقلين السياسيين من النشطاء الذين اعتقلوا لدى السلطة بتهم القدح والتشهير عقب الحرب الأخيرة بتواصل مباشر مع صالح العاروري نائب المكتب السياسي لحماس، بات الرجوب الآن محاصرا أكثر فأكثر
وتؤكد المصادر أن الرجوب وبعد اغتيال نزار بنات التزم الصمت وحاول النأي بنفسه عن هذا الملف سيما وأنه رجل الجنوب القوي (جنوب الضفة) وبنات ينحدر من محافظة الخليل
لكن الرئاسة كانت واضحة في تعميمها لكافة قيادات فتح بتهديد صريح وصل لجميع كوادر وقيادات الحركة من كافة المستويات بأمر من عباس مباشرة "من ليس معنا في هذه المرحلة فليغادرنا"
وتكشف المصادر أنه على إثرها جرت إقالات لكل من تعاطف وانتقد من فتح اغتيال بنات
وبحسب المصادر فإن الرجوب وبعد هذا التهديد خرج بتصريحات مؤيدة قال فيها "نأسف لمقتل نزار بنات ولكن لن نسمح بالمساس بالأجهزة الأمنية"
ولا يختلف كثير من المراقبين والعارفين بما يجري داخل مركزية فتح من حجم الصراعات الداخلية
لكن الأكثر رعبا لكثيرين داخل الحركة هو مستوى النفوذ المتصاعد الكبير الذي بات يحظى به حسين الشيخ وماجد فرج المتحالفين معها والأكثر قربا للرئيس
ويهمس كثيرون في فتح أن عباس لا يسمع إلا لاثنين، أحدهما يمثل خط التواصل مع الاحتلال وهو حسين الشيخ، والآخر يمثل خط التواصل مع الأمريكان وهو ماجد فرج
فيما لا يعتبر الرجوب مرغوبا لديهما وبالتالي يسعيان لتصفيته سياسيا في المرحلة المقبلة وهو ما يقاومه بقوة ولكن حسابات الحقل قد تختلف عن حسابات البيدر.