عند الحديث عن الحنكة لابد وأن يقفز إلى الذاكرة إنسان كان من رموزها وله ارتباط وثيق بها. وتعود الذاكرة بنا للتوقف عند تفاصيل دقيقة كل منها جدير أن يكون عنوان كتاب يستنير به كل صاحب حاجة في زمان نحن فيه أحوج ما نكون لتلك العناوين ، وذاكرتنا لا ينمحي منها ذلك الرمز.
هو الحسين طيب الله ثراه
قد افتقدَته الحنكة نفسها كما افتقـدناه نحن أبناء هذا التراب. افتقدنا جسده وروحه باقية نستلهم منها الحكمة وبعد النظر والحسابات الدقيقة عند اتخاذ القرار والقدرة على ترميم الجراح والخروج سالمين من الأزمات التي توالت على الوطن الصغير والكبير. افتقدنا الجرأة والشجاعة عند اتخاذ قرار في المُلماّت.
هو الحسين طيب الله ثراه
الذي اسمه في كل أصقاع الدنيا دلّ على وطن. وطن محدود الموارد لكنه فاعل متفاعل مع محيطه. ومحدودية الموارد لم تؤخره عن صنع إنسان أردني يصدّر المعرفة والعلم لمن يحتاجهما ما دفعه لقول عبارته الشهيرة "الإنسان أغلى ما نملك". حتى أصبح الأردني على رأس المطلوبين عربيا ودوليا لرفد ما تحتاجه دول كثيرة في العالم عسكريا وطبيا وتعليميا وفنيا وإداريا ... الخ.
هو الحسين طيب الله ثراه
الذي ساند العراق في وجه الفرس الذين أصابهم الغرور بعد ثورتهم الخُمينية التي كانت بطريقها للتصدير لبلداننا. وهو أيضا من قدّم النصح للأمة العربية والعالم حتى يجنب العراق والأمة ما نحن عليه الآن. فأصبح العراق هيكلا عظميا قد أُكل لحمه والأمة لا تنفك من الإستئناس برأي أمريكا. لكن الآذان صُمّت والعيون أُغمضت وثبت خسراننا لحكمته وبعد نظره واستكشافه لما ستؤول إليه الأمور بل ما جنيناه هو التفكك والتشرذم والضغائن. بصرٌ ثاقب وبصيرة نافذة يستشعران القادم رسّختهما الخطوب والتجربة الطويلة.
هو الحسين طيب الله ثراه
الذي هدد إسرائيل بوقف عملية السلام إذا لم تأتي بمضاد لإنقاذ خالد مشعل جرّاء ما ارتكبته وقد كان شخصية مغمورة حينها. وهو طيب الله ثراه من جعل إسرائيل تسلّمه الشيخ أحمد ياسين رحمه الله للعلاج.
هو الحسين طيب الله ثراه
من بَنى جيشا نباهي به الدنيا بتدريبه وانضباطه وكفاءته, ونهجه الذي زرعه فيه وسقاه من رعايته الدائمة ودعمه المستمر حتى أصبح يشار إليه بالبنان أينما تواجد.
هو الحسين طيب الله ثراه
الباني بعد سابقه الذي وضع الأساس, وهو الباني في محيط ملتهب تلسعه النيران من الجهات الأربع. فصمد صمود الرجال واستمرت المسيرة والمعول بيده يشيد ويبني العمران والإنسان ليزيد من احترام الآخرين للأردني وذلك نلمسه أينما تواجدنا وأينما حللنا.
هو الحسين طيب الله ثراه
الذي اختاره الله لجواره جسدا لأن روحه ونهجه وحنكته وحكمته باقية في خير خلف لخير سلف ماضٍ بالمسيرة المباركة إن شاء الله مستلهما الإرث الطيب من سلف طيب ليضاف رافدا لمدرسة يقودها شبل تسلم قيادتها من أسد تناغم معه تناغما كبيرا. والقائمة تطول.
دعاءنا بالرحمة والمغفرة للأسد والتوفيق والنجاح والصلاح لشبله جلالة الملك عبدالله وأن يهبه من يُخلص له النصح لقيادة الأردن والأردنيين لما يحبه الأردنيون ويرضوه.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com