لماذا البعض يخشى الحقيقة؟

لماذا البعض يخشى الحقيقة؟
أخبار البلد -  

ما الحقيقة إلا اشتقاق من الحق وما الحق إلا القاعدة التي يُستند إليها لإزهاق الباطل ومناصرة الطرف المُحق. وعندما يتم التطاول على الحق يكون هناك اعتداء على قانون الهي, من المفروض والطبيعي ان يُحترم من الجميع. ومن نواميس الطبيعة والبيئة إنسانا وحيوانا ونباتا منذ الخليقة أن تتحرك كل هذه المكونات عندما يتعرض حقها الطبيعي والإلهي الذي وهبه الله لها للإعتداء من طرف آخر لمحاولة السيطرة على حقها او مصادرته.
فالحركة ردة فعل طبيعية للدفاع وهذا أمر غريزي عند هذه المكونات ويصعب تنازلها عنه وإن تم انتزاعه فبعدصدام و نزاع ومقاومة لكن لابد أن صاحب الحق سيعيد تنظيمه ويعد العدة يوما ما وعندما يرى في نفسه الجاهزية والقدرة سيعود لاسترداد حقه ومهما كلفه ذلك من متاعب وأثمان.
فلماذا البعض يخشى الحقيقة ؟ ألحقيقة يخشاها من يعلم أن قبوله بالحقيقة يعني الاستسلام للحق الذي سيجرّده من مكسب أو سلطان أو جاه انتزعه أو أعطي له على غير وجه حق. إذاً سيتخلى عن الواقع الظاهر ويعود إلى الحقيقة وبذلك يكون قد انكشف وظهر بالصورة التي لا يرضى ولا يرغب الظهور بها. بمعنى آخر, أن المزايا التي انتزعها ظلما, سيُحرم منها عند انكشاف الحق والحقيقة .
وما الذي يجري من حراك في ربوع الوطن ومطالب الحراك ــــ التي نؤيد بعضها ونرفض بعضها الآخر ــــ إلا شعور وإيمان بأنه آن الأوان لاسترداد ما كان مفقودا ومصادرا ألا وهو الحق المنتزع . فالحراك جاء نتيجة للجاهزية التي شكلت عناصرها أمور لم تعد خافية على أحد منها الصبر الطويل الذي "يتحلى" به الأردني، أضف إلى ذلك ما جرى وما زال يجري في تونس ومصر وليبيا ودول أخرى. والمثل يقول: " ما بروح دين وراه مطالب." حتى وإن لم يحصل صاحب الديْن على ديْنه فإن تذكيره بالديْن سيسبب قلقا للمدين وحرجا يضعه في موقف لا يحسد عليه.
فرب قائل والقائلون كُثر لا نخشى الحقيقة ومستعدون لكل الظروف وذلك كلام يندرج ضمن مقولة " الشفافية " . طالما الحقيقة لا تخيف إذا لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد عندما نقولها ونطالب بها ؟ فلماذا لا تتم المواجهة ويقال بصراحة أن ما تقوله أيها الحراك ليس حقا ولا حقيقة بل الحق والحقيقة هما كذا وكذا؟
في الواقع، الذي يدور هو تظاهر بالإحتواء والحكمة وامتصاص الوهج اللاسع وكسب الوقت والمراهنة على أن المواطن يهيج في البداية ثم يهدأ شيئا فشيئا . لكن ألم يثبت بُطلان هذه النظرية في الفترة التي نعيشها منذ ما يقارب السنة؟ والربيع أزهاره قد بدأت تتفتح لكن وقت قطافها لم يحن بعد.
فوالله إني لكم ناصح أيها الساسة لأن القارئ بين السطور ليشتم رائحة مزعجة إنْ لم تُعالج أسبابها سيندم الكثيرون منا يوم لا ينفع الندم. وإني لأرى أسباب الرائحة تزداد يوما بعد يوم. فعلى ماذا تعوّلون؟ وعلى ماذا أنتم معتمدون والطوفان قاب قوسين أو أدنى؟ والطوفان لا يميز بين هذا وذاك بل يجرف كل عائق في طريقه وإن لم يجرفه يخلخله ويحطم أجزاءا منه لا محالة ومخلفا الدمار والكوارث وإزهاق الأرواح.
فلنستمع لكلام العقل الذي يصدرمن قائد المسيرة وجلّه موجّه للحاشية والبطانة ومنفذي كلام العقل ولتنفذوه وتطبقوه، لكننا نسمع جعجعة ولا نرى طحنا لأن البعض يخشى الحقيقة وإحقاق الحق.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
شريط الأخبار "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو) حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غداً وفيات الأردن اليوم الجمعة 5/12/2025 "شيطان يطاردني منذ 7 أكتوبر.. فعلت أشياء لا تغتفر": ضابط إسرائيلي في لواء غفعاتي ينتحر بعد اجتماع ديسمبر.. الفدرالي الأميركي يستعد لثمانية اجتماعات حاسمة في 2026! وزير العمل: شبهات اتجار بالبشر واستغلال منظم للعمالة المنزلية الهاربة اتفاق أردني سوري لإنعاش الأحواض الشمالية قريبا هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد حماس: نتوقع حدوث محاولة اغتيال في دولة غير عربية انخفاض سعر صرف الدولار إلى ما دون 76 روبلا للمرة الأولى منذ 12 مايو 2023 آخر موعد للتقديم على المنح والقروض من "التعليم العالي" وزارة اردنية الافضل عربيا من هي ؟ العراق يتراجع عن إدراج حزب الله والحوثيين على قوائم الإرهاب