سوريا...لا تعرقنوها

سوريا...لا تعرقنوها
أخبار البلد -  
سوريا...لا تعرقنوها
راتب يوسف عبابنة
قبول سوريا الرسمية بمبادرة الجامعة العربية والتي تتلخص بسحب المظاهر العسكرية المسلحة من الشارع وعدم إطلاق النار لقتل المتظاهرين السلميين ، وقع على مسامعنا بالبهجة والإرتياح آملين أن تنزاح هذه الغُمّة عن شعب شقيق نحبه ونتمنى له الخير وندعو له أن يحقق أهدافه التي ينشدها.
كُثر هم من توقع عدم التزام النظام بهذه المبادرة وهو ما حصل بالفعل وربما ازدادت وتيرة القتل دون مبالاة برأي الشعب وبالرأي العام العالمي الذي يعد الأنفاس على النظام والكل يطالب رأسه بالتنحي. وما زال النظام يكابر ويتمادى بقتل الأبرياء مدعيا أن من يقوم بالقتل هم عصابات تأتمر بإمرة من يحيكون "المؤامرة". وبالرغم مما نشاهده من قتل وإذلال يريد النظام وإعلامه أن يوصل لنا صورة عكسية، فهو دائم التكذيب التام لوسائل الإعلام العربية والعالميةـــ مع قناعتنا بوجود بعض المبالغة أحيانا من بعض الجهات الإعلامية المغرضةـــ لما تنقله عما يجري في معظم أنحاء سوريا. ما يهمنا هو الشعب فالشعوب باقية بقاء الحياة أما الأنظمة فتتغير.
هناك أصوات من المعارضة السورية وغير السورية تطالب بتدويل القضية وتسليمها لجهات لا تتمنى لنا الخير بل تتعامل معنا كجسر للوصول لما تريد تحقيقه من توفير الأمن والأمان للإبنة المدللة إسرائيل التي يجب على العالم كله ألا يعكر صفوها وجعلها القوة الوحيدة المهيمنة والضاربة في المنطقة.على هؤلاء أن يعلموا أن هذا المطلب كمن يدس السّم في الدّسم نتلذذ به عند أكله ونحصد نتائج سمّه لاحقا. ونذكّر هنا بما جرى في إفغانستان والعراق وليبيا بسبب أمريكا وبحثها عن "الحرية". ألم نتعلم الدروس من هؤلاء وما يجري بدولهم من قتل وتشريد وتدمير للبنى التحتية وزيادة لعدد الأيتام والأرامل؟ والأدهى أن "رُسُل الرحمة" هؤلاء لسان حالهم يقول الحقوا بركب تلك الدول كي نخلصكم من طغاتكم.
وها نحن نرى العرب تهرول باتجاه تحقيق أهداف الغرب بحجة الحفاظ على الشعب السوري دون قراءة للتاريخ الذي نعيشه ونراه. وإني لأرى التاريخ خجول من صفحات تُكتب عن أمة كالمِحْقان يستقبل ما يُصَب فيه دون عناء.
يبدو أن الحصار أحد الخيارات المطروحة لإماتة الشعب السوري ببطئ ولإطالة عمر النظام بالوقت نفسه. هل ياترى الحصار سيؤثر على حياة النظام ويردعه عن فعل ما يفعله بشعبه؟ هل سيتاثر النظام عندما يرتفع سعر السكر والأرز والطحين وما شابه ذلك ويقلق بكيفية تغطية التزاماته نحو من يعيلهم؟ أم أن الشعب هو الذي سيدفع ثمن الحصار وسيذوق المعاناة بألوانها الأساسية والمشتقة كما ذاقها العراقيون؟ ألم نأخذ العبرة بعد؟
وزراء الخارجية المهرولون نحو الحصار لا يضعوا بحسبانهم مصائر الشعوب لأنهم لو حصل لدولهم حصار فلن يتأثروا به كونهم جزء من النظام الحاكم وفاقد الشئ لا يعطيه. بل ما يتأثروا به الضغط الأمريكي والعالمي والذي أصبح مسؤولية على كاهلهم من واجبهم احترامها توارثوها ولا يستطيعوا الخلاص منها وإن حاولوا فلا بد من دفع ثمن باهظ يتمثل بالإنصياع لرغبة أمريكا وتنفيذ وتسهيل وتمويل ما يحقق أهدافها أينما وجدت.
فجامعتنا العربية لا نتوقع منها خيرا فهي التي عودتنا أن تكون شكل بلا مضمون وهي التي وافقت على غزو العراق واحتلاله وهي التي طلبت من حلف الأطلسي ليغزو ليبيا وهي التي لم تتحدث مع حسني مبارك المتهالك عندما أغلق منافذ مصر مع غزة وساهم بزيادة خنق أهلها ومصر رئة غزة التي تستمد منها أنفاسها. والجامعة هي التي تتجاهل الصومال وشعبه يموت كالحشرات.
فأي خير يرتجى من الجامعة العربية وهي بيت الأنظمة العربية وليس كما يشاع "بيت العرب" فهي بيت العرب عندما تستشعر مطالب الشعوب وتعمل علي تحقيقها وليس استشعار رغبات الأنظمة التي تكبح وتقمع شعوبها.
بحكم الجوار لسوريا والعلاقات الأسرية بين الشعبين والمصاهرة والإمتدادات العشائرية ، سيكون الأردن أكثر المتاثرين سلبا بما سيفرزه الحصار. وقد مررنا بتجربة مماثلة مع الأخوة العراقيين انعكست على معيشتنا حتى الساعة حيث الأسعار ارتفعت صاروخيا والعقارات أصبحت بمقدور فئة محدودة و نسبة العنوسة ومعدلها ارتفعا. وإن تكررت الصورة لا سمح الله في الحالة السورية مضافة لواقعنا الداخلي القلق فستكون الطامة لا قدر الله.
فالحذر، الحذر !! وليَتم التفكير بحلول أخرى تجنبنا وتُجنب شعبنا الشقيق تبعات الحصار، كأن يتم إقناع النظام بالخروج من المشهد بصورة تحفظ ماء وجهه ومن ثم يتولى السوريون أمرهم ويختاروا قيادتهم بمساعدة عربية صادقة. أماالتسويف وإعطاء المهلة تلو الأخرى لإطالة عمر النظام لتعطيه الفرصة لالتقاط أنفاسه لخلق الذرائع وتزيين الحجج لتبرير ممارساته فهذا بالتأكيد استخفاف بالعقل العربي وأن الساسة ما زالوا يعتمدون على الصورة النمطية التي شكلوها أو شكلت لهم عن شعوبهم.
فلا تعرقنوا سوريا ، ولا تذيقوا شعبها ما ذاقه الشعب العراقي من تشرذم ، وتشريد وتقاتل يسوسه حزب خرج من رحم إيران وينفذ سياساتها التي تقطّع العراق وشعبه لإضعافه وسلخه عن محيطه العربي لتجسّر لتصدير ثورتها لتنخر ثوابتنا العربية والقومية والدينية كما ينخر السوس سيقان الشجر.
حمى الله الأمة والغيارى على الأمة . والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
شريط الأخبار بنك الاتحاد يتوّج شركة Capifly بجائزة الشركات الصغيرة والمتوسطة لعام 2024 الملك والرئيس المصري يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة حرصًا على سلامة الطلبة.. تعميم هام من وزارة التربية إلى جميع المدارس في الأردن "أخبار البلد" أول من انفرد بخبر تعيين غيث الطيب مديراً لدائرة الأحوال المدنية والجوازات الأردن يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان الجمارك تضبط 11 ألف سيجارة إلكترونية ومعامل "جوس" غير قانونية تعرف على بنود وقف إطلاق النار بين حزب الله و إسرائيل افتتاح المؤتمر العربي السادس للمياه نحو تحقيق التنمية المستدامة في المياه.. صور "التأمين الأردنية" تدعو مساهميها لحضور إجتماعها العمومي العادي الشهر المقبل الساكت يكتب.. تنويع صادراتنا الوطنية الجيش اللبناني يدعو للتريث بالعودة إلى مناطق توغل بها الاحتلال الإسرائيلي بدء تدفق السيارات لجنوب لبنان مع سريان وقف إطلاق النار وفيات الأردن الأربعاء 27-11-2024 طقس بارد نسبياً في أغلب مناطق المملكة اليوم الأرجنتين تحيي ذكرى وفاة مارادونا… وابنته تثير الجدل برسالة حادة "لم تمت لقد قتلوك" "الإندبندنت": سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق والعناكب ماذا قالت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل عن بوتن وترامب في حوارها مع بي بي سي؟ بهذه الطريقة المؤلمة ماتت ناقة رسول الله.. أغلى ناقة فى التاريخ التربية: اختيار 1000 مدرسة وتزويدها بـ20 ألف جهاز حاسوب لإجراء امتحان "التوجيهي" إلكترونيًا جامعة العلوم التطبيقية الخاصة تعلن عن مبادرة بحثية مع جامعة غرب إنجلترا.. صور