لا يعتبر وزير الداخلية الاسبق رجائي الدجاني التسريبات الأخيرة لموقع ويكيليكس ذات علاقة بأطروحات الوطن البديل ، ولا مساحة لإنتاج جدل الهوية الموجود قبل ويكيليكس فالمراسلات التي نشرت مؤخرا كما يقول في مواقع الكترونية أردنية بغض النظرعن صحتها تتم بشكل روتيني بين السفراء ودولهم.
وعليه يتجاهل الدجاني ما ورد في ويكيليس مؤكدا أن ظهور إسمه فيها لا يعني شيئا يستحق التوقف عنده مؤكدا أنه لم يزر السفارة الأمريكية ولا يتنازل بأن يزورها هي أو أي من السفارات الأخرى مشيرا لإن ويكيليكس ليست أكثر من هدية من السماء نزلت على بعض المتعصبين الذين يستهدفون إيذاء الشعب الفلسطينيين كمكون أساسي من مكونات الشعب الأردني.
ويؤكد أن موظفا أمريكيا زاره بعد إلقاء محاضرة في مجمع النقابات المهنية عن تطبيقات قرار فك الإرتباط ليس أكثر وقام بدوره بتسليم الموظف نص المحاضرة وعندما سأله الموظف عن توقيت الكلام بقرار فك الإرتباط قال له الدجاني : ببساطة أنا وضعت تعليمات فك الإرتباط وانا عضو بنقابة المحامين وطلبت مني تقديم ورقة قانونية بالمسألة.
ويعيد الدجاني في مقابلة خص بها ( عين نيوز) ، أطروحات الوطن البديل إلى بداية السبعينات حيث بدأت قيادات الكيان الصهيوني رفع شعارات الوطن البديل ما سبب خوفا شديدا لأهل الأردن من عملية تهجير الفلسطينين من أراضيهم بالعنف إلى شرق الأردن.
وماتزال إثارة شبح الوطن البديل مستمرة حتى الآن ، فللكيان الصهيوني مصلحة كبرى في دحرجة القلق والتشنج والفتنة إلى الأردن ، من باب تصدير أزماته السياسية إلى الآخرين ، مشيرا إلى أنّ” تكرار مسألة الوطن البديل يشكل إهانة للشعب الفلسطيني ، ولكل مواطن فلسطيني ولجميع النضالات الفلسطينية. “لكن المتعصبين والخائفين رد عليهم جلالة الملك مؤخرا ووصف من يتحدثون عن الوطن البديل بانهم مرضى وأنا أزيد: إنهم مرعوبون تملكتهم ثقافة الرعب ليس إلا.
ويأسف الدجاني لما تثيره اطروحات الوطن البديل من استفزازات لبعض الكتاب الأردنيين الذين بدورهم يدحرجون الكره إلى المجتمع الأردني الواحد مما يخلق الانقسام والتشظي في بنية المجتمع الأردني الواحد.
وقال الدجاني أنّ اطروحات الوطن البديل تتأتى من خلال تشابك وتوحد أردني وفلسطيني في مواجهة أي مشاريع ضد الأردن وفلسطين على حد سواء ، فالفلسطينيون لايقبلون بالأردن أو بأي وطن بديلا عن بلادهم ولا أعتقد بوجود فلسطيني يمكن أن بقبل بذلك.
وحذر الدجاني من أن تأخذ هذه المخاوف “أبعادا سلبية وتفتح مجالا لآفاق سوداء”، وذلك ردا على الجدل الذي احتدم مؤخرا حول الهوية في الأردن بعد أن كشفت برقيات أميركية نشرها موقع ويكيليكس عن نقاشات بين سياسيين من أصول فلسطينية ودبلوماسيين أميركيين أثارت المخاوف لكن الدجاني نفى إجراء أحاديث مغلقة مع السفارة أو غيرها وقال انه لا يتنازل أصلا في الذهاب للسفارة.
أسباب رفض الفلسطينيين للوطن البديل وفقا للدجاني تتمثل في ” أنّ قبول الوطن البديل خيانة لله ولمبادئهم وتخل عن تاريخهم النضالي الطويل ، والأهم من ذلك أن ّ حق العودة إلى الوطن هو حق فردي لاتملك أي قيادة في الدنيا التنازل عنه وقد كفلته القوانين والشرائع الدولية. ويهزأ الدجاني من الاتهامات التي وجهها إليه البعض مؤخرا والمتمثلة بالتآمرعبر السفارات ” أنا لاأقبل ان يزواد علي أحد ، وخدماتي في الأردن تشهد علي وأخلاقي ، وأدعوا{ …..} أن ّ يهتموا بأنفسهم ” و” لايجوز التعامل مع القضية الفلسطينية بهذا الأسلوب من الإنحطاط السياسي والفكري. ” وعن شيوع تسمية التيار الليكودي في شرق الأردن، فالدجاني يتبرأ من هذه التسمية ، فهو على حد قوله لاعلاقة له بها ، والسبب في إطلاق التسمية هي مشاعر العنصرية التي تخرج أحيانا وتعبر عن نفسها ضد الأردنيين الفلسطينيين.
وفيما يخص الإصلاح يستبعد الدجاني تحقيق الكثير بشأنه ، فالمسألة تتعدىا لقوانين والتعديلات التي تعتبر النمط الفكري لدى فئات المجتمع ، ويتساءل: ” كيف نتحدث عن وطن لجميع مواطنيه ولدنيا هذه العقليات المتخلفة ” ، فالعنصريين زادت نبرتهم بإثارة الفتنة بين الأردنيين ، رغم أن ّ عددهم ضئيلا ” ، ويقول : ” لاأدري لمصلحة من يعمل هؤلاء في محاولتهم المتكررة ضرب الوحدة الوطنية ، فإستقرار الأردن ووحدته أهم من جميع النعرات الإقليمية والعنصرية.
تطبيقات فك الارتباط يعود أصلها بالنسبة للدجاني لتثبيت هوية المقيم في فلسطين دون تجاهل حق العودة وتقرير المصير ، معتبرا أن ّ الاردن أتخذ قرار فك الارتباط بإعتباره ” موقفا سياسيا محضا ” تعبيرا عن استقلال القرار الفلسطيني وبناء على قرار عربي بإعتباره منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقد إتخذ الملك حسين القرار حتى يتسنى للمنظمة تمثيل الشعب الفلسطيني بدون شريك.
وسألت ” عين نيوز ” ،هل صحيح مايرويه عدنان أبو عوده من أنّ الملك حسين إتخذ قرار فك الإرتباط بلحظة غضب وإنفعال ، قائلا : ” لم أكن حاضرا أو جالسا على هذا الموضوع. ” وعموما ، لايفكر الدجاني في العودة إلى الواجهة السياسية ، { لدي مايكفيني من المشاغل} ، ورغم ذلك ، فإن الدجاني مستاء من الأوضاع المتردية داخل الأردن ، متمنيا تطبيق القانون على الجميع ، فالمخطيء يجب ان يحاسب ” ، وحاليا يوجد تشكيك وشبهات وحديث عن الفساد ، وعموما لكل زمن دولة ورجال كما قال.
الدجاني يدحض الاتهامات التي وجهها له كتاب الفزعة
أخبار البلد -