أخبار البلد – مصطفى صوالحه
صفقة القرن التي لم يُعلن عنها بشكلٍ رسمي بعد، تسربت تفاصيلها عبر
مختلف القنوات الإعلامية والمنصات الرقمية، العربية على وجه الخصوص نظرًا
لإرتباطها أكثر من غيرها بالصفقة.
البيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة ستعقد "ورشةً"
اقتصاديةً دوليةً في البحرين أواخر يونيو، سعيًا منها- كما تَدَّعِ هي ويتصور البعض من أتباعها- لتشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية كجزء
أول من خطة سلام الشرق الأوسط التي طال انتظارها، إن طريقة التعبير عن صفقة القرن
بتلك الطريقة من قبل البيت الأبيض يحمل العديد من الرسائل المُبطنة.
مسؤولٌ كبير في إدارة ترامب اكد أن المؤتمر سيجمع قادة الحكومات
ورجال الأعمال من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وذلك في محاولةٍ كاذبة لإطلاق الجزء
الاقتصادي من خطة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يزعم أنها ستتضمن مقترحات لحل
القضايا السياسية في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
ومع ذلك، رفض مسؤول أمريكي ثانٍ رفيع المستوى ذكر ما إذا كان سيشارك
مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون أم لا.
النائب صالح العرموطي قال إن انعقاد المؤتمر في شهر حزيران القادم في
البحرين يأتي في سياق الاستعلاء الأمريكي الباطل وأن هذا المؤتمر لا يقل خطورةً عن
اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة، كما أنها يتصادم مع إرادة أمة الإسلام وآمالها
في التحرير والسيادة والحرية والتمكين.
وأضاف
أنه يُعتبر خروجًا
عن الشرعية الدولية فيما يتعلق بصفقة
القرن التي تمثل تفرد أميركا بقيادة العالم رغم عدم امتلاكها أي غطاء شرعي أو تشريعي، بل وتتعارض قيادتها وما
تسعى عبثًا لفرضه على أمة الإسلام وعلى العرب بمشروع صفقة القرن مع القانون الدولي
والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحق العودة والتعويض.
وأردف العرموطي أن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني بمشاركة أميركا فيه خروجٌ عن قرار محكمة لاهاي الدولية
لعام ٢٠٠٤ والمتعلق بالجدار العنصري، والقرار رقم ٨٠/٤٧٨ الصادر عن مجلس الأمن والذي
جاء فيه أن القدس عربية، بالإضافة إلى القرار
رقم ٢٤٢ والصادر عن مجلس الأمن والقاضي بإزالة العدوان وآثاره .
وأكد أن أي قرار يصدر عن ترمب
يعتبر باطلًا ويخرج عن القيم الإنسانية العليا والشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، كما أنه
يُخل بالسلم والأمن العالميين بما يترتب بسببه المُساءلة الجنائية أمام المحكمة
الجنائية الدولية.
ونوّه العرموطي إلى الموقف الشعبي الذي أجمع على رفض التبعية، بما في
ذلك رفض حضور قمة التبعية في البحرين والمشاركة فيها، فهذا المؤتمر سَيعزز
الاحتلال والظلم والعدوان وسيضيف الشرعية للعدو الصهيوني على تُراب فلسطين والتراب
الإسلامي العربي في الأرض، مِمَّا يؤدي إلى استكمال السير بوهم صفقة القرن وقانون
يهودية الدولة والتوطين والتهجير.
وصرحّ أنفي هذا
المؤتمر مؤامرةٌ كبيرة على القضية الفلسطينية، فالسيادة في فلسطين لأمة الإسلام والعرب والشعب الفلسطيني لا لليهود وللكيان الصهيوني
.
وذكر العرموطي أن انعقاد
المؤتمر يستهدف الأردن كما يستهدف الأمة والعرب ويُلحق الضرر بها، وذلك بتعزيزه للمشروع اليهودي الصهيوني في المنطقة العربية
والإسلامية، رافضًا التبعية والمشاركة في المؤتمر، "وندين انعقاده ونطالب
الحكومة الأردنية بعدم المشاركة في هذا المؤتمر، خاصةً ونحن اليوم نعيش فرحتنا
الوطنية بذكرى استقلال بلدنا الحبيب".
وأعرب عن استياءه لِما لِما في انعقاد المؤتمر من تقديم تنازلاتٍ ستتسبب
دخول الكيان الصهيوني بعلاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية من شأنها إلحاق الضرر
بالأمة العربية والإسلامية، "وقد يقترح البعض في هذا المؤتمر الطلب بانتساب
الكيان اليهودي الصهيوني إلى جامعة الدول العربية"
وأشار
العرموطي إلى أن
زيارات اليهود لبعض العواصم العربية عزف النشيد الصهيوني ورفع علم الاحتلال فيها يعتبر
خرقًا لعقيدة الأمة وخرقًا لثوابتها ولميثاق جامعة الدول العربية، مستطردًا أن
المشهد الحالي يحتاج إلى القوة، والحكمة، والرشّاد، والرجولة في اتخاذ القرارات المنحازة للعقيدة وللأمة
وسيادتها ووجودها وكيانها وأمنها واستقرارها .