على مدونته الشخصية ، نشر المحلل والناشط عامر سبايله ترجمته لما ورد في اخر ما عممه ويكيليكس من وثائق السفارة الامريكية في عمان. الوثيقة المرفقة والتي نشرها سبايلة في حلقتين تتعلق بشخص د باسم عوض الله المثيرة للفضول والجدل في مختلف مواقعه الوظيفية بالواجهة السياسية . الصورة ، كما رسمها السفير الامريكي جاءت في اطار المشهد السياسي الاردني 2007-2008 .. تاليا نص الوثيقة كما ترجمها سبايلة وقدم لها بشروحات وانطباعات شخصية )
مدونة عامر سبايلة -المتصفح لوثائق الويكليكس يدرك تماما ان باسم عوض الله هو الشخص الاكثر اثارة للفضول, حيث يبدو من الواضح ان شخصيته كانت تعد مرجعية للامريكان و من السهل الوقوف على طبيعة علاقته المتقدمة جداً معهم. و لو ان المتابعة الدقيقة تشير الى ارتباط عوض الله فقط بادارة المحافظين الجدد والتي كانت ترى فيه صورة "الضحية" حيث ان مشروعه السياسي جوبه بنيران الشرق أردنيين و المحافظين – على حد تعبير البرقيات.
من جهة أخرى يلاحظ اختفاء ذكر عوض الله في حقبة أوباما, و سنتطرق الى الحادثة التي أوصلت الأمريكان الى القناعة بان مستقبل باسم عوض الله السياسي و طموحه في التربع على كرسي رئاسة الوزراء قد انتهى.
تشير هذه الوثائق أيضاً انه و ان كان طريق باسم قد سُد الى الرئاسة فانه استطاع ان يزرع رجال من المخلصين له في كثير من المناصب و سيأتي على ذكر بعضهم ضمن سياق البرقيات و لنبدأ في عرض هذه البرقية التي توضح كيف كانت السفارة ترى ما يتعرض له باسم عوض الله:
رئيس الديوان الملكي باسم عوض الله ،و الذي ظل لفترة طويلة محط هجوم من قبل وجوه معادية للفلسطينيين و أثار غضب و استياء المناهضين للإصلاح يواجه جولة اخرى من النميمة والافتراءات تهدف إلى فرض الاطاحة به. هذه المرة يتعرض عوض الله الى ، مزاعم ارتباطه في عمليات الاتجار بالبشر. على الرغم من
أن الروابط بين عوض الله و الشركة المذكورة في القضية ضعيفة الا انه يتعرض لحملة مستمرة من الشرق أردنيين هدفها اغتيال شخصيته. فالهجمات على عوض الله تستهدف صورته بدلا من سياساته ، ولكن في النهاية تراكم مثل هذه الانباء سيؤدي الى ابعاده عن موقعه .
و تقول البرقيات ان النائب ناريمان الروسان وجهت اتهامات بهذا الخصوص لعوض الله و اتبعها اتهامات علنية من قبل الكاتب ناهض حتر و الذي شكك بأصول ثروة عوض الله حيث أنه كان يتقاضىى مبلغ 600 دينار أردني شهرياً مقابل عمله في رئاسة الوزراء, فمن أين له كل هذه الثروة؟ على خلفية هذه الاتهامات و تقول البرقية:
في 8 سبتمبر 2008 وخلال لقاءه مع السفير الأمريكي، اوضح عوض الله انه لا يملك أية استثمارات مالية في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. وقال انه وشقيقه بدأى العمل الاستثماري بافتتاح محل للسندويشات و ذلك في العام 1997, و لكن الفشل كان من نصيب هذا المشروع, و من بعدها افتتح أخوه وكالة للسياحة و السفر. و في 8 سبتمبر ، أكدت وكالة فرانس برس ان عوض الله قد باع أسهمه في الشركة في عام 1998، وفقا للسجلات التجارية المعلنة.
مع كل هذا تبرق السفارة تحليلاً لحالة الهجوم على عوض الله بالقول:
وهذه الادعاءات ليست سوى محاولات من جانب المحافظين لاحاطة صورة باسم عوض الله بالفضائح
التي تهدف الى خلق حالة من اللغط و التشويش من حوله. فالضجة التي أثيرت حول بيع أراضي الدولة لم تكن إلا جزءاً من هذا السياق فسياسات باسم الاقتصادية الاصلاحية و الليبرالية هي السبب. و عند انهاء الملك لهذا اللغط بدأ المحافظون بالبحث عن قصص أخرى منها قصص الاتجار بالبشر. المعنى الحقيقي انه لا يمكن لهؤلاء(الشرق أردنيون) الوثوق بشخص من أصول فلسطينية لتسيد الأمن القومي الأردني و هذا انعكس على سياسة و تحركات الشرق أردنيين. اذا فبالاضافة لأصوله الفلسطينية وجد هؤلاء حساب باسم المصرفي و سمة التكبر مدخلاً للهجوم عليه. عداك عن سياسات الاصلاح الاقتصادي غير الشعبية التي انتهجها حتى لو أن الملك شخصياً و الحكومة قدما الدعم التام له, الا ان اللغط و الادعاءات الشرق أردنية كانت بمثابة السهم الذي يوجه لعوض الله. و لكن يبقى السؤال الأهم هو: أي هجوم قادم سيستطيع تغيير صورة عوض الله في أعين الملك و يحوله من نعمة الى نقمة.
ما هي الحادثة التي انهت باسم عوض الله لدى الأمريكان:
باسم عوض الله ، رئيس الديوان الملكي السابق وبطل الإصلاح ، على وشك الطلاق بعد مزاعم تتحدث عن ضربه لزوجته و التي لم يمض على زواجه منها سوى أربعة أشهر. الكثيرون من الذين كانوا يرون في عوض الله رئيس الوزراء القادم, بدأوا يشككون بهذا لا بل بدأوا بالنظر إليه باعتباره مسؤول سياسي أوشكت حياته السياسية على النهاية. الفضيحة قد يكون لها تأثير ضار على شخصية عوض الله الاصلاحية و التقدمية و على حلفاءه السياسيين أيضاً. فقدان عوض الله كلاعب سياسي يترك الإصلاح السياسي من دون معايير فعالة.