أخبار البلد - مصطفى صوالحه
قال الباحث الأكاديمي ورئيس حماية المستهلك، الدكتور محمد عبيدات، إن الأبحاث تؤكد الأضرار الهائلة والناجمة عن تدخين السيجارة الالكترونية والتي تفوق في تأثيرها السيجارة العادية، مضيفًا أن الشركات والأشخاص الذين ساهموا في إدخالها إلى الأردن لا يكترثون بالأثار المترتبة على انتشارها بين صفوف المواطنين، وأن مصالحهم الشخصية هي المسوغ في التجارة بها لا المصلحة الوطنية، ففي الوقت الذي تتغاضى فيه الحكومة عن السجائر الالكترونية، هناك من بدأ إدمانها ولا يستطيع التخلص منها، وربما قد تكلفه حياته.
وأردف أن انتشارها في المجتمع سيكون له نتائج وخيمة تنعكس سلبًا على قدرة المواطنين في الإنتاج، إذ إن المواطن الأردني يعيش حالة نفسية عصيبة يجب معها أن تتولى وزارة الصحة مراعاة الوضع الاجتماعي والمالي له، وأنه يجب وضع خطة توعوية بشأن السيجارة الالكترونية وما قد تسببه من صرع مزمن، وأن تتظافر الجهود كافة لإيجاد الحلول التي من شأنها أن تجنب المجتمع الوقوع في فخ السيجارة الالكترونية التي بدأت تجد ملجئًا لها في المدارس والجامعات.
وأكد عبيدات أن المتسببين في إدخال السجائر الالكترونية إلى الأردن سيهربون -فور حصولهم على ملايين الدنانير من عملية بيعها والتجارة بها- إلى خارج الأردن.
وأشار إلى أن الحكومة مُقيدة وتعمل فقط على تلبية رغبات المحتكرين، وأن الحالة الرثة التي سيعيشها المواطن الأردني فيما بعد ستكون بسبب عجزها عن ضبط وردع الشركات المسؤولة عن ذلك.
وقال عبيدات إنه من السهل إقناع طلبة المدارس بتدخينها، وأنها من النوع الذي يُظهر للآخرين علو منزلة مدخنها في المجتمع، متسائلًا عن دور وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إيجاد حلول جذرية لإيقاف مهزلة السجائر الالكترونية التي بدأت تتوغل بشكلٍ يصعب السيطرة عليه بين الطلبة.
وكان قد أعلن أمین عام وزارة الصحة حكمت أبو الفول، أن وزارة الصحة على وجه الخصوص والحكومة عمومًا، ستسمح بإدخال السجائر الالكترونیة بطریقة رسمیة، وضمن مواصفات محددة. مشيرًا إلى أن دخول السجائر الالكترونیة بطریقة رسمیة؛ أفضل من دخولھا بشكل عبثي، وبدون رسوم أو رقابة.
فيما انتقدت جمعیات ومؤسسات تُعنى بمكافحة التبغ عجز الحكومة وضعف جهودها في الحد من ظاهرة التدخين في الأماكن العامة بوضع الضوابط القانونية.
وباتت السجائر الإلكترونية التي يتم الترويج لها على أنها بديل أقل ضررًا من السجائر العادية، الدائرة التي تدور حولها علامات الإستفهام والتساؤل، ففي حين أن الآراء انقسمت بشأنها، وأنها أقل سميّةً من رفيقتها العادية، بل إنها -في الجانب الآخر- تزيد من الإدمان على التدخين، نجد أنه مرحبٌ بها -إلى حدٍ ما- بين جموع المدخنين.
ورغم أن الأردن منع بيعها وتصنيعها والسماح بإدخالها إلا أننا نشهد تحولًا في مشهد الحكومة الحالي، وأنه سيكون هناك دخول رسمي لها وبمواصفاتٍ محددة.