أخبار البلد – خاص
عندما يحاول الصحافي أن يكشف المستور، فإن
ذلك سيدفع به إلى الزنزانة أو القبر، وفي دولة المؤسسات والقانون هناك من يحاول جز
ألسنة الصحافيين عند حديثهم عن القضايا التي يحاول بعض المتنفذين إخفائها، إذ إنهم
لا يحبون لكلمة الحق أن تُشهر، ولا للقانون أن يأخذ مجراه، ليبقى الصحافي رهين متاهة البحث عن قضايا ما خلف الستار ورهين الطريقة
الملائمة والأقل ضررًا للحديث عنها دون أن يُعتقل أو أن يكون مستهدفًا.
الكاتب الصحافي فارس الحباشنة صرّح لأخبار
البلد أن دمغة الذهب كانت السبب الرئيس وراء توقيف الصحافي جهاد أبو بيدر، وليس كما جاء على منصات التواصل
الاجتماعي من أن القضايا المالية هي الدوافع التي قبض الأجهزة الأمنية عليه بسببها.
وقال إن الصحافي أبو بيدر كان ضيفًا على برنامج عين الحدث على قناة الأردن اليوم، مساء أمس، إذ ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه قبل بدأ الحلقة بدقائق معدودة، مضيفًا أنه لا نستطيع أن نقرأ أو نتابع حادثة التوقيف بمعزلٍ عن موضوع الحلقة الذي كان من المقرر أن يُشهر الزميل أبو بيدر بوثائق وأدلة جديدة حول تورط رجال أعمال ومتنفذين في فضيحة دمغة الذهب المزورة التي تشير إلى وجود أشخاص متنفذين هم الأبطال في هذه القضية.
وفيما يتعلق بمشهد توقيف الصحافي أبو بيدر من قبل الأجهزة الأمنية، نوّه الحباشنة إلى أنه اتصل به حتى يسأله عن موقعه، ليؤكد له أبو بيدر تواجده في القناة خلال دقيقة، وما إن أنهى المكالمة حتى أخبره رجال أمن القناة أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على الصحافي أبو بيدر، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية-قبل إلقاء القبض عليه- كانت متواجدة قبل موعد الحلقة بساعةٍ واحدة.
وقال إن مشهد الإعلام الحالي الذي يقوم بدوره
الوطني والمسؤول والمهني بطرح الأسئلة والنقد وتقديم الحقائق والأدلة حول قضايا
الفساد وضعف الأداء الحكومي وأزمة إدارة الحكومة والدولة يعاني من سيطرة بعض
الأشخاص على قنوات انتقال الأخبار والتحكم في انتاجها، ليتحول الصحفيين بسببها إلى
خبر بعد أن كانوا ينتجون الأخبار ويسردونها، منوهًّا إلى أن هناك عقلًا-داخل الدولة-
يريد أن يصنع إعلامًا تقليديًا، وهزيلًا، وتكراريًا، واستنساخيًا، وغير مُنتجٍ بشكلٍ
مهني ووطني.
وأشار الحباشنة إلى أن الأردن وما يواجهه من أزمات داخلية وخارجية، فإن أحوج ما يحتاج إليه، هو الحرية والديمقراطية، وتعدد الأراء واحترام الحريات، فالإعلام فهو السلاح الذي تتحصن به الدولة في الدفاع عن مصالحها وسياساتها الخارجية، بالإضافة إلى حماية مؤسسات الدولة قاطبة، إذ إن الصحفيين والمواطنين يعلمون حجم التحدي والضغوطات التي يتعرض لها الأردن فيما يتعلق بملف القدس والأزمات الإقليمية، والقضية الإقتصادية التي تعاني منها الدولة، نافيًا أن يقف الصحافي إلى جانب أي جهاز أو مؤسسة على حساب المصلحة العامة رغم مساعي البعض في تحويل الإعلام بما يتوافق وسياسة الحكومة المقيدة للحريات.
وأكد أن الصحافيين تعهدوا في اعتصامهم أمام
نقابة الصحفيين، يوم أمس، أن تكون هذه القضية هي قضية الجميع، وكما يتضح من المشهد
السابق، فإن قضية دمغة الذهب تبدو الآن كالصندوق الأسود، مشيرًا إلى أن مهمة
الصحافيين تتمثل في حماية المال العام وعدم السماح لأصحاب المصالح بالتوغل في أجهزة الدولة وقراراتها.
وعن موقف نقابة الصحفيين، أعرب الحباشنة عن
استياءه بسبب أبوابها المغلقة ووقوفها خلف قضايا الصحفيين، إذ إنها لم تدافع عن حرياتهم وحقوقهم، إذ إنها قدمت موقفًا
متراجعًا.