اخبار البلد - حسن صفيره / سلسبيل الصلاحات / عماد الواوي
17 مركز اصلاح وتاهيل تتبنى الاصلاح بدلا من العقاب والايلام ..
مراكز الاصلاح والتاهل تؤكد على استعداداتها لاقرار قانون العفو العام
كافة النزلاء سواسية بالتعامل ..وللحالات الصحية وكبار السن فقط رعاية خاصة
تعاون كبير بين المراكز ومؤسسة التدريب المهني يأتي من باب العملية الاصلاحية
28 طالب يتقدم لامتحانات الثانوية العامة للفصل الدراسي الحالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ..
تشكيل مجالس للنزلاء لتقليل الفجوة بين النزيل والادارة وايصال المطالب والشكاوى بشكل اسهل
يراعي في تنفيذ عقوبة الحجز الانفرادي الحالة الصحية للنزيل
تبنت مراكز الإصلاح والتأهيل والبالغ عددها 17مركز فلسفة الإصلاح والتأهيل منهجاً وهدفاً لها بدلاً من نظرية العقاب والإيلام في السجون القديمة وذلك انسجاماً مع التوجه العالمي نحو حماية الحقوق حيث تم انشاءهابشكل حديث من حيث البناء والأجهزة والمعدات التي تقوم بتقديم جميع الخدمات والبرامج الإجتماعية والصحية والثقافية والرياضية والتدريبية اللازمة لإعادة تأهيل النزيل وتقويم سلوكه..
وهذا ما اكده مدير مراكز الاصلاح والتأهيل العميد ايمن العوايشة في لقاء خاص اجرته "اخبار البلد" وتحدث على عدة امور تهم الراي العام
فمع اقتراب موعد اقرار قانون العفو العام الذي بات في مراحلة الاخيرة بدأ العميد ايمن العوايشة حديثه على الاستعداد التام في كافة مراكز الاصلاح والتأهيل في كافة المحافظات لصدور وتنفيذ قانون العفو العام..وهناك جاهزية لمواجهة اي ظرف طارئ قد يحدث حال تنفيذ القانون من اعتراضات وغير ذلك..
وانتقل العوايشة في حديثه عن النزيل وما له وما عليه بشكلٍعام حيث قال : ان للنزيل حقوق عدة وواجبات يجب على كافة الاطراف الالتزام بها لذا يتم تعريفه عليها حال دخوله الى مراكز الاصلاح والتأهيل من حيث الزيارات والرعاية الصحية والتثقيفية والتعليمية وغيرها .. ومن ثم يتم تصنيفهم الى فئات حسب العمر ونوع الجريمة ودرجة خطورتها ومدة العقوبة.. وهذه التصنيفات ليس لها شأن بالتمييز بين النزيل الإجرامي او اي نزيل آخر فكلهم سواسية لدى الادارة وجميعهم يُعاملون بنفس الطريقة والاهتمام ، لهم حقوق وعليهم واجبات فيما انمراكز الاصلاح تعطي رعاية خاصة للنزلاء الذين يعانون امراض صحية معينة ،او لذوي الاحتياجات الخاصة او لكبار السن حيث هذه الامور الوحيدة التي تميز بين النزلاء..
واسترسل العوايشة في حديثه فيما يخص البرامج والدورات والتي تشرف عليها مؤسسة التدریب المھني وتعقد للنزلاء في مراكز الاصلاح والتأھیل من خلال مدربين مختصين ويتم منح الشھادات المھنیة للنزلاء من قبل المؤسسة دون أن یحدد بالشھادة مكان انعقاد الدورة أو ما یشیر إلى أنه نزیل في مركز الإصلاح وذلك لإعادة دمجه بالمجتمع وهناك عدد كبير من النزلاء المشاركين بها
حيث يتم الاعلانعن الدورات المنوي عقدها مثل (كمبیوتر والطهي والحلاقة والنجارة والحدادة والميكانيكي والتكييف والتبريد وغيرها وتطریز آلي وتلاوة القران وبرامج محو الامية ) ليقوم النزيل بدوره باختيار ما يناسب ميوله التعليمي والمهني حيث تمنح تلك الدورات للنزيل مهنة يعتاش منها وهو داخل مراكز التأهيل فهناك العديد منهم بدأوا يصدرون ايراد اعمالهم لأسرهم خارج السجون بدلاً من طلب الأموال.. وهذا من شأنه بان يكون له دور كبير وخطوة مهمة في العملية الاصلاحية من خلال ملئ اوقات الفراغ لدى النزيل..
واكمل العوايشه حديثة فيما يخص العملية التعليمية كجزء من العملية الاصلاحية حيث يتقدم في كل عام دراسي عدد من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل إلى امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في كافة التخصصات مستفيدين من مزايا التعاون بين مديرية الأمن العام ووزارة التربية والتعليم وبنود مذكرة التفاهم بين الطرفين حيث تقوم الوزارة بتجهيز قاعات الامتحانات داخل مراكز إصلاح والتأهيل ويخضع هذا الفصل 28 طالب لامتحان الثانوية ويوجد ثلاثة مدارس نظامية وستة محطات معرفة لتعليم الحاسوب..
ولا شك أن توفير مثل هذه الأجواء يسهم في توفير بيئة تتوافق مع أهداف المركز في تأهيل وإصلاح النزلاء، ومراعاة مشاعرهم وتلبية احتياجاتهم وفق سياسة الإصلاح والتأهيل التي انتهجتها مديرية الأمن العام للحفاظ على حقوق الإنسان وفق ما اكده العوايشة
فيما نوه العوايشة على ادارات مراكز الإصلاح تفتح المهاجع للنزلاء من الصباح وحتى قبل غروب الشمس او حسب الظروف الجوية حيث يبقى النزيل في ساحات المركز لإشغال نفسه في أمور عدة منها رياضية أو فنية أو دينية او ممارسة الاعمال المهنية..
وفيما يخص الزيارات الخاصة يُعطى الحق للنزيل الذي يدخل مراكز الإصلاح للمرة الأولى، بإجراء زيارة خاصة، لمرة واحدة كل شهر؛ وزيارة كل شهرين لمن سبق له دخول مراكز الإصلاح بين 2-5 مرات.. وتوفر مراكز الاصلاح والتأهيل ساحات مجهزة وحدائق للزيارات الخاصة بدون حواجزبالاضافة الى غرف خاصة تستعمل في الاجواء الشتوية ... ويتم تنظيم زيارات خاصة للنزلاء ايضا شرط توفر معاييرالانضباط والسلوك الحسن للنزيل بهدف تحفيز الانضباط
.
واكمل العوايشة حدثه عن الممارسات السلبية التي انتهجها النزلاء في فترة زمنية سابقة من احتجاجات وغيرها والتي تم تجاوزها منذ اكثر من عامينحيث اكد على ان السياسات التي باتت تتبعها مراكز الاصلاح والتاهيل كانت فعالة في تيجاوز الامربالاضافة الى العديد من الدورات التي تعقد لكافة موظفي مراكز الاصلاح والتاهيل والتي تقوم بتأهيلهم بكيفية التعامل مع النزلاء وهناك دقة كبيرة ايضاً في اختيارهم..
واشار العوايشة على عدة طرق تتبعها مراكز الاصلاح والتأهيل لتقليل الفجوة بين النزيل والادارة ولسماع شكاوى النزلاء واحتياجاتهم من خلال وسائل عديدة وممثلين للنزلاء وهذا كان جانبا مشرقا تتبعها إدارة مراكز الاصلاح والتأهيل للتهوين والتخفيف على النزلاء، كان آخرها تشكيل (مجالس نزلاء) بناء على توجيهات قيادة جهاز الأمن العام، انشئت لتقليص الفجوة والمسافة بين ادارة المراكز والنزلاء، ولبناء جسور من الثقة بين الطرفين، ولترسيخ مفهوم الديمقراطية، وتغليب لغة الحوار على سلوك النزلاء بعيدا عن لغة العنف حيث يتم انتخاب اعضاء المجالس من النزلاء انفسهم .. بالاضافة الى ان النزيل يستطيع ايصال شكواه من خلال صناديق شكاوى خاصة في كل مركز او من خلال شكوى مباشرة للافراد القائمين على عمليات التفتيش
وفيما يخص عقوبة الحجز الانفرادي والتي تنفذ في حال ارتكب النزيل مخالفة ما اكد العوايشة على ان تلك العقوبة تنفذ بعد تشكيل لجنة لاجراء تحقيق لمواجهة النزيل بالفعل المنسوب اليه وسماع اقواله ودفاعه . ويراعى بهذاالجانب الصحي حيث يتم فحص النزيل قبل دخولة للحجز الانفرادي وفي فترة الاقامة به وبعد خروجه وانتهاء مدة السجن الانفرادي ... فالبعض من النزلاء يعانون من حاله صحية لا تتناسب مع تلك العقوبةاما فيما يخص احقيتهم بالتشميس يسمح لهم لمدة ساعة باليوم واحيانا يتم زيادة الوقت او التقليل حسب الظروف الجوية..
اما فيما يخص الاهتمام بالناحية النفسية فبالرغم من ان القوانين تؤكد على ظرورة عزل كافة النزلاء المحكومين بالاعدام الا ان مراكز الاصلاح والتاهيل ارتأت على دمج تلك الفئة بالنزلاء الاخرين مراعاة للحالة النفسية لهم
فيما تقدم مراكز الصالح والتاهيل دعم للنزلاء وكنوع من العملية الاصلاحية عرض مسرحية للتوعية بمخاطر واضرارالمخدرات على الفرد والمجتمع قدمها مجموعة من النزلاء انفسهم حيث اشرفعلى تدريبهم المخرج يحيى النداف حيث ان بث رسالة من نزيل ذاق مرارة التجربة لها دور كبيرفي ايصال الرسالة بشكل اسرع.. مؤكداً على ان كافة تلك البرامج والرعاية الصحية والنفسية وغيرها تأتي من بابا العملية الاصلاحية والتي من اولى اهداف مراكز الاصلاح والتأهيل..
وانتقل العوايشة في حديثه عن الاحصائيات الرسمية لمعدل الوفيات الطبيعية حيث ان النسبة بين المواطنين هو 29 حالة وفاة لكل 10 آلاف مواطن سنويا، بينما احصائيات مراكز الاصلاح والتأهيل كانت أكثر انخفاضا لتصل الى 26 حالة وفاة لكل 10 آلاف نزيل سنويا توفوا في ظروف طبيعية باستثناء نزيل واحد قضى منتحرا بعد أن أضرم النيران بجسده
فيما ان العديد من محاولات الانتحار وتحديدا الموقوفين منهم بغية لفت الانتباه لقضاياهم، او الاحتجاج على قرارات توقيفهم، وفق ما ذكر العميد العوايشة...
واشاد العوايشة بالتعاون المشترك بين مراكز الاصلاح والتاهيل ووزارة الصحة بتوفير كافة الرعاية الصحية والمعالجة للنزيل .. واكد على ان مدير المركز من واجبه التاكد من ضمان توفير كافة المسلتزمات العلاجية حيث يقام مركز طبي تتوافر فيه التخصصات الطبية الرئيسية لتقديم.. ويتم نقل النزيل الى المستشفى بحراسة خاصة اذا احتاج الامر ومن ثم اعادته الى المركز بعد الانتهاء..
ونوه العوايشة على ان مراكز الاصلاح والتأهيل وبالرغم من انهاتوفر تلك الخدمات والرعاية من كافة الجوانب الا انها على وعي بان تكون تلك المراكز غير جاذبة في الوقت نفسه
ولم تغفل ادارة مراكز الاصلاح والتأهيل الحق لكل نزيل ونزيلة بالخلوة الشرعية، ضمن ظروف سرية لا يعلمها أحد من النزلاء الآخرين، بهدف ممارسة حقهم الطبيعي والتنفيس من مشاعرهم في لقاءات سرية للغاية، وبغرف خاصة مجهزة وهي تعتبر وسيلة لضبط سلوكيات النزيل ولتلافي الإضراباتحيث هناك 108 حالة خلوة شرعية منها بين محكوم بزوجته او محكومة بزوجها او بين زوجين محكومين..
ولفت العوايشة الانتباه الى مراكز الاصلاح والتاهيل الخاصة بالنساء والتي تعامل بنفس طريقة المراكز الخاصة بالرجال الا ان هناك خصوصية بالتعامل مع النساء بالنسبة للنزيلة الحامل حيث يتم متابعة اوضاعها وعرضها علىطبيب خاص بالعيادة الخاصة بهم في المراكز .. بالضاافة الى احقيتها بالاحتفاظ بطفلها اذا لم يتجاوز الثلاث سنوات من عمره داخل حضانةخاصة تم توفيرها في المركز
.ولفت العوايشة الانتباه على تكلفة النزيل شهريا والتي تقدربـ 730 دينار منوها علىان التعامل مع مراكز الاصلاح والنزلاء لا تأخذ بشكل مادي وان هذه التكلفة تعتبر ايجابية وليست سلبية فهي دليل على توفير كافة حقوق النزيل وتقديم الرعاية له حيث ان العقوبة هي حجز حرية فقط وليستعذيب او تقصير في تقديم الخدمات
وفيما يخص مشكلة اكتظاظ مراكز الإصلاح اكد العوايشة بان الاردن ليست الدولة الوحيدة التي تعاني من مشكلة الاكتظاظ في مراكز الإصلاح... مشيرا على انه يتم التركيز على معالجةالآثار المترتبة على مشكلة الاكتظاظ ولمحاربة تلك المشكلة من خلال توسيع مظلة البرامج والانشطة التي يتم تنظيمها داخل المراكز
واكد العوايشة على ان مراكز الاصلاح والتاهيل تخضع ايضا للعديد من الجهات الرقابية والتعاونية حيث ان المنظمات العالمية وقسم المراقبة والتفتيش بالاضافة الى حقوق الانسان واهالي النزلاء نفسهم جميعهم جهلت رقابية على كافة افراد ادارة مراكز الاصلاح
وفي الختام اكدالعوايشة على ان مديرية الامن العام تسعى جاهدا لتحسين واقع السجون في المملكة من خلال ادخال تحسينات تساهم باصلاح السجون في هذه المراكز واعادتهم افراد فاعيلن في المجتمع ضمن خطة تحقق نقلة نوعية