عابـــــر

عابـــــر
أخبار البلد -  



يعبر ظله خفيفا في الطرقات المبتلة بآخر مطر.
يعبر.. كوجع طارئ، يمسحA بأطراف ظله الأرصفة واعتاب البيوت والنوافذ التي تراكم الأصفر على حوافها، ووجوه نسوة انهمكن لتوهن في محادثة عابرة.. على الباب، وفتيات يانعات، بردائهن المدرسي، وبائع الكعك الصباحي، ورهط من العمال يتأهبون ككل يوم.. ليوم كدح آخر.
يعبر.. بخفة الهواء.. كناي شارد من طرقات الرعاة.
يمر..دون ان يثير اهتمام احد.. دون ان يحدث جلبة تليق بالمشهد الصباحي الشهي. فلا تطير العصافير صوب زرقة سماء.
لا احد يعرف من اين يجيء.
لا احد يعلم الى اين يمضي.
مرات.. خالت نسوة وفتيات انه يستهدفهن بمجيئه.
حاكت ثلة منهن، حكايا مثيرة عن الغريب الذي يمر دون موعد: وسيما.. وكئيبا، كشمعة تتنقل على ارجل.
عامل ادعى مرة انه يعرفه.. درسا في صف واحد قبل ان تفرق بينهما الدنيا.. قبل ان يجن.
الا أن ذلك الادعاء كان سهلا دحضه، فلم تبد عليه ابدا اية علائم لجنون، عدا عبوره في كل الاحوال.. في هذا الحي وذاك.. وذاك.. كأنه يدور في دائرة لا تنكسر.
يقبل شاحبا كخريف، بخطى متأنية.. خصلة شعر غجرية تتناثر على جبهته، وغالبا ما تحجب، ألق عينيه الدافئتين. ودوما.. وردة تتدلى من عروة سترته، ذابلة..! يرتدي ملابسا تتغير، غير انها داكنة الالوان في كل الفصول. اذا صادفه احد وحياه، يرمقه بنظرة حنونة.. وتنفرج شفتاه عن ابتسامة عرفان.
لم تنجح مساعي احد في اجراء محادثة معه.. وحتى عندما اعتدى عليه رهط من شقاوات الحي.. لم يفلحوا .. رغم انهم أدموه، في ان يجعلوه ينبس ببنت شفة.
بعد يوم.. عاد يعبر يسكب البسمة من شفته الجريحة ووجنتيه.
..يعبر خفيفا في الطرقات المبتلة.. تحرك مشاعره بسمة طفل، دمعة كهل، رف عصافير، يضحك بجذل، كطفل، او يبكي بألم. يكتفي باستراق النظر الى الاشياء.. «لعله ليس منها.. لعله ببساطة لا ينتمي اليها». قال متفلسف عض وجودية سارتر لتوه.
آخر.. قال يفرك كفا بكف متأبطا النضال الاممي: هه.. انه مقلد فاشل لغيفارا..!
ولما طال الحديث عنه.. كثرت الشائعات. قيل انه رجل أمن يتسقط اخبار الحي.. وقيل انه مجرم هارب من حزمة احكام، وقيل انه ثري اختار ان يتسلى ويلعب لعبة «العبور».. في المدينة الجامدة. قيل وقيل وقيل.
وظل.. قلقا في صدر البيوت، ترقبه النسوة والاطفال يعبر في الايام الماطرة تحت النوافذ كظل.. حتى الثلج لم يمنعه من العبور..سار عليه في الصباحات الصقيعية، كسائر الى هدف لا يحيد عنه. كثيرا ما تعثر وسقط واثار قهقهات ساخرة.
يعبر ظله خفيفا في الطرقات المبتلة بآخر مطر.
يعبر.. يمسح بأطراف ظله ارصفة الطرقات ووجوه من عليها.. دون ان يمل من العبور.
 
شريط الأخبار مدرب النشامى يشيد بمساندة الأميرين علي وهاشم “الهجرة الدولية”: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم أول تشخيص لإصابة يزن النعيمات النشامى يتفوقون ويهزمون العراق .. إلى نصف نهائي كأس العرب الكرك والسلط الأعلى هطولًا .. المنخفض الجوي يرفع الأداء المطري فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار 14.39 مليار دينار قيمة حركات الدفع عبر "إي فواتيركم" خلال 11 شهرا من العام الحالي ولي العهد : كلنا مع النشامى انخفاض قيمة الشيكات المرتجعة 17% حتى نهاية تشرين الثاني خلال أقل من 24 ساعة .. 9 وفيات بحادثي اختناق منفصلين بغاز التدفئة في الهاشمية - الزرقاء تجارة الأردن: ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية يؤكد قوة الاقتصاد الوطني جمهور النشامى .. مين بعرف شو احتفالية يزن نعيمات اليوم رح تكون ؟ نفوق سلحفاة كبيرة على شاطئ الغندور في العقبة -صور الأرصاد توضح تفاصيل حالة الطقس لـ3 أيام مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين ينعى الزميل الأستاذ بسام علي الياسين رغم الرسوم الأميركية .. صادرات الأردن تحافظ على زخم قوي في 2025 إخلاء منزل تعرض لانهيار جزئي في الشونة الشمالية الكشف عن بديل توني بلير لرئاسة مجلس السلام في غزة غزة: غرق عشرات المخيمات وانهيارات منازل على وقع خروقات اسرائيلية علاجات منزلية لإزالة قشرة الشعر بطريقة طبيعية وطرق تحضيرها