أخبار البلد – خاص
بقي شهرا كاملا على موعد انتخابات مجلس إدارة غرفة صناعة عمان والقطاعات الصناعية والتي ستجري بتاريخ 10/11/2018 وفقا للموعد الذي حددته الهيئة المستقلة للانتخابات والتي ستشرف ولأول مرة في تاريخ الهيئة أو حتى تاريخ الغرف الصناعية الانتخابات.
المعلومات الأولية تفيد بأن كتلتين تتنافسان على مجلس الإدارة للغرفة والقطاعات الصناعية وهما كتلة "انجاز" برئاسة المهندس فتحي الجغبيير وكتلة "وطن" بزعامة نبيل اسماعيل .
قلنا في وقت سابق أن انتخابات الغرف الصناعية لهذا العام أو لهذه الدورة تعتبر الأسخن والأقوى في كل أو من كل الدورات الانتخابية التي مضت وانقضت وانتهت حيث تشهد المعركة سخونة غير عادية سترفع من درجة حرارة الجو الخريفي الذي بات يلقي ببرودته علينا هذه الأيام .
الكتلتان "وطن وانجاز" أشهرتا كتلتهما أو قوائمهم على العلن وباحتفالات رسمية كبيرة ، فقد أعلنت واحتفلت كتلة وطن بقائمتها وأشهرتها بشكل رسمي في المدينة الرياضية وسط حضور صناعي منتقى وكبير في المدينة الرياضية فيما احتفلت قائمة انجاز بإشهار كتلتها بعد أيام في قاعة جبري ، حيث أنهت الكتلتين مراسم استعراض القوى وفرد العضلات بمعركة عددية حاول كل طرف استقطاب أكبر قدر ممكن من الناخبين والمتابعين والمراقبين في الاحتفاليات الاستعراضية التي جرت والتي يمكن قراءة العناوين الرئيسية للحفلين من خلال متابعتنا ومراقبتنا لما جرى ، فكتلة "وطن" استطاعت بذكاء ودهاء من اقامة حفل اشهار منظم وكبير وفي مكان توفقت به أكثر من كتلة "انجاز" التي لم تستطع تنظيم حفلها بشكل منظم وبشكل منسق حيث سادت الفوضى والذي يبدو أنه جاء نتيجة الأعداد الكبيرة التي حضرت وربما أن الكثير من الحضور لم يكن ضمن الفئة المستهدفة ، حيث غاب الصناعيون ورموزهم الثقيلة والكبيرة عن هذا الحفل الذي ضم جماهير محمولة أو مواطنون غير ناخبين بل كانوا مناصرين ومؤازرين أكثر أنهم ناخبين .
كتلة وطن اهتمت بالشكل والمضمون واستطاعت أن تطرح برنامجا متكاملا تلخص واقع القطاع الصناعي وتحدياته وأبرز الخطط لتنفيذه.
كتلة انجاز التي بيدو أنها اهتمت كثيرا بالشكليات على حساب المضمون لم تتمكن حقيقة من ترجمة فلسفة البرنامج الانتخابي أو حتى الغاية من اشهار الكتلة فعدد الحضور الكبير كان على حساب التمثيل الصناعي الذي كان متواضعا وأقل مما هو متوقع كما قال بعض المتابعين والمراقبين فالكتلة لم تستطع تجميع أكثر من 250 صناعي فقط في هذا الحفل.
القاعة التي كانت مجهزة للحفل بشكل لائق باعتبارها قاعة استضافت العديد من المهرجانات واللقاءات والاحتفالات الخاصة بالنقابات ، ليكتشف الحضور أن نظام الصوتيات في حفل انجاز كان رديئا وسيئا للغاية وأثر بشكل سلبي على الاستماع ، فالغالبية العظمى لم تستمع لما كان يقال خصوصا وأن الأحاديث الجانبية والحضور الجماهيري لم يلتزم بالحفل فكان الجمهور يتحدث أكثر من أنه مستمع ، هذا ما عدا عن الواقفين وكأنهم في مباراة كرة قدم في ظل تواضع عدد الكراسي المتوفرة مما تسبب بالفوضى والاستياء.
كلمة رئيس الكتلة المهندس فتحي الجغبير كانت تعريفية ارتجالية للفريق ولم يتم التطرق للانجازات المكتسبة والمحققة وحتى برنامج الكتلة لم يتم التطرق إليه على حساب اللغة والصبغة الشعبية التي زادت منها مهارات المصطلحات الخاصة بالمديح الزائد لبعض الفريق وليس كله.
ولا نعلم لماذا جرى التعريف بالمرشحين أعضاء الكتلة عن طريق "الفيديوهات المصورة" مسبقا وليس مباشرة حيث كان التركيز واضحا على التحصيل الأكاديمي والخبرات في العمل العام دون الاستماع مباشرة من هؤلاء المرشحين الذين حرموا من إلقاء كلمات مختصرة وفقا لمتطلبات حفل الاشهار ، على حساب منح وقت غير مبرر لبعض الشخصيات الوطنية والاقتصادية والعشائرية والنيابية والتي كانت غير ضرورية ولا داعي لها ، فالدكتور محمد الذنيبات غادر الحفل مبكرا بعد أن ملّ الانتظار وخوفا من مغادرة طائرته التي كانت تنتظره في رحلة رسمية ، فيما كلمة النائب نبيل غيشان كانت مجرد عموميات وكلمة محمد الحلايقة مجرد نصائح واقتراحات للصناعيين غير موجودة أصلا في برنامج الكتلة ، وحتى كلمة جمعية خليل الرحمن التي القاها الجعبري كانت في غير محلها ولا نريد أن نسترسل أكثر فأكثر حتى وصلنا إلى المرشح موسى الساكت الذي تلى عهدا وتعهدا وربما تم صياغته على عجل يؤكد التزام الكتلة بخدمة الصناعيين حال فوزهم ... وعندما نريد أن نغوص أكثر فنجد أن التركيز كان على أسئلة الاعلاميين والتي اقتصرت الإجابة عليها لبعض المرشحين دون غيرهم فقد احتكر الإجابة الثلاثي المهندس فتحي الجغبير وتميم القصراوي وديما سختيان ، فيما الآخرون لم يتحدثوا أو يجيبوا عن أي استفسار فلماذا اختصرت الاجابات على البعض دون الكل!!
ويبدو أن الصناعيين كانوا يرغبون في سماع كلام مفصل لبرنامج الكتلة بدلا من سماع جملة رددها رئيس الكتلة بأن البرنامج مطروح ولمن يرغب بقراءته بحجة ضيق الوقت وعدم اتساعه .
نعتقد جازمين كمراقبين ومتابعين للشأن الانتخابي في غرفة الصناعة التي تعتبر انتخاباتها الأكثر سخونة وحرارة أن حفل الاشهار لكلتا الكتلتين قد مر بسلام ، فالكتلتان أتمتا قوائمهما وأظهرتا قوتهما ، وكان هنالك بعض الايجابيات والسلبيات ونقاط ضعف وقوة ، مع ترجيح أن كتلة وطن وبالرغم من ورود بعض الهفوات هنا وهناك إلا أنها كانت أكثر استعدادا وتماسكا وقوة واقناعا من كتلة انجاز حيث نجحت في الانتصار في معركة التنيظم والشكل والمضمون والترتيب وخصوصا في مجال تقديم البرنامج الانتخابي للكتلة وحتى المرشحين الذي تم بهدوء وسلاسة وبمنطق، وربما يوحي أن التخطيط والرؤيا كانت واضحة تماما ومنسقة بشكل أفضل مما شاهدناه في حفل اشهار كتلة انجاز التي تعاملت مع هذا الحفل وكأنه عرس وليس مهرجان اشهار للكتلة.