في الهزيمة وإسرائيل

في الهزيمة وإسرائيل
أخبار البلد -   اخبار البلد 
 
تنهزم الأمم حين تنهزم قيمها الروحية والسياسية والاجتماعية فتصبح حينئذ فريسة سهلة لجيوش وقيم المنتصر، والتاريخ خير دليل على هذه الحقيقة وخير مثال لها حين تمكن المعسكر الغربي بقيادة اميركا من احلال قيمه بدلاً من تلك التي كانت قائمة في اليابان والمانيا وايطاليا في اعقاب الحرب العالمية الثانية، ومرة اخرى حين انهارت قوى اليسار في الاتحاد السوفياتي ودول اوروبا الشرقية في العِقد التاسع من القرن العشرين. في الحالة الاولى لم تستسلم جيوش هذه الدول وقياداتها السياسية وحسب بل ونخبها وجماهيرها السياسية والاجتماعية التي اعترفت بالافلاس التام لقيمها العسكرية الفاشية والنازية التي كانت تمجد حالة العدم وبربرية العدوان وقيم الموت والدمار، استسلمت حتى ذات الفرد في هذه البلدان لانعدام الانسانية ولاستمرار العنف والقهر المرتكز الى بربرية العنصرية والاستعلاء والاستكبار على الآخر وسلبه لانسانيته بحجة سمو عنصر على اخر. عقائد ايقظت الوحش الكامن في النفس البشرية التي حاولت الاديان والعقائد الانسانية تمدينه وتحضيره على مدى الزمن، وحشية كامنة في الذات اشار لها المعلم الاول ارسطو طاليس حين اكد ان الانسان"حيوان اجتماعي".
لهزيمة العسكرية والقيمية المدمرة قضت على الهستيريا الجماعية التي ألمت بهذه الشعوب التي كانت عريقة في تاريخها الحضاري وتقدماتها الانسانية. لم تمض سوى فترة خمسة عقود بالتمام حتى تمت هزيمة القيم الشيوعية التي كانت تركز جل اهتمامها على المادية وحاربت بقوة وبشراسة النواحي الروحية باصرارها ان "الدين افيون الجماهير"، لابد من التصدي له ومحاربته. اسوق كل هذا لالفت انتباه قادة الغرب والصهيونية العالمية التي تلعب دورا اساسيا في توجيه سياساتهم ان هذا ليس حالنا واذ نعترف بحقيقة اننا خسرنا عددا من المعارك الا اننا ما زلنا على ارضنا من جهة وان قيمنا والحمد الله لم تتبدل ولم تنهزم لا بل تزداد مناعة وأنفة. صحيح اننا خسرنا عددا من المعارك على مدى تاريخنا الحديث ولكن الصراع المفروض علينا مستمر، واذ نمد يد المصالحة نمدها من منطق الثقة بالنفس وان الصلح بالفعل سيد الاحكام وبالذات اننا لا ننكر لا انسانية الانسان الغربي ولا اليهودي ونفتخر ان حضارتنا العربية الاسلامية التعددية الرائعة احتوت اليهود والدروز ومختلف المِلل والنِحل في اجواء سلام، اجتماعي عز نظيره حتى في حضارة الغرب. اساءت تيريزا مي، التي تفتخر بوعد بلفور ام غير ذلك، ولو اعترف ظلما وعدوانا واعتداءً على مفاهيم العدل والقانون الدولي والانساني الرئيس ترمب بالقدس كما اعترف، فستبقى القدس ارضا عربية داستها اقدام السيد المسيح عليه السلام وباركتها اطلالة واسراء الرسول صلوات االله وسلامه ورضوانه عليه. لم اقابل فرداً عربياً واحداً لا اردنيا ولا غيره ولا فلسطينيا حتى اولئك الذين يعانون مرارة واضطهاد وقهرالاحتلال الصهيوني يعترف بالهزيمة واذا كان هناك من هزيمة فهي هزائم الانظمة العربية اما هو فلم ينهزم ولم تنهزم قيمه بل تزداد مناعة فيرفض الانسان العربي اللجوء الى ما لجأت اليه البربرية الفاشية او النازية او الصهيونية. نحن ابناء اسماعيل ابن ابراهيم خليل االله، نرفض اللجوء الى ما لجأت اليه شعوب اخرى وهو امر لا بد لنا من التفاكر فيه اذ يشكل مشكلة مع الصهيونية المستشرية لا في اسرائيل وحسب بل ولدى قطاعات واسعة من القيادات والشعوب الغربية حتى انها اصبحت تنافح وتدافع عن جميع ما تفعله اسرائيل ويعتبرونها تسمو على اي قانون في الھزیمة وإسرائیل 

وضعي او اخلاقي او انساني مستندين بذلك الى اساطير توراتية يعود منشأها الى تيه صحراء سيناء. ما زلنا غير قادرين على توجيه ضربة موجعة قد تقود الى صحوة الاسرائيليين من نشوة الهستيريا الجماعية، كما حدث لشعوب دول المحور في النصف الاول من القرن الماضي، مثل هذه الصحوة ضرورة ملحة ليس لهم وحسب بل ولنا ولمستقبل العالم اذ تمكنت الصهيونية من التغلغل جوف حضارة الغرب وافقدتها جل قيمها الانسانية الراهنة، ففي صحوة اسرائيل صحوة واعادة لقيم الانسانية الى جميع دول الغرب دون استثناء. اؤكد ان الانسان الغربي لا يعترف بالهزيمة بل يشير الى فارق اساسي ما بين القدرية والانهزامية، القدرية هي قبول الانسان بما هو مكتوب ومقسوم له في لحظة ما من لحظات حياته قد تتبدل بجهد من العبد او بارادة خالقه فللعبد دور مهم يلعبه اما الانهزامية فهي الاستسلام لاملاءات وشروط تتضمن معاني الضعف والذل وفقدان معاني كثيرة من معاني الانسانية وهذا امر ترفضه كل نفس عربية لاعلى الاسوار التي اقامتها اسرائيل/الغرب على غزة وفلسطين بل وفي كل شبر من الارض العربية. علينا ان نستمر فيما نحن فيه من التمسك بقيمنا الانسانية التعددية الرائعة، التي لا بد وان تقود الى عودة قيم الانسانية الى الحضارة الغربية واذ صحيح اننا والغرب نمر بفترة مظلمة لكن صحيح كذلك ان هناك في الغرب واميركا وحتى بين اليهود من يقاومون الانجرار نحو اللجوء الى المزيد من العنصرية والغطرسة والنازية الجديدة التي ترفض وتقصي الاخر والتي وجدوا لها غطاءً بتسميتها بالنزعة الشعبوية. تتباكى الدول الغربية وتتذمر وتجتمع لتقرر ما الذي يتوجب عليها ان تفعله لتقاوم موجات الهجرة الى بلدانها وتنسى تاريخ الاستعمار المظلم على مدى القرون الخمسة الاخيرة التي نهبت بها ثروات العالم الثالث واستعبدت شعوبه وتتناسى الاستعمار الاستيطاني الصهيوني وتبرر قسوته وبربريته المستمرة، كما وتتناسى من الذي دمر العراق ويعمل منذ عقد من الزمن على تدمير سوريا ومن المسؤول الحقيقي عن لجوء اهل هذه البلدان الى دولهم. لم تنهزم الامة العربية وان تخاذلت بعض قياداتها اما الامة فتقول انها باقية وان هذه الحملة الصليبية الحديثة ستزول كما زالت الحملات السابقة وانها من منطق الثقة في الھزیمة وإسرائیل -
 بالنفس ما زالت تمد يد المصالحة الى اليهود وحسب بل وللعالم ككل ولعل هذا الموقف النبيل يعيد بعض الانسانية ويقضي على هستيريا العنصرية الجماعية المستشرية في عالم اسرائيل/الغرب
شريط الأخبار "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل نبيل قاووق القيادي البارز بحزب الله الاحتلال يؤكد اغتيال القيادي بحزب الله نبيل قاووق الغذاء والدواء توافق على تسجيل 63 صنفًا دوائيًا لتعزيز الأمن الدوائي مهم من الضمان حول توزيع مبالغ مالية التعليم العالي تعلن عن بدء تقديم طلبات القبول الموحد لأبناء الأردنيات المتزوجات من غير الأردنيين قصة نجاح الطالب عنان عدنان رجب دادر من ذوي الاحتياجات الخاصة مصادر إسرائيلية: كنا نعلم مكان نصر الله منذ 3 أشهر ضيف "غير مخيف" يصل سماء الأردن الليلة "نصرالله لم يكن في مكان الاجتماع".. كيف اغتال العدو الأمين العام للحزب؟ بالصورة - نعش القائد الكبير: السيد نصرالله شهيدا على طريق القدس الظهور الأخير لأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله قبل اغتياله (فيديو) وفيات الاردن اليوم الأحد 29-9-2024 أجواء خريفية معتدلة فوق المرتفعات الأحد وانخفاض الثلاثاء فيديو || المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفًا حيويًا في "إيلات" هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة أمريكية في سوريا