حديث في الوضع الاقتصادي

حديث في الوضع الاقتصادي
أخبار البلد -  


يث إننا في الأردن نتطلّع لتحسين وضعنا الاقتصادي في ظل تراجع المنح والدعم الدولي، وحيث إننا نعيش مرحلة حكومة جديدة وستتقدّم ببيانها الوزاري أمام مجلس النوّاب وتنتظر الثقة على أساسه، ولعل الأنسب لعنوان المرحلة القادمة هو المواطنة الصالحة والاعتماد على الذات وضبط النفقات وترشيد الاستهلاك ودعم الطبقتين الوسطى والفقيرة وذوي الدخل المحدود وانعكاس الخدمة على المواطن ودعمه، كما أن الاستثمار في أموال الأردنييين بدلاً من وضعها في البورصات العالمية والاستثمارات بأموال غير الأردنيين جلّ مهم أيضاً، وهذه جلّها توجيهات ملكية سامية مباشرة للحكومة لترجمتها لبرامج عمل من خلال حلول إبداعية وابتكارية جديدة لتساهم في تحسين معيشة المواطنين.

فخطط زيادة النمو وتحفيز الاقتصاد وتقديم التسهيلات للمستثمرين والبيئة الجاذبة لهم لخلق فرص العمل عناوين عريضة للسنوات القادمة لنلمس شيء على الأرض في القريب العاجل، لينعكس ذلك على المواطن وخدمته ورفاهه.
كما أن الإصلاح على المدى البعيد يتطلّب إدارة الموارد البشرية والتركيز على التعليم التقني وتغيير الثقافة المجتمعية والنمط الإستهلاكي كأمور متداخلة وتتطلب العمل عليها بجدية أكثر ليلمس الجميع تغييرات جذرية في ثقافتنا المجتمعية صوب العمل الجاد وبكفاءة وإنتاجية.
فالترهل الحكومي الإداري يحتاج لثورة إصلاحية بيضاء في الإدارة كما يحتاج التركيز على برامج الحكومة الإلكترونية واحترام المراجعين ومتلقي الخدمة وتقديم خدمات متميزة لهم لغايات أن يلمس المواطن اهتمام به لتحسين ظروفه الاقتصادية وتقديم الخدمة المثلى له.
كما أن قانون ضريبة الدخل الجديد والحوار الوطني المزمع إقامته حول مفهوم الضريبة الشاملة والضريبة مقابل الخدمة يجب أن يعالج مسألة التهرب الضريبي ويجب أن لا يمس جيوب الطبقتين الفقيرة والمتوسطة ويجب أن لا يدفع المواطن ثمن الإصلاحات الضريبية لا بل يستفيد منها من خلال ملاحقة المتهربين ضريبياً وخصوصاً ممن لا يمتلكون وثائق الرواتب الثابتة والتي هي في متناول الحكومة، وهنا مطلوب من الحكومة وضع آلية للتحقق من فوترة كل شيء ليستفيد منها الدافع ويحاسب عليها المُستلم.
ومفصل مشاركة القطاع الخاص وإنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة جُلّ مهم لجانب الإصلاحات المالية والاقتصادية شريطة حماية الطبقة الوسطى المتآكلة ومحدودي الدخل سيخرج الاقتصاد الوطني من عنق الزجاجة.
كما أن التركيز على الواقع التنموي ومشاريع اللامركزية في ظل سياسة الإعتماد على الذات ستؤول لبرنامج وطني اقتصادي غير منعوت بإملاءات خارجية، ولعلها الفرصة المواتية في ظل تطبيق قانون اللامركزية لأول مرّة لنساهم في إنجاح وضع الأولويات التنموية في المحافظات والألوية وخصوصاً مناطق الأرياف والمناطق النائية.
هنالك نجاحات اقتصادية على الأرض في بعض المناطق التنموية تسجّل وحققت فرص عمل وقصص نجاح وريادية! ومع ذلك نحتاج للتركيز أكثر وجلب الاستثمارات الداخلية والخارجية لهذه المناطق والتي تضخ فرص العمل باطّراد.
ولهذا فإن ذلك يتطلّب إستراتيجية وطنية بحتة للاعتماد على الذات ترجمة للرؤى الملكية السامية، والكرة في مرمى الحكومة الجديدة لإنجاز هذا العمل الوطني الكبير والذي طالما تمناه الجميع بدلاً من انتظار المساعدات والوقوع تحت رحمة الآخرين!
وحيث إن ما يربو عن ستين بالمائة من الدعم الذي تقدّمه خزينة الدولة يذهب لغير مستحقية، فهذا يؤشر الى ضرورة ايجاد آليات جديدة لتوزيع هذا الدعم للمساهمة في تعظيم الدعم للمواطنين من الفئة المستهدفة، وربما يتم ذلك من خلال استخدام البطاقة الذكية وغيرها ولكن هذه الآليات ما زالت تراوح مكانها.
كما أن العمل على تفعيل القروض الميسّرة للمواطنين لإنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسّطة سيساهم حتماً في ايجاد فرص العمل المبتكرة والمبادرات، ولنا في صندوق التنمية والتشغيل خير قصّة نجاح، ولهذا فاننا نرى أن تقوم الحكومة بدعمه مالياً لتساهم في تعظيم دوره واتساع قاعدة المستفيدين منه تعميماً للفائدة وتعظيماً للمشاريع التنموية المبتكرة ومبادراتها التي توظّف المواطنين وخصوصاً في مناطق جيوب الفقر في المحافظات.
والكرة في مرمى الحكومة لتبادر بوضع برامج على النار وبسرعة لأن الخطط والسياسات والاستراتيجيات والبرامج الاقتصادية تحتاج الى ما لا يقل عن ثلاث الى خمس سنوات لتؤتي أكلها، والمطلوب الآن وبسرعة تحقيق مستوى معيشي كريم للمواطن من خلال العودة لبرامج الشراكة مع القطاع الخاص لتشغيل الأردنيين قبل غيرهم في سوق العمل وعدم الاعتماد فقط على مؤسسات القطاع العام التي أرهقت موازنة الدولة وغيّرت من الثقافة المجتمعية للأردنيين طالبي العمل، والمطلوب أيضاً حماية المواطنين من اطّراد الأسعار وجشع بعض التجّار، والمطلوب أيضاً بلورة قانون عصري لحماية المستهلك وقانون منصف لضريبة الدخل واخراجهما لحيّز الوجود، والعمل على دعم صندوق تنمية المحافظات على أرض الواقع من خلال مشاريع تنموية واضحة وذات جدوى سواء تشغيلية أو مجتمعية أو إقتصادية، وكذلك توزيع مكتسبات التنمية بكل عدالة للوصول للتّمكين الاقتصادي، والمضي قدماً في محاربة كل قضايا الفساد، فلقد غدت الفواتير الالزامية والضرورية للطاقة والتعليم والانترنت والاتصالات والمياه والكهرباء والسكن والطعام مرهقة لكل أسرة أردنية وهي أكثر بكثير من مدخولات المواطنين، مما يعزّز ضرورة تحرّك الحكومة على الأصعدة كافة لتلبية رؤية جلالة الملك المعظّم الاصلاحية لتحسين مستوى ونوعيّة معيشة المواطن والاسهام بفعالية في ضمان حفظ كرامته، والكرة في مرمى الحكومة التي لا تمتلك ترف الوقت، وأظنّها قادرة ذلك.
فالحديث في الشأن الاقتصادي له شجون ومفاصل عدّة وله حتماً أهميّة قصوى لدى كلّ مواطن، فالتفاؤل يجب أن يكون عنوان المرحلة الإقتصادية القادمة وخصوصاً أن دولة رئيس الحكومة الجديد متحمّس ونظيف وله رؤية إصلاحية في النهج تصبّ في صالح المواطن، ويجب أن ينعكس النمو والتحفيز الاقتصادي على المواطن الذي يعاني الفقر والبطالة، ونتطلع بتفاؤل للمضي قدما صوب تحقيق الأهداف بحول الله تعالى.
* وزير الأشغال
العامة والإسكان الأسبق

 
شريط الأخبار مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل نبيل قاووق القيادي البارز بحزب الله الاحتلال يؤكد اغتيال القيادي بحزب الله نبيل قاووق الغذاء والدواء توافق على تسجيل 63 صنفًا دوائيًا لتعزيز الأمن الدوائي مهم من الضمان حول توزيع مبالغ مالية التعليم العالي تعلن عن بدء تقديم طلبات القبول الموحد لأبناء الأردنيات المتزوجات من غير الأردنيين قصة نجاح الطالب عنان عدنان رجب دادر من ذوي الاحتياجات الخاصة مصادر إسرائيلية: كنا نعلم مكان نصر الله منذ 3 أشهر ضيف "غير مخيف" يصل سماء الأردن الليلة "نصرالله لم يكن في مكان الاجتماع".. كيف اغتال العدو الأمين العام للحزب؟ بالصورة - نعش القائد الكبير: السيد نصرالله شهيدا على طريق القدس الظهور الأخير لأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله قبل اغتياله (فيديو) وفيات الاردن اليوم الأحد 29-9-2024 أجواء خريفية معتدلة فوق المرتفعات الأحد وانخفاض الثلاثاء فيديو || المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفًا حيويًا في "إيلات"