أخبار البلد - هل تخشى إسرائيل البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، وهل تخشى التهديد جراء التوسع الإيراني في المنطقة، أم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إغراق الاتفاق النووي الإيراني لأهداف أخرى؟
في هذا الإطار، يشير الكاتب برنارد أفيشاي في مقال نشرته له مجلة نيويوركر الأميركية إلى الاشتباكات الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، ومن بينها قصف إسرائيل مطار التيفور في سوريا الشهر الماضي وتعرض هضبة الجولان المحتلة لصواريخ أطلقها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من سوريا قبل أيام.
ويضيف أن هذه الاشتباكات الجوية والصاروخية أسفرت عن خسائر، من بينها مقتل عسكريين إيرانيين وأفراد من مليشيات تابعة لإيران في سوريا.
ويأتي بعض هذه الهجمات الإيرانية والرد الإسرائيلي بهجمات مضادة بعد أيام من إعلان الرئيس ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من بين أبرز معارضيه.
ويشير الكاتب -وهو الأستاذ المساعد في الجامعة العبرية ومؤلف كتاب تراجيديا الصهيونية وكتاب الجمهورية العبرانية- إلى كشف نتنياهو عن عشرات آلاف الوثائق وعشرات الأقراص المدمجة التي يقول إن الاستخبارات الإسرائيلية حصلت عليها.
ويضيف أن نتنياهو يرى أن هذه الوثائق والأقراص تثبت أن إيران كان تدير برنامجا سريا للأسلحة النووية، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أضاف أن طهران كثفت جهودها لإخفاء ملفاتها النووية وأنها كانت تنوي استخدامها في وقت لاحق.
ويستدرك المقال بأن نتنياهو لم يقدم أي دليل على أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة باتفاق النووي منذ إبرامه، وأن ما فعله هو لفت الانتباه إلى برامج الصواريخ البالستية الإيرانية، وإلى مسائل أخرى مثل دعم إيران جماعة الحوثي في اليمن وجماعات أخرى غيرها في المنطقة، الأمر الذي قد يستدعي فرض عقوبات جديدة على طهران.
ويقول الكاتب إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني من شأنه أن يفقد الصفقة اللاعب الرئيسي فيها وأن يفقد طهران حافزها الرئيسي للسماح بخضوع منشآتها النووية للمراقبة الدولية.
عقوبات وتوتر
ويضيف أنه إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات من تلقاء نفسها فإن هذه الخطوة من شأنها أن تمنع الشركات الغربية والصينية من الاستثمار في إيران، الأمر الذي قد يزيد من التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها ومع إيران نفسها.
ويقول المقال إنه إذا ما اتهمت المخابرات الإسرائيلية إيران بأنها تجدد جهودها للحصول على الأسلحة النووية، فإن الخيار الوحيد الذي يتبقى أمام الولايات المتحدة هو إما الحل العسكري وإما موقف متجدد من سياسة حافة الهاوية.
ويضيف ومن غير مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون الذي يتباهى بأنه لا يهوى سياسة الجزرة، والذي يدعو إلى تغيير النظام في إيران، والذي قد يتبنى موقفا يتمثل في الترهيب العسكري؟
ويختتم الكاتب بأن هذا هو بالضبط ما يريده نتنياهو، وذلك في ظل احتمال التصعيد في سوريا ولبنان، حيث لا يرغب في أن تواجه بلاده إسرائيل هذه الأوضاع الخطيرة بمفردها.