اخبار البلد - سلسبيل الصلاحات
لا تزال قضية مستشار الديوان الملكي وما فعله مع احدى حافلات شركة جت المتوجه الى مدينة اربد قبل ايام تلقي بظلالها على المشهد الذي بدأ يتفاعل بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى الصعيد العشائري والوطني والاجتماعي وحتى الاعلامي ...
الناشطون من ابناء قبيلة بني صخر الذي ينتمي اليها السائق خالد العاصي المراونة الخضير اجتمعت مؤخرا واصدرت بيانا متوازنا وصفت به وشرحت تداعيات القصة بين السائق الملتزم وبين المستشار في الديوان الملكي عصام الروابدة نجل رئيس الوزراء الاسبق عبدالرؤوف الروابدة مطالبين بتشكيل لجنة محامين لتحصيل حق السائق من عصام الروابدة معتبرين ذلك اساءة للشعب الاردني وابناء القبيلة .. وطالبوا بمساءلة وزير الداخلية ومدير الامن العام عن الطريقة والمعلومة التي تم التعامل من خلالها مع السائق وعن صحة المخالفة التي اجريت بأمر من مدير الامن العام شخصيا بقيمة 500 دينار والتي تحمل الرقم 970785 وتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الواتس آب مؤكدين التزام ابنهم بالقيادة القانونية وفقا لنظام التتبع الذي تستخدمه الشركة معتبرين ان القانون فوق الجميع
وكان السائق قد شرح بالتفصيل وعبر فيديو في الاجتماع العشائري عن الموضوع والقصة بالكامل ...
حيث قال .. كنت متوجها بتاريخ 10/ 2/2018 خلال الحافلة التي استقلها وهي تابعة لشركة جت الى مدينة اربد حيث كان هناك سيارة سوداء اللون تسير خلفي وتطلق زوامير وكانت الطريق مزدحمة بالسيارات وبعد فترة تجاوزت تلك السيارة عن الحافلة وتوقفت امامي واجبرتني على التوقف، ثم قام سائق السيارة باجراء اتصال هاتفي معرفا عن نفسه بانه عصام الروابد ة وانه مستشار الملك في الديوان الملكي وطلب من الامن الحضور للتعامل معي وقال ان باص في شركة جت يحمل الرقم 10548 متهور في الشارع العام . وقال لي " هسا بفهمك شو غلطك معي " وغادر المكان على الفور ..
وفي هذا الوقت تكلمت مع العمليات وقلت لهم هناك شخص اوقفني يقول انه مستشار الملك ويتهمني بمضايقته بالطريق وتكلم مع مدير الامن العام بخصوص ذلك
واسترسل السائق حديثه ... اكملت طرقي لايصال الركاب الذين هم شهود على هذه الحادثة الا اني تفجأت بكمين عند جامعة فيلادلفيا حيث قاموا بتسكير الطريق وتوقفت عن السير ...وجاء شخص من الدورية يتساءل ما الذي صدر مني .. شرحت له ما حدث .. فقال لي "انت مطلوب للباشا مباشرة والباص سيتم حجزه "
واكمل الحديث ... بعثت دورية من دوريات بليلة يتواجد فيها نقيب وملازم اول وتم
حجزي انا والحافلة الا ان احتجاجات الركاب ادى الى تعاون الرقيب معي فقام بحجز الرخص فقط واكملت مسيري مع الركاب لمدينة اربد ومن ثم عدت بالباص الى مديرية بليلة وتحويله الى مركز امن جرش ...
وهناك كتبت بي مخالفة تحت عنوان " سواقة بطيش واهمال بالشارع العام بقيمة 500 دينار بأمر من عطوفة مدير الامن العام الا ان تدخل العائلة حال بتكفيلي والاكتفاء بجز الباص..
وقال.. ان ابراج المراقبة اكدت باني اسير بشكل قانوني وغير متجاوز للسرعات لذا وقفت الشركة بجانبي في الموضوع واتخذت اجراءاتها وتم الافراج عني بنفس اليوم و عن الحافلة باليوم التالي ولا اعلم ما هي الاجراءات التي اتخذتها الشركة .. والان ما زلت على راس عملي وطلبني المدير العام ووجه لي كتاب شكر على طريقة تعاملي مع الامر ..
فيما اكد مدير عام شركة جت مالك حداد لــ اخبار البلد بأنه حال سماعه بما حدث ارسل فريق خاص من الشركة لمتابعة تفاصيل الحادثة ... ونوه بأن مراقبة الحافلات ساعدت على ايضاح الحقيقة حيث اخذ شريط يوضح ويستعرض السرعات والتجاوزات التي قام بها السائق واتضح من خلاله بأنه يسير بشكل قانوني وان هناك مبالغة في تصوير الامر فتم اخراج السائق بنفس اليوم والافراج عن المركبة باليوم التالي بالاضافة الى الغاء المخالفة التي سجلت بحق السائق ونوه بأن السائق " خالد ابراهيم فلاح " ملتزم وواعي ومن انشط الموظفين ودائما يعتعامل مع الامور بشكل منطقي
واخيرا نقول هل هذه هي دولة القانون يا دولة الرئيس ... وهل يجوز لمدير امن عام مؤتمن على تنفيذ القانون ان يجرجر سائق " مسخم" فقط لأنه ازعج معالي عصام الروابدة ولم يفسح له المجال للمرور ... وهل اصبحت المخالفات في وطننا تحرر غيبا وكانها قدر ..
اعتقد ويعتقد معنا الجميع بأن القصة ليس قصة سيارة وباص وليست قصة شارع ومخالفة هي قصة ازمة بين مسؤول يعتقد نفسه انه خارج التغطية وفوق القانون وما دونه موجود فقط من اجله ونأمل ان يتم محاسبة هذا المسؤول على تصرفه ومعاقبته ولنا بحكاية ابن عمرو ابن العاص مع امير المؤمنين ابن الخطاب الذي طلب من احد " المسخمين " ان يجلد ابن العاص الذي اساء استخدام السلطة وتجاوز الاخلاق والقانون في دولة القانون