أخبار البلد - تصاعد التوتر بين لندن وموسكو، بعد إعلان وزير الأمن البريطاني بن والاس عزمه على ملاحقة أثرياء «أوليغارشيين» روس مشبوهين في ملفات فساد، متهماً الكرملين بالضلوع فيها.
ونقلت صحيفة «ذي تايمز» عن والاس قوله، في إشارة الى الأوليغارشيين: «عليهم توضيح مصدر ثرواتهم». وأكد أنه سيتخذ إجراءات جديدة لمصادرة الأموال المشبوهة والاحتفاظ بها، الى حين توضيح مصدرها. وأضاف أن «الحكومة ستتحرك ضد ساسة فاسدين ومجرمين دوليين، يستخدمون المملكة المتحدة ملاذاً». وهددهم قائلاً: «عندما نصل اليكم سنصادر ممتلكاتكم ونجعل حياتكم شاقة».
وتقدر السلطات البريطانية قيمة الأموال التي تُبيّض سنوياً في لندن بنحو 90 بليون جنيه استرليني.
وأوضح والاس أن تحقيق «لاوندرمات» الذي نُشر في أيلول (سبتمبر) الماضي، بمشاركة «مشروع كشف الجريمة المنظمة والفساد» ونحو 10 صحف أوروبية، كشف أن «شركات وهمية كثيرة متمركزة في بريطانيا تُستخدم لغسل أموال روسية عبر مصارف». وأضاف أن «التحقيق يؤكد ضلوع الدولة (الروسية) في الأمر، ونعرف ما يفعلونه ولن نسمح لهم بمواصلة عملهم». وزاد: «تحت البريق (الرفاهية) هناك قذارة حقيقية». وتعهد «استهداف رموز الفساد، سواء كانوا معروفين محلياً أو دولياً».
وتتيح الإجراءات الجديدة للسلطات البريطانية تجميد ومصادرة ممتلكات مَن لا يستطيع توضيح مصدر امتلاكه مبلغاً يزيد عن 50 ألف جنيه استرليني. وقال والاس إن أي «نائب من أي بلد لا يحصل فيه أعضاء البرلمان على رواتب ضخمة، ويشتري فجأة منزلاً فخماً في لندن، سيكون عليه توضيح كيف دفع ثمنه».
وكان رئيس أركان الجيوش البريطانية السير نيك كارتر حذر قبل أسبوعين من أن روسيا تشكّل تهديداً لخدمة الإنترنت والتجارة في بلاده، بسبب قدرة أسطولها على قطع كابلات الإنترنت. واعتبر أن موسكو تُطور استراتيجية مسلحة تزداد عداءً، مشدداً على أنها أظهرت في سورية قدرتها على استخدام صواريخ متطورة بعيدة المدى. وأضاف أن روسيا تشكّل «التحدي الأمني الأكثر قدرة وتعقيداً منذ الحرب الباردة»، وزاد: «اعتاد جيلنا على اختيار نزاعاته منذ نهاية الحرب الباردة، لكن يمكن أن نجد أنفسنا من دون خيار سوى الحرب مع روسيا، التي نفذت مناورات عام 2017 تحاكي هجمات على أوروبا الشمالية، من كاليننغراد إلى ليتوانيا». وتابع: «علينا الرد على هذه التهديدات الآن، ولا يمكننا الانتظار».