ويبدو ان الشعار الذي رفع بعنوان "اللي برفع الأسعار.. بده البلد تولع نار" أصبح يردد في كل مسيرة واعتصام، الأمر الذي دفع الملقي عبر حاسة الإنذار المبكر بأن الأمور ليست كما هي وليست على خير فمذكرات الحجب تحاصره وتضيق الخناق على حكومته كون الموقعين على المذكرة في تصاعد بالإضافة إلى ان أصوات الاحتجاجات تكبر وتمتد على مساحة الوطن، فكان القرار أسرع مما هو متوقع ...دولة الرئيس يحاصره المرض أيضا وتؤكد الفحوصات المخبرية ان لا مجال ولا حل إلا بالتدخل الجراحي، لكن ليس بمستشفى البشير أو مستشفيات البلد بل الى أمريكا التي يبدو أنها ارخص ثمنا وفاتورة لدولته من مستشفيات الوطن.
لا شماتة في المرض... فكل الأماني والدعوات لله ان يشفي الملقي وكل المرضى ويعيدهم سالمين الى أهاليهم، لكن القصة ليست بالمرض الصحي بل بالمرض السياسي التي تعيشه هذه الحكومة، والذي بدا مستفحلا في أركان ومفاصل القرار الحكومي الذي لا بد معه من حل، والذي نتمنى ان يكون حلا على مستوى صاحب القرار وليس حلا شعبيا.
الشارع الأردني تحدث خلال 24 الساعة الماضية عن مغادرة رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، حيث قام بإجراء فحوصات في عمان ثم قرر الذهاب الى الولايات المتحدة لإجراء عملية جراحية دون سابق إنذار.
الوصفة الطبية التي جاءت في الوقت التي تشهد فيه معظم محافظات المملكة حالة من التصعيد والغليان والمسيرات والاعتصامات المطالبة بحل البرلمان ورحيل الحكومة احتجاجا على قرارات رفع الأسعار وفرض الضرائب على السلع وإلغاء الدعم عن الخبز.
مرض الملقي الذي شغل الأردنيين بمختلف مسمياتهم وهوياتهم وطبقاتهم باعتبار ان مرضه وزيارته المفاجئة والتي ترك وراءها ضرائب ورفع أسعار وقرارات ومذكرات ومسيرات واحتجاجات وهتافات سيدخل سيناريوهات جديدة لم تكن على البال ولا في الحسبان، إذ انه تم تأجيل طرح الثقة بالحكومة لحين عودة المريض ولا نعلم ان كان مرض الملقي سيهدأ من بال الحراك المتصاعد الذي يتمنى الشفاء لدولته ويتمنى الموت لحكومته...
الحراكيون وهم كثر هذه الأيام وهم غير شامتون "لا سمح الله" من دولة أبو فوزي لكنهم يتساءلون بمرارة فئة "المسخمين" ويقولون يا دولة الرئيس لو مرض احد أبنائنا فهل سيتم إرساله الى مشافي العم سام ،أم انه سيبقى تحت رحمة مستشفى البشير وإخوانه... وأضافوا أكثر شاكرين جلالة الملك الذي أعفاهم من ضريبة المبيعات على الأدوية لأن المرض قدر لا خيار فهو ابتلاء من الله، لذلك يتمنون من دولة الرئيس الذي ابتلاه الله بمرض عارض ان يشعر مع فئة "المسخمين" بدلا من سياسة السياحة العلاجية من أموال المواطنين في مشافي واشنطن.