حي أرنونا
إلا أن وزارة الخارجية قررت فيما بعد تحويل مبنى جاهز في حي أرنونا، غربي القدس بشكل يوفر الوقت ويسمح للسفير ديفيد فريدمان وطاقمه بالانتقال إلى المبنى في العام المقبل. وتقول الصحيفة إن توقيت نقل السفارة أثار توتراً بين تيلرسون والبيت الأبيض. فقد دفع فريدمان الذي عمل محاميا لترامب بنقل السفارة هذا العام ولقي دعماً من جارد كوشنر صهر الرئيس والمسؤول عن ملف المبادرة السلمية التي يريد ترامب التقدم بها وأطلق عليها "صفقة القرن”. إلا أن تيلرسون طلب في مقابلة من الرئيس يوم الخميس مزيداً من الوقت من أجل تحديث المبنى والتأكد من سلامته والإجراءات الأمنية فيه. وقال المساعد لوزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة ستيفن غولدستين "ما تراه من وزير الخارجية أننا نريد إنجاز هذا بناء على متطلبات الأمن لا رغبات السياسة”.
ويقع حي أرنونا قرب الخط الأخضر الذي كان بمثابة حدود إسرائيل من عام 1949 إلى حرب الأيام الستة عام 1967. ويستخدم المبنى اليوم لإصدار التأشيرات وتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأمريكيين إلا أنه بحاجة لتحصين حتى يستطيع السفير القيام بعمليات ومهمات سرية فيها. وهو مبنى حديث وبأمن جيد أفضل من السفارة في تل أبيب. وتقول إن موعد نقل السفارة أصبح هامشاً مثيراً للجدل في قرار ترامب. فعندما أعلن عنه في كانون الأول/ ديسمبر وقع بهدوء على وثيقة أخرى يتنازل فيها عن مطلب الكونغرس الداعي لنقل السفارة في غضون ستة أشهر. ففي ذلك الوقت قال المسؤولون إن الاعتبارات اللوجيستية والعملية كانت وراء القرار. وقالت وزارة الخارجية إنها لا تستطيع فتح سفارة في القدس بناء على الجدول الزمني الذي شرطه قانون عام 1995 والذي كان يوقعه الرئيس كل ستة أشهر لإبقاء السفارة في تل أبيب. وقال المسؤولون إن البحث عن مكان للسفارة الجديدة وبناءها يحتاجان إلى ستة أعوام بكلفة ما بين 600 مليون إلى مليار دولار. إلا أن الخبراء القانونيين قالوا إن لا شيء في قانون 1995 يحظر على الولايات المتحدة تعليق لافتة على القنصلية الأمريكية في القدس وتسميتها سفارة. فبعد سقوط الإتحاد السوفييتي فتحت الولايات المتحدة وعلى عجل سفارات في مبان مؤقتة في عواصم الدول المستقلة حديثاً.
تأخير النقل
وكان السفراء الأمريكيون يتنقلون في الدول التي بنت عواصم جديدة لها مثل ميانمار. وترى الصحيفة أن تأخير النقل كان مفيداً للبيت الأبيض الذي كان حريصاً على العملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبقائها حية وأعفى المسؤولين فيه من سلسلة قرارات مثل تحديد المكان الذي ستقام عليه السفارة وغير ذلك. ومنذ إعلان الرئيس ترامب قراره لنقل السفارة ساءت العلاقات مع الفلسطينيين حيث تعهد رئيس السلطة الوطنية محمود عباس أنه لن يشارك في المفاوضات السلمية التي تشرف عليها واشنطن. وكان عباس غاضباً في خطابه الأخير حيث هاجم الرئيس الأمريكي "يخرب بيتك”. وردت الإدارة بدورها وحجبت 65 مليون دولار من مساعدتها لوكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة. وكان القرار بمثابة توبيخ للمنظمة الدُّولية التي صوتت بغالبية ضد قرار الرئيس نقل السفارة. ويرى المسؤولون الأمريكيون أن نقل السفارة سريعًا سيكون مهمًا للرئيس الذي يواجه انتخابات مهمة في تشرين الثاني/ نوفمبر خاصة أن قراره لقي دعماً كبيراً لدى القاعدة الإنجيلية والمتشددين الأمريكيين الداعمين لإسرائيل مثل شيلدون أديلسون، الملياردير المعروف.