وأضاف أردوغان في كلمة أمام مؤتمر حزبه بمدينة هكاري جنوب (شرق) أن واشنطن تمكنت فقط من شراء إرادات دول مغمورة، ولم تتمكن من شراء إرادة باقي دول العالم بتهديداتها بقطع المساعدات المالية عنها إذا ما صوتت ضد قرارها بشأن القدس، في إشارة إلى قرار الرئيس دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل سفارة بلاده إليها من "تل أبيب".
وتابع: "هددت الولايات المتحدة الدول بقطع دولاراتها عنها إذا ما صوتت ضد قرارها بشأن القدس، ولكن من دعم الولايات المتحدة بالتصويت؟ دول يسمع اسمها لأول مرة ولا يتجاوز عدد سكانها بضعة آلاف، لماذا؟ لأن الدولارات الأمريكية تمكنت فقط من بسط نفوذها في تلك البلدان التي كان عددها فقط ثمانية. أما الدول الـ 128 فقد قالت لأمريكا بشكل واضح: لا يمكنك شراء إراداتنا بدولاراتك وقوتك، لا يمكن لقوتك أن تكسر إراداتنا".
وكان أردوغان ومسؤولون أتراك آخرون انتقدوا بشدة تهديد الرئيس الأمريكي وسفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بقطع المساعدات عن الدول التي تُصوّت مع مشروع القرار الذي تقدمت به اليمن نيابة عن المجموعة العربية، وتركيا نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي.
وأقرّت الأمم المتحدة، الخميس، بالأغلبية، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعيّن حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويطالب الدول بعدم نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى المدينة.
ووافقت على مشروع القرار 128 دولة، بينما رفضت تسع دول القرار، وامتنعت 35 دولة عن التصويت. وهدّدت الولايات المتحدة بقطع المساعدات الاقتصادية عن الدول التي صوّتت ضدها على القرار. والدول الرافضة القرار هي: الولايات المتحدة الأميركية، و"إسرائيل"، وغواتيمالا، وهندوراس، وجزر المارشال، وتوغو، وبالاو، وميكرونيسيا، وناورو.
وفي 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري أثار قرار ترامب الاعتراف بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لـ"إسرائيل"، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة، رفضاً دولياً واسعاً.
وحول محاربة حزب "العمال الكردستاني"، أكّد أردوغان، في الخطاب ذاته، أن المسألة ليست مسألة كردية أو تركية أو عربية، بل هي مسألة تتعلق بهجوم تتعرض له الحضارة الإسلامية والمنطقة برمتها.
وقال: "إن منطقتنا وحضارتنا تتعرّض لهجوم، وبقدر ما نكون مشتتين ومتفرقين تتزايد احتمالات نجاح هذا الهجوم"، مؤكداً أنّ "المنظمة الإرهابية تعد أحد أبرز المتطوعين لتنفيذ هذا الهجوم".
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إنّ "مدينة القدس ليست لوحدها، ولا يستطيع أحد أن يجعلها عاصمة بجرة قلم".
جاء ذلك في خطاب ألقاه بالمؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية بولاية بارطن شمالي البلاد.
وقال يلدريم: "خرج علينا الرئيس الأمريكي متعجرفا، خاطا بقلمه على ورقة، يريد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل (...) القدس ليست وحيدة".
وأشار إلى وجود "خطط انكشفت على الملأ الآن، قد رسمت قبل 100 عام، خارج إرادة شعوب المنطقة".
وأضاف: "لا أحد يستطيع أن ينفذ خططا ويضع أحكاما لمنطقتنا على بعد آلاف الكيلومترات رغما عن تركيا ودول المنطقة".
وانتقد يلدريم تهديد الولايات المتحدة للدول التي تصوت ضد مشروع القرار في الجمعية العامة الخميس الماضي.
وقال "ثمة شيء لم يحسبوا له حسابا، وهو، مهما كنتم أقوياء، كل دولة لها علمها وأرضها وصاحبة سيادة وهي من تعطي قرارها وتقرر مصيرها".